-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حينما‮ ‬يخاف المسلمون كذلك من الإسلام‮!‬

عدة فلاحي
  • 2382
  • 0
حينما‮ ‬يخاف المسلمون كذلك من الإسلام‮!‬

كان‮ ‬يمكن لليوم الدراسي‮ ‬الذي‮ ‬نظمه المجلس الإسلامي‮ ‬الأعلى‮ ‬يوم الإثنين‮ ‬26‮ ‬أكتوبر‮ ‬2015،‮ ‬حول الاسلاموفوبيا أن‮ ‬يعقد بقاعة المحاضرات التابعة للمجلس بدل القاعة التي‮ ‬خصصت لذلك بالشيراطون وهذا حتى نوفر على المحاضرين والمشاركين وعلى المدعوين عناء التنقل الذي‮ ‬أضحى‮ ‬يشكل فوبيا الطرقات،‮ ‬هذا وللأسف شهد اليوم الدراسي‮ ‬حضورا باهتا أفقد النشاط حيويته وبالخصوص بعدما فقد رئيس المجلس الدكتور بوعمران الشيخ،‮ ‬شفاه الله،‮ ‬حركته التي‮ ‬كانت تصبغ‮ ‬على الملتقيات التي‮ ‬ينظمها نكهة خاصة من خلال الحوارات والجدل الذي‮ ‬كان‮ ‬يثيره من حوليه على طريقة المشائين كمفكر تشبّع بعقلانية المعتزلة النقدية التي‮ ‬انحصرت دائرتها وفقدت روادها أو‮ ‬يكادون وترك المجال مفتوحا لأصحاب الدروشة ليمارسوا التضليل على المجتمع بكل حرية مقابل دراهم‮ ‬غير معدودة‮.‬

إن موضوع الإسلاموفوبيا في‮ ‬نظري،‮ ‬قد توسعت دائرته الجهنمية بعد أحداث‮ ‬11‮ ‬سبتمبر التي‮ ‬أعطت الذريعة والشرعية للكثير من النخب الثقافية والأكاديمية والسياسية إلى التخويف من الإسلام ومن المسلمين وكذلك‮ ‬يمكن القول إننا أو جزء من الضالين منا قد تسبب في‮ ‬تغذية حملة الكراهية ضدنا وضد ديننا الحنيف،‮ ‬نقول ذلك دون أن ننفي‮ ‬أن خميرة الكراهية هذه موجودة منذ الحروب الصليبية ونتيجة عقيدة الكفاح المسلح للتحرر من الاستعمار الغربي‮ ‬الذي‮ ‬فشل في‮ ‬الثأر لأسلافه‭.‬

ولكن اليوم وللأسف ونتيجة تخلفنا وجمودنا أعطينا لهذا المستعمر بالأمس السلاح الذي‮ ‬يستعبدنا به مرة أخرى ولو معنويا على الأقل وبالخصوص حينما فشلنا في‮ ‬معركة التنمية والحكم الراشد ومعركتنا التربوية والتعليمية والثقافية وأم معارك وهي‮ ‬ثورة الإصلاح الديني،‮ ‬فكثير من الأفكار ومن الخطب الدينية المغلوطة التي‮ ‬نسمعها في‮ ‬مساجدنا هي‮ ‬نفسها تقريبا‮ ‬يتم ترديدها في‮ ‬المساجد المُقامة في‮ ‬العالم الغربي‮ ‬وأعني‮ ‬بالخصوص أوروبا بحكم الجوار،‮ ‬فمقولة تقسيم العالم إلى‮ “‬دار إسلام‮” ‬و”دار كفر‮” ‬أو‮ “‬دار حرب‮”‬،‮ ‬بالرغم من أن المسلمين المقيمين في‮ “‬دار الكفر‮” ‬حسب زعمهم الذي‮ ‬تجاوزه الزمن،‮ ‬يبذلون كل ما في‮ ‬وسعهم للإقامة في‮ ‬هذه البلدان بما فيهم السادة الأئمة ورجال الدين الذي‮ ‬يدعُون على اليهود والنصارى بالويل والثبور وعظائم الأمور،‮ ‬بل وقد‮ ‬يلجؤون في‮ ‬بعض الأحيان حتى للطرق‮ ‬غير القانونية أو‮ ‬غير المشروعة لضمان الإقامة في‮ “‬دار الكفر‮” ‬لأنها توفر لهم العديد من الامتيازات التي‮ ‬هم في‮ ‬حاجة إليها،‮ ‬إنهم‮ ‬يمارسون تجارة الرقية الشرعية مقابل العملة الصعبة وما خفي‮ ‬كان أعظم،‮ ‬فهل من المعقول الإيمان ببعض المواطنة والكفر بالبعض الآخر؟ ألا‮ ‬يعد ذلك انتهازية ونفاقا؟ بالتأكيد أصحاب القرار في‮ ‬العالم الغربي‮ ‬لهم ملاحظات على هذا السلوك الذي‮ ‬لا‮ ‬يقره دين وشرائع وضعية‮.‬

‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬غاب فيه التسامح فيما بيننا نطلبه من‮ ‬غيرنا،‮ ‬وفي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬نطلب ونطالب الغرب بتوقيف سفك الدماء ضدنا من خلال الحروب التي‮ ‬يفتعلها في‮ ‬ديارنا،‮ ‬نمارس أبشع التقتيل في‮ ‬بعضنا البعض وعلى صيحات‮ “‬الله أكبر‮” ‬وما ذلك إلا لأن كل طائفة من أمتنا تدعي‮ ‬بأنها على حق وهي‮ “‬الطائفة المنصورة‮” ‬وغيرها على باطل‮.‬

وأمام هذا كله‮ ‬يمكن القول إن مشكلتنا الكبرى هي‮ ‬في‮ ‬فقه الحداثة الذي‮ ‬لم نستوعبه بعد وبالتالي‮ ‬أضحت الأمة الإسلامية بما فيها الجزء المقيم بالغرب‮ ‬يعاني‮ ‬من ازدواج الشخصية التي‮ ‬عطلت ماكينته للتقدم نحو الأمام وبناء مستقبل أفضل‮.‬

هذه النوعية من البشر كما ذكرت سابقا ممن نقلت الأمراض والعلل من بلدانها الأصلية إلى العالم الغربي‮ ‬الجديد الذي‮ ‬تقيم فيه وحاملة مقولة‮ “‬دار الإسلام ودار الكفر‮” ‬في‮ ‬عالم السياسة،‮ ‬ففي‮ ‬الجانب الاجتماعي‮: ‬هل من المعقول ومن المقبول حين الحديث عن حقوق الرجل على المرأة الاستشهاد بحديث مشكوك في‮ ‬صحته وندعي‮ ‬بأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال فيما معناه إنه لو أن سائلا من حديد صدئ وقيح نزل من أنف الرجل وشربته الزوجة،‮ ‬ما وفت بذلك حقه؟ هل تحول الزوج إلى إله‮ ‬يُعبد؟ وهل‮ ‬يقبل هذا الكلام المقزز للنفوس حتى في‮ ‬بيئتنا البدوية فما بالك في‮ ‬بيئة تحظى فيها المرأة بكل الرعاية والتكريم والتفضيل والتقديم في‮ ‬المجالس؟‮ ‬

أمر آخر له علاقة بالمرأة لأن شكل لباسها‮ ‬يسفر عن مظاهر الإسلام أكثر من الرجل‮: ‬هل من المعقول استنزاف طاقة المسلمين في‮ ‬قضايا خلافية مثل النقاب؟ أم هو العناء وحب التحدي‮ ‬وفقط؟ ولكن مرة أخرى أقول إن جهلنا بديننا هو الذي‮ ‬فتح الباب للغارة علينا،‮ ‬ففي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬غاب فيه التسامح فيما بيننا نطلبه من‮ ‬غيرنا،‮ ‬وفي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬نطلب ونطالب الغرب بتوقيف سفك الدماء ضدنا من خلال الحروب التي‮ ‬يفتعلها في‮ ‬ديارنا،‮ ‬نمارس أبشع التقتيل في‮ ‬بعضنا البعض وعلى صيحات‮ “‬الله أكبر‮” ‬وما ذلك إلا لأن كل طائفة من أمتنا تدعي‮ ‬بأنها على حق وهي‮ “‬الطائفة المنصورة‮” ‬وغيرها على باطل،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬دفع حتى ببعض المسلمين إلى الخوف من الإسلام الذي‮ ‬ينتمون إليه بالفطرة،‮ ‬وإلى البحث عن دين آخر وهذه فتنة أخرى أخطر من الإسلاموفوفيا،‮ ‬إذن لا‮ ‬يمكن أن تتقلص دائرة الإسلاموفوفيا أو تتلاشى إلا بإحداث إصلاح ديني‮ ‬عميق وجريء حتى نعطي‮ ‬الصورة الحقيقية والإنسانية للإسلام الذي‮ ‬جاء ليتمم مكارم الأخلاق‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • عابر سبيل

    بالنسبة لتعريف العلمانية فدعك من تعريف الجهلة بأنها من العالمية لأن ذلك لا يصح لغة كما لا يصح اصطلاحا
    https://en.wikipedia.org/wiki/Secularity

  • عابر سبيل

    أما قضية النقاب, فهذا دأب العلمانيين أو الحداثيين أو العقلانيين
    دائما ما يكذبون على الملتزمين بأصول السلف في الفقه و العقيدة
    و يوردون مواضيع الخلاف فيها معلوم بين فقهاء السلف, لكن العلمانيين يوهمون القراء زورا و بهتانا بأن علماءنا يدعون الإجماع و يضيقون على الناس دينهم

  • محمد أمير

    الحقيقة ورغم أنه يحزنني قول ذلك فظاهرة الإسلاموفوبيا مبررة تماما إقرأ فقط أخبار المهاجرين المسلمين إلى أوروبا من التكبير في القطارات على الطريقة الداعشية من غير سبب إلى الإعتداء على بعضهم بل على السكان الذين استقبلوهم إقرأ الإحصائيات التي تشير إلى إرتفاع حالات الإغتصاب في الدول الأوروبية المستقبلة للاجئين المسلمين دعك من حالة المسلمين في بلدانهم للأسف هناك فكر يروج باسم الإسلام و الناس ترى فيه الإسلام فهي لا تقبل مناقشة ما تحمله من رؤى و معتقدات و هذا ما يجعلهم قنابل موقوتة قابله للإنفجار .....

  • محمد63

    بارك الله فيك وسدد خطاك لقد شخصت الداء ووصفت الدواء.المسلمون الغيورون على دينهم بحاجة ماسة إلى الاطلاع على مثل هذه المقالات النافعة.

  • بدون اسم

    الرجل لم يذكر في مقاله أي تنكر لحكم أصيل. النقاب ؟ هو ليس حكم شرعي مختلف فيه منذ القدم
    مرتبط بعادات القوم و ليس هناك آية تجبر على ذلك. العلماني كلمة من العالمية الرجاء لا تخلطها مع
    الملحد . نحن نعيش إسلامي روتيني يحكي على ماجرى عند السلف و نسينا واقعنا الذي يتماشى مع
    عالمية الإسلام . مكثنا نحارب نتصارع نتاقاتل على الأطباق الفضائية وهم خيال عبث .. فإنزوى فكرنا
    و مات مع الماضي . أما أنه معتزلي والله صعب أن يظهر هذا من مقاله . إحتراماتي لك حبيبي ليلة
    سعيدة ! الله يرحمنا غيل هاك و برك سلك

  • عابر سبيل

    المثل يقول "العام يبان من خريفه"
    صاحب المقال قد أبان أنه يتكلم كمعتزلي عقلاني (البعض يتحاشون الإنتساب للمعتزلة فيسمون أنفسهم عقلانيين و فقط)
    و الحقيقة أنهم لا يختلفون كثيرا عن العلمانيين بل هم حلفاؤهم في التصدير لفكرة "إحداث إصلاح ديني‮ ‬عميق و جريء" و ركزوا على كلمتي "عميق و جريء" لأنهما تلخصان معنى "الإصلاح" الذي يريدونه
    فالإصلاح "العميق و الجريء" معناه تغيير شامل للأصول و الفروع و المحصلة دين جديد سيسمونه "إسلام" يرضى عنه الكفار و لا يتسبب بحرج في تطبيق مواطنة كاملة في دول الكفر

  • عابر سبيل

    لم أجد في المقال ذكرا لفركوس, فلماذا تدخله انت في الموضوع

  • اسم لقب

    ألا يمكن أيضا القوا أن إن موضوع المسيحفوبيا في‮ الغالم الإسلامي،‮ ‬قد توسعت دائرته الجهنمية بعد أحداث‮ الحروب الصليبية التي‮ ‬أعطت الذريعة والشرعية للكثير من المسلمين إلى التخويف من المسيحية ووصفها بالصليبية دون أي اعتبار لنصوصها المِؤسسة وتاريخها الأول.
    أليس هذا كيلا بمكيالين، قد يكون من يعترض على الإسلام من جهة تصرفات تابعيه ولكن هناك الكثير ممن يعترض على صلب العقيدة والنصوص، ولكن هناك من يحاول جذب انتباء عامة المسلمين أن هذا الإعتراض والمناهضة تخص فقط طريقة تطبيق الدين وليس الدين نفسه.

  • franchise

    -الايمان ببعض المواطنة و الكفر ببعض ,امرمحتوم على المسلم في الغرب,لان الايمان بكل المواطنة خاصة في فرنسا يعني فقدان كل الركائز الدينية,,و لا يحق للكاتب ان يسخر بالواقع المرير الذي يعيشه المسلمون في دول الغرب
    -يظهر انه يستعمل نفس ادوات الاسلاموفوبيا في تحليله,فتراه ياخذ الامثلة الاكثر شذوذا(قيح انف الرجل..تشربه المراة??!!),ليضرب خصومه,,غير مدرك انه يخدم الاسلاموفوبيا نفسها.باسلوب الاثارة هذا.
    -الاسلاموفوبيا حققت مااربها فقد انتجت من جهة اصوليين لا يقبلون احد,و من جهة اخرى ضعفاء خانعون كرهوا ذاتهم

  • جزائري

    سبحان الله ...هذا الكاتب يلف ويلف ويدور ليعود إلى ثلب السلفية ... ي اأخي طهر قلبك قليلا ... مآسي المسلمين ليست بسبب الشيخ فركوس فأربع على نفسك .....