جواهر
يوميات صائمة:

حينما تركت المسلسلات المصرية من أجل عمرو خالد

جواهر الشروق
  • 4064
  • 1
ح.م

أتذكر جيدا ذلك اليوم من شهر رمضان، كانت أختي المتزوجة في بيتنا، اضطررت أن أتقاسم معها غرفتي مع أطفالها الثلاث، ورغم ما أكنه لأختى من حب كبير، ورغم سعادتي الغامرة بزيارتها لنا و المكوث عندنا لمدة تزيد عن 15 يوما بحكم أن زوجها ذهب إلى العمرة، ولكني في الحقيقة شعرت بانزعاج مرده أنني لا أحب أن يقاسمني أحد غرفتي، والأهم من ذلك أنني كنت أتابع مسلسلا مصريا عرفت أنه يبث متزامنا مع برنامج الداعية المصري عمرو خالد “ونلقى الأحبة” على قناة “إقرأ” والذي تتابعه أختي المتدينة، وخجلت من أن أمنعها من مشاهدته لأشاهد مسلسلي المفضل.

قبل ذلك اليوم، لم أكن أعرف شيئا عن عمرو خالد إلاّ الاسم، واضطرتني أختي إلى مشاهدة برنامجه وأنا أفكر فيما تبقى من أيام يضيع عليّ فيها مشاهدة المسلسل لحساب هذا البرنامج الديني، وبعد لحظات من بدايته، بدأت مشاعر الاستياء تتلاشى، وتحل محلها مشاعر الرضا، كنت أشعر وكأنّ مغناطيسا يجذبني لكلام هذا الرجل، أرهفت له سمعي، وتجاوبت مع انفعالاته، وأعطيته كل اهتمامي..

 يا الله أين كنت قبل هذا اليوم؟، لماذا ضيّعت أياما وليال في مشاهدة المسلسلات المصرية، بينما كان عليّ أن أمضيها في التقرب من الله ونحن في هذا الشهر العظيم؟، هكذا كنت أقول في نفسي، وقبل أن ينهي برنامجه ذرفت الدموع وهو يتلو ذلك الدعاء المؤثر، ومنذ ذلك اليوم أصبحت أنتظر برنامج الداعية عمرو خالد بفارغ الصبر وتركت المسلسلات المصرية، لدرجة أنني صعدت إلى سطح المنزل في ساعة متأخرة من الليل لأعيد الهوائي إلى مكانه بعد أن عبثت به الرياح القوية، لا لشيء إلاّ لأشاهد برنامجا دلني على الطريق المستقيم.

حياة محمد – عين الخضراء

مقالات ذات صلة