-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المغرب يتوسل رغم رفض نواكشوط المشاركة في اجتماع مراكش

خارجية موريتانيا تتجاهل دعوة بوريطة للمبادرة الأطلسية

محمد مسلم
  • 9880
  • 0
خارجية موريتانيا تتجاهل دعوة بوريطة للمبادرة الأطلسية

أعرض وزير الخارجية الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوق، عن الدعوة التي وجهها لبلاده، نظيره المغربي، ناصر بوريطة، في الندوة الصحفية التي أقيمت بالعاصمة المغربية، الإثنين، على هامش زيارة المسؤول الموريتاني إلى الرباط، من أجل الانضمام إلى ما يسمى مبادرة ولوج دول منطقة الساحل إلى المحيط الأطلسي.

وأصر وزير الخارجية المغربي على إحراج نظيره الموريتاني أمام الملأ، بتجديد دعوة بلاده للانخراط في المبادرة المغربية للبوابة الأطلسية، وهو يعلم الموقف الموريتاني من هذه المسألة، فقد سبق أن رفضت نواكشوط تلبية الدعوة التي وجهت لها من قبل الرباط للمشاركة في الاجتماع الوزاري الذي احتضنته مدينة مراكش المغربية، في نهاية الشهر المنصرم.

وقال بوريطة إن الملك المغربي “يعتبر أن موريتانيا لها دور ومكانة في إطار المبادرة المتعلقة بتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي”، قبل أن يغازل نظيره الموريتاني واصفا العلاقات بين الرباط ونواكشوط بـ”الخاصة والتاريخية، التي تفرضها الجغرافيا وروابط الدم والجوار الجغرافي”.

وجاءت زيارة وزير الخارجية الموريتاني إلى المملكة المغربية في ظرف تشهد العلاقات بين البلدين حالة من البرودة ترتقي إلى مستوى الأزمة الصامتة، جسدها رفع السلطات الموريتانية رسوما جمركية خيالية وصلت 171 بالمائة على السلع القادمة من المغرب، بداية من مطلع العام الجاري، كما رفضت نواكشوط قبل ذلك بنحو أسبوع تلبية الدعوة التي وجهها العاهل المغربي، محمد السادس، للمشاركة في اجتماع مراكش حول ولوج دول الساحل إلى الواجهة الأطلسية، والتي شارك فيها كما هو معلوم، ممثلون عن كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو والتشاد.

ويعتبر الموقف الموريتاني غير المتجاوب مع المبادرة المغربية بشأن بوابة منطقة الساحل نحو المحيط الأطلسي، قتلا رحيما لهذه المبادرة، برأي المراقبين، لأن نجاح المبادرة يتطلب انخراطا موريتانيا فيها، وهو الأمر الذي لم يحصل، لأن نواكشوط قاطعت الاجتماع الوزاري المنعقد في مراكش والذي خصص لدراستها، رغم تلقيه الدعوة.

ولا يمكن لدول منطقة الساحل أن تصل إلى الواجهة الأطلسية للأراضي الصحراوية المحتلة من قبل الجيش المغربي، دون المرور على التراب الموريتاني، وهو ما يبدو غير متاح بالنظر للموقف الذي أبانت عنه نواكشوط في الوقت الراهن من هذه البادرة، التي تهدف ترسيخ انطباع مفاده أن السواحل الصحراوية الأطلسية المحتلة واقعة تحت السيادة المغربية، في حين أن السلطات الموريتانية تعتبر من بين الدول التي تعترف رسميا بالجمهورية العربية الصحراوية.

ويرى مراقبون أن إصرار السلطات المغربية على انخراط موريتانيا في المبادرة الأطلسية، نابع من قناعته بأن أي موقف سلبي من نواكشوط، يعني الموت الرسمي لهذه المبادرة، لأن دول منطقة الساحل لا يمكنها الوصول إلى السواحل الصحراوية المحتلة، إلا من خلال المرور على التراب الموريتاني، وهو ما يجعل الموريتانيين ينظرون إلى المبادرة المغربية على أنها مناورة خبيثة، تستهدف جعل التراب الموريتاني مجرد ممر بري، في حين أن منطقة الساحل أقرب بكثير إلى السواحل الأطلسية الموريتانية منها إلى السواحل المغربية، فضلا عن كون المغرب ليس له ارتباط جغرافي بمنطقة الساحل، وهو ما يجعل “مبادرة البوابة الأطلسية” مناورة بأهداف غير بريئة.

وتعتبر موريتانيا أكثر انخراطا في المشاريع والمبادرات المتعلقة بمنطقة الساحل والتي عادة ما تكون الجزائر طرفا فيها، على غرار مجلس رؤساء أركان الدول الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة، التي تضم كلا من الجزائر والنيجر وموريتانيا ومالي، والتي تستهدف تنسيق الجهود لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!