-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خامنئي وترامب في صراع البقاء

خامنئي وترامب في صراع البقاء
ح.م

اشتعلت حرائق الشرق الأوسط، وبلغت جذوتها في بغداد وبيروت وطهران، وإدارة البيت الأبيض تواجهها، بمواقف إعلامية تتلى بلسان سياسي معتدل، في غياب الأدوات التي عجزت بيروقراطية إدارة دونالد ترامب عن امتلاكها.

دونالد ترامب محاصر بمعارك شتى، في مجتمع أمريكي منقسم، وعالم خارجي يقف مذهولا أمام رؤاه في وضع العالم بقالب جديد، يخرج نظام القطب الأوحد من عنق أزمات خانقة، معارك شغلته عن اختيار أدواته في تنفيذ ما يراه لإنقاذ أمريكا من زلزال اقتصادي وسياسي يهددها، أو مواجهة ما يشهده الشرق الأوسط من اختلالات أحدثتها سياسات أمريكية خاطئة، كرسها جورج بوش الابن، وتمادى فيها باراك اوباما وأداته هيلاري كلنتون.

تركة ثقيلة يحمل أعباءها الرئيس دونالد ترامب، آلاف الأخطاء التي وقع فيها جورج بوش في غزواته العسكرية دون حسابات دقيقة، وخطط أضعفت أمريكا نفذتها هيلاري كلينتون على هدى قصور رؤية باراك أوباما في الشرق الأوسط.

واشنطن غارقة في أزمة مالية، أفرزتها تلك السياسات والخطط الفاشلة، انسحبت إلى أزمات سياسية وعسكرية، أعادت المارد الروسي إلى الوجود، وجعلت الصين القطب الاقتصادي الأكبر في العالم، وأفرزت تركيا وإيران قوتين إقليميتين، بلغتا أشواطا في تنفيذ مشروعيهما على قدر من الاتساع في الشرق الأوسط.

وأضحت إدارة البيت الأبيض في ظل قيادة دونالد ترامب بيد ممدودة تطلب المدد المالي من حلفائها التقليديين، وساعية لاستعادة قوة هيبتها أمام مشاريع إقليمية أهلها باراك أوباما معتقدا بقدرتها على تعزيز قواعد المصالح الأمريكية.

أخطاء تراكمت، كشفت عن قصور العقل الأمريكي، وعجزه عن امتلاك رؤيا استشرافية في خططه التي أباحت عن فشلها، وحاصرته في زاوية ضيقة، كما مشلول لا يقوى على الحركة في مجالات وجوده الحيوي.

بارك أوباما، يعيد تأهيل إيران بنظامها الراديكالي الطائفي للعب دور في الشرق الأوسط، وتذهب هيلاري كلنتون لتأهيل قادة تنظيم القاعدة، والإلقاء بهم في مركز القرار السياسي، ويأتي الرئيس دونالد ترامب ليكشف أخطاء سلفه، ويسعى متعثرا لنسف ما بناه .

أدوات جورج بوش وخطط باراك أوباما، رفضها دونالد ترامب، فعطل مسارات تقدمها، لكنه مازال عاجزا عن نسفها، في غياب أدوات ترتقي بتنفيذ خططه الجديدة، إيران بسطت نفوذها على مدى عقدين تقريبا، وتركتها الإدارة الأمريكية تؤسس قواعدها وتنمي قدرة أدواتها المتغلغلة في كل مكان، وبات القضاء عليها يتطلب مواجهة أمريكية – إيرانية مباشرة لا ترغب واشنطن الخوض فيها، في ظل الأزمات التي تحاصرها، ما دعاها إلى الاكتفاء بموقف إعلامي سياسي، يطلقه ترامب تارة أو بومبيو تارة أخرى تجاه انتفاضات بغداد وبيروت وطهران ضد “الولي الفقيه” وأذرع نفوذه.

أدركت شعوب العراق ولبنان وإيران ضعف الموقف الأمريكي تجاه خصم نما في حواضن البيت الأبيض قبل أن يقرر الرئيس دونالد ترامب إنهاء دوره، إيذانا بدخول مرحلة تاريخية جديدة، ستقررها الشعوب التي تجاوزت قوة أرادتها، قوة أمريكا وقوة أدواتها التخريبية الفاقدة لقدرة البقاء والتجدد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!