-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خصم وحكم

الشروق أونلاين
  • 3590
  • 8
خصم وحكم

الإصلاحات السياسية التي أمر الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بدء المشورات بشأن تجسيدها، الا ان الملاحظ انها لم تتجاوز خطوط الخطاب التقليدي من النوع الذي يسمعه الجزائريون منذ عقود كثيرة، فإن تكليف الإدارة والتحالف الرئاسي بتجسيدها هو الذي قد يزيد الطين بلّة والأمور تعقيدا ويضيف المزيد لما بين فكي رحى الأزمة الجزائرية المعقدة والمتعددة الأبعاد والتي أثبت الزمن، خاصة خلال العقود الثلاثة الأخيرة أن مثل هذه الإجراءات والخطابات التقليدية المستهلكة لا تزيدها إلا التهابا وتعقيدا.

  • وحتى ما نلاحظه من تجنيد على مستوى الإعلام الرسمي وخاصة التلفزيون من أجل تمرير هذه الإصلاحات لا يختلف في شيء عن حملات الشرح والتوعية التي كان ينظمها الحزب الواحد لشرح خطاب “الأخ الرئيس”. وكيف يمكن أن تختلف الأمور بين الأمس واليوم وأفلان الأمس هو نفسه الذي يتكفل اليوم بهذا التهريج يساعده في ذلك حزب الأرندي الذي خرج من صلبه في عملية أشبه بالإستنساخ. والأدهى من ذلك والابأس أن النظام يدفع بأشخاص من هذين الحزبين ومن أحزاب وجمعيات رسمية أخرى إلى الواجهة وإلى شاشة التلفزيون والصحافة العمومية والخاصة لشرح هذه الإصلاحات والتوعية بها وتمريرها إلى المجتمع والرأي العام.. والواحد منهم لا يفرق بين الحكومة والدولة فيجعل منهما شيئا واحدا كما يفعل ببقية المؤسسات والهيئات ويلغي الفروق والاختصاصات والحدود بينها فيجعل من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية سلطة واحدة يجب أن تكون في خدمة النظام والأشخاص من خلال الدفاع المستميت عن مسؤولين بعينهم أو إدارات وشركات بعينها، وهذه عودة بالبلاد إلى عصور يختلط فيها الحابل بالنابل وتسود فيها الهمجية في زمن يتطلع فيه المجتمع برمته إلى نظام سياسي عصري منظم يقوم على دولة القانون، كما هو حاصل في بقية مجتمعات العالم اليوم.
  • وعندما تتكفل الإدارة ووزارة الداخلية بالتحديد ورسميا ودون غيرها من الهيئات والمؤسسات بعملية تطبيق الإصلاحات المعلن عنها فإن ذلك يزيد من قتامة وبؤس المنظر ويجعل الناس أبعد ما يكونون عن الإيمان بهذه الإصلاحات، بل وحتى عن تصديقها مجرد التصديق أو قبولها من باب الافتراض، إذ كيف يمكن أن تكون هذه الإدارة الخصم والحكم في نفس الوقت، خاصة وأنها كانت دائما جزءا من الأزمة السياسية والاخلاقية والإدارية في الجزائر وكانت دائما تقف في صف المناهضين لمصالح المجتمع وحتى مصالح الدولة الجزائرية وممارسة الحڤرة أو الاحتقار على الشعب النابع أساسا من كونها امتدادا للإدارة الاستعمارية بذهنياتها وتصرفاتها وطبيعة تكوينها.
  • هذان نموذجان لممارسة النظام الجزائري للإصلاحات السياسية على طريقته، كافيان للإثبات أن الجزائر في حاجة إلى إصلاحات سياسية أخرى غير التي يجري الحديث عنها.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • أحمد.ع خنشلة

    صدقت يارجل،فزمن شرح خطاب ًلأخ الرئس ً مازل هو هو، والحزب هوهو،
    و.......هوهو.فلنبقى في هوهو إلى يأتي هو...

  • جزائري حر

    كرهنا من الهدرة ببزاف صراتنا زي اللي يضرب الريح بهراوة ربي يستر

  • سمير

    المشكلة في الشعب الجزائري و النخب المثقفة كيف يستطيع هؤولاء خداعهم بهذه السهولة فهم سبب كل المشاكل التي يعملون الآن عن اصلاحها و هم اخذوا حصتهم و لم يفعلوا شيىء حقيقة على الرئيس ان يكنس هؤولاء الأشخاص من حوله و يأتي بدم جديد أناس لهم خبرة و يثق فيهم الشعب قبله و إلا سيكون مصيره مصري زين الهاربين و يطلع علينا في خطب و يقول غلطوني و الآن فهمتكم..

  • علي

    بالضبط ان القول ما قاله حفيظ

  • علي

    بالضبط ان القول ما قاله حفيظ

  • samir

    يجب تغير الأفراد وإعطاء فرصة لمن يفهم في الوطنية - 46 عام - 46 عام -46 عام - إستقلال و مازلنا نعيش في جهل و فقر و عدم الإتحاد و عدم الثقة بين الجزائرين بصفة عامة - أين الحقيقة هل مازلنا مستعمرين من طرف مجهول أو نحتاج إلى أصحاب الأدمغة المفكرة بمستوى كافي بإسم ( الجزائر ) لا أفهم لماذا مازلنا تحتى حقيقة مجهولة على الأقل ينجح النضام في توحيد المجتمع و الشعب بلمحبة و الأخووة ، الكل غير متحدين معنوياً - المادة هي نعمة عندما تكون في يدى إنسان صالح ( الله أعلم )!!!

  • ahmed

    لم نفهمك يا شروق ما هو خطك الأ علامي مع أو ضد

  • ص

    لوكانوا يؤمنون فعلابالإصلاحات والديمقراطية والرأي الآخر فلماذا يهمشون الأغلبية الساحقة من المجتمع ولم يسمحوا بتشكيل أحزاب جديدة نعم نحن مازلنا تحت حكم الحزب الواحد لأنrndوfln وجهان لعملة واحدة فهما ينحدران من جين واحد أما بقية الأحزاب الأخرى المسكينة فهي مرغمة من أجل قوت مؤسسيها ويستخدمها الحزب الوحيد لتمويه الواجهة بأن هناك تعددية. وهل أصيبت الجزائر بالعقم ولم يبق فيها سوى بن صالح, ولماذا الإصلاح على المقاس و يشرف عليه الذي كان السبب في الفساد, يكفينا سخرية و إهانة واحتقاراللناس نخن واعون .