-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خماير الناير!

عمار يزلي
  • 3784
  • 0
خماير الناير!

بعد “نويل”، يأتي المولد، وبعد رأس السنة المسيحية، يحل رأس السنة البربرية! الناير، وتعال “تشوف” خماير المأكولات التي تنعم بها أعيادنا العديدة المجيدة، التي تحولت إلى مواسم للزرود و”الهرود”، كما كان يقول الراحل مولود قاسم.

بهذه المناسبة، جمعت أواني المطبخ! ورحت أنا وزوجتي (التي أسميها قائدة الأركان!! لأنك تجدها في كل ركن.. إلا في أركان الإسلام!)، نعد للمناسبة: فهي من هاويات الناير: اشترينا 3 كلغ من المخلوطات! خليط مما أسميه بالتيارات والأحزاب والألوان، جمعتها في منتجات  الأصول الفلاحية البربرية والعربية والفارسية والأوروبية الرومانية الإغريقية والتركية البيزنطية!: التمر الجاف، حلوة الترك، البيسطاش الإيراني، والفول السوداني، اللوز، الجوز، التين، الحلوى، البندق. ثم سلسلة من المستحضرات الأمريكية الأوروبية واليهودية: الكوكا، بيبسي، الجبن الأحمر، لابيش، الكاشير (من أصل عبري، بمعنى: كسير!.. أي كسرة بدون خميرة، التي ارتبطت عندهم بعبارة “حلال!) ثم سلسلة أخرى من المنتجات المستوردة: تفاح، كيوي، أفوكا، موز، برتقال..

ثم بدأنا في شراء خلطة القدر: وإليكم المقادير.. لا قدر الله!! رطل من القمح الصلب، رطل من الفول الجاف، نصف رطل من العدس ومثله من الحمص، وقليل من الجلبان الجاف! يوضع القمح بعد غسله وهو مبلل في مهراس، وتنزع قشرته عن طريق الدلك بواسطة يد المهراس، ثم يوضع الجميع في الماء الساخن ليلة كاملة. وفي الغد يطهى الكل في “كوكوط” لمدة ساعة وعشرين “مينوط”، على نار غير هادئة يحرسها دون كيشوط!

استحضرنا أرواحنا في ليلة ظلماء (يفتقد فيها البدر)، أنا وقائدة الأركان وأعضاء الحكومة والحكم. واللي يحكم بلا ما يحكم واللي ما يحكمش بصح يحكم واللي يحكم بلا ما يحشم واللي ما يحشم ما يستحيي!! (12 بز ويماهم ويمات يماهم وجد أمهم)، وهذا في ليلة الـ 11 من جانفي الأشم!.. وتعال يا حبيبي.. تشم!!

هذه الليلة لم أنم! بات البيت في حالة استنفار:

قيادة الأركان تفتش في “الخنازة” بحثا عن مزيل للروائح! تبادل لإطلاق النار في كل الاتجاهات!: أين الكلب “نتن ياهو” أعلن الحرب على غزة؟!.. الأسد يكون قد أعاد استعمال الكيميائي؟! المفتشون لم يفتشوا كل الأماكن! كان عليهم أن يفتشوا بيتنا ليلة الناير!

ماذا حدث؟! هذا هو جزاء من يعمل على اتباع سنة زوجته عوض سنة نبيه!.. الناس كانوا يقولون: شاور المرأة وخالفها! ولو خالفت قيادة الأركان لما كنا قد وصلنا إلى ماكان..!! أنا مجبر الآن على الانفتاح: فتح كل الشبابيك والأبواب في هذا البرد القارس!

 

شفتوا الناير.. شحال فيه من خماير؟!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!