-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الضحايا عمال كانوا على متن مركبة غير مهيأة

خمسة قتلى وثلاثة جرحى في حادث سير بتيارت

لوز محمد أمين
  • 439
  • 0
خمسة قتلى وثلاثة جرحى في حادث سير بتيارت
أرشيف

اهتزت بلدية توسنينة بتيارت الاثنين، على وقع حادث مرور أليم راح ضحيته خمسة أشخاص، تتراوح أعمارهم ما بين 30 و55 سنة، الحادث وقع على إثر انحراف وانقلاب سيارة من نوع “تُويوتا هيليكس” بمنطقة المطرونية الواقعة بين بلدية توسنينة وبلدية مدريسة، وبالضبط بالطريق الوطني رقم 90، حيث خلف هذا الحادث بحصيلته الأولية قتيلين وسبعة جرحى، قبل أن ترتفع الحصيلة إلى خمسة قتلى وأربعة جرحى، وهي الحادثة التي خلفت استياء المواطنين، كون الضحايا كانوا بسيارة غير مهيأة تماما لنقل العمال، وبدون أي تأمين اجتماعي، وحسب السيد خالد من سكان بلدية توسنينة، فإن الضحايا كلهم من أبناء البلدية يعملون بأحد حقول الخواص، فيما يتم نقلهم عبر وسيلة نقل غير مهيأة أساسا وهي عبارة عن سيارة نفعية من نوع تويوتا هيليكس مخصصة لحمل المواد وليست لنقل البشر، وأكثر من ذلك أن السيارة كانت تحمل عددا كبيرا من العمال وهي مخصصة لنقل ثلاثة أشخاص فقط.
الضحايا عمال يوميون بمختلف حقول المنطقة، وهذا كله من أجل كسب لقمة العيش، كما هو الحال مع المرحوم “شويحي محمد” الذي توفي بالحادث، حيث كان برفقة عمه وأخيه اللذين تعرضا لإصابات متفاوتة استلزمت نقلهما على وجه السرعة نحو مستشفى مدينة تيارت، بعدما مكثا عدة ساعات بمستشفى مدينة السوقر، الضحية “شويحي محمد” يمتاز بخصال حميدة ومحبوب لدى سكان البلدية، وخاصة بقريته التي يطلق عليها اسم قرية الحشايشي، فهو رب أسرة يبلغ من العمر 34 سنة، متزوج وأب لطفلين، أجبرته الظروف المعيشية الصعبة بقريته على العمل بالمجال الفلاحي لدى الخواص، فأمثاله غالبا ما يعملون فقط بالفترات الصيفية ويدخلون لعالم البطالة بالفترات الشتوية، أين كان المرحوم يرتاد رفقة عمه وأخيه الحقول للبحث عن العمل مع بداية فترة جني المحاصيل الفلاحية من خضروات، من محصول البطاطا والبصل التي تشتهر بها المنطقة.
ولا يزال المصابان “شويحي خالد” شقيق الضحية وعمه “شويحي عطاء الله” بمصلحة الإنعاش، نظرا للإصابات التي تعرضا لها خلال الحادث، ويضيف خالد للشروق، أن بقية الضحايا كانوا برفقته وهم زملاء بهذا العمل، إذ ينحدر الضحية الثاني من نفس القرية التي ينحدر منها المرحوم “شويحي محمد”، وهي القرية التي فقدت اثنين من أبنائها بيوم واحد، ألا وهي قرية الحشايشي، إذ يتعلق الأمر بالضحية الثاني المدعو “مواز عمر”، وهو شاب أعزب كان يرافق المجموعة من أجل العمل بأحد الحقول بذات المنطقة، يبلغ من العمر 34 سنة، كان هدفه إعالة والديه مع حلم تكوين عائلة، غير أن الأقدار شاءت غير ذلك، وحسب السيد “محمد” من قاطني بلدية توسنينة للشروق، فإن الضحيتين “كراكرية محمد” و”حيتوسة عبد القادر” من خيرة أبناء البلدية، ويبلغ الأول 45 سنة، أما الثاني فهو في الخمسينيات من العمر، وهما ربّا عائلتين كانا يتنقلان يوميا عبر السيارة إلى مكان عملهما بالمحيطات الفلاحية التي ينشط بها الفلاحون بمجال زراعة البطاطا والبصل من أجل كسب قوتهما اليومي وقوت عائلتيهما.
تشييع جثامين الضحايا الأربعة جرى بمقبرة توسنينة وبحضور جمع غفير من المواطنين، فيما تم تشييع جثمان الضحية الخامس وهو سائق السيارة بمقبرة السوقر، وهو شاب في الثلاثينيات من العمر ينحدر من بلدية السوقر، ويتعلق الأمر بالضحية “زكري لحسن” وهو أعزب، كان مكلفا بنقل العمال بواسطة سيارة من نوع تويوتا هيليكس نحو الحقول التي يعملون بها، والتي تعود ملكيتها لصاحب الأرض، الحادث هذا خلف صدمة لدى عائلات الضحايا، ففور سماعهم الخبر لم يصدقوه، حتى تم إخطارهم من قبل مصالح الأمن، في الوقت الذي سخر فيه الفريق الطبي كامل الإمكانيات من أجل التكفل الصحي بالمصابين، ويتعلق الأمر بكل من الضحية المصاب “شويحي خالد” وعمه “شويحي عطاء الله”، وكذا “كراكرية محمد” و”مواز الشيخ”، الذين لا يزالون تحت المراقبة الطبية.

ازدواجية الطرقات مطلب ملح
للإشارة، فإن سكان المناطق النائية ببلدية توسنينة يعتمدون أساسا على العمل الفلاحي، وغالبيتهم من الشباب، وتوسنينة منطقة تشتهر بإنتاج البصل والبطاطا وهي معروفة بمياهها العذبة، وقد دعا أحد شيوخ المنطقة إلى مساعدة عائلات الضحايا ماديا، كونهم كانوا يجاهدون من أجل الحصول على لقمة العيش وكسب قوتهم الحلال وبعرق جبينهم، وشاءت الأقدار أن يخلفوا وراءهم أطفالا أيتاما وليس لهم أي نوع من التأمينات الاجتماعية، وهو ما تجاوب معه سكان المنطقة.
يعتبر هذا الحادث الثالث من نوعه من حيث عدد الوفيات، فقد شهد الطريق الوطني رقم 40 وفاة خمسة أشخاص دفعة واحدة على إثر انحراف سيارة أجرة واصطدامها بشاحنة من الفترة الشتوية الماضية، وهم من خيرة أبناء الولاية كانوا متوجهين نحو ولاية سطيف، ليبقى على السلطات الولائية إطلاق مشاريع تنموية تعنى بإعادة ترميم الطرقات المهترئة والضيقة وتصحيح المنعرجات، مع إطلاق مشاريع أخرى تخص ازدواجية الطرقات الوطنية .

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!