-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

داعِشْ على حدُودِنا

داعِشْ على حدُودِنا

التّطورات الغريبة والمتسارعة في ليبيا، والتي انتهت بسيطرة ميليشيات داعش على العديد من المدن في المنطقة الشرقية، تجعلنا نتخوف فعلا من هذا البعبع، الذي التهم أجزاء كبيرة من العراق وسوريا وليبيا، وها هو ذا يقترب جزئيا من الجزائر، بل أصبح على الحدود معنا، على اعتبار أن ليبيا لم تعد دولة ذات حكومة مركزية بالشكل المتعارف عليه.

السّرعة التي ظهر بها تنظيم داعش في ليبيا، والسرعة التي انتشر بها في العديد من المدن، تستدعي دق ناقوس الخطر، لأن الأمر لم يعد يتعلق بجماعات إرهابية سرية تقوم بعمل إرهابي، بهدف خلق الصدى الإعلامي، ولكن يتعلق بجيش من المتطرفين الدمويين، يضع يده على مخازن كبرى للسلاح الخفيف والثقيل، وقد يسيطر على قواعد جوية كذلك، فيتعاظم خطره.

أسئلة كثيرة تُطرح حول الجهات المتورطة مع الدّواعش، خصوصا في مدينة سرت التي سيطروا عليها بشكل مفاجئ وسريع، ما يؤكد أن هذا التّوسع من ورائه رغبة في التّدخل العسكري الأجنبي، بالشّكل الذي رأيناه مع القصف المصري للمدن اللّيبية، وما سنراه مستقبلا، في ظلّ الدّعوات المتكرّرة لتدخّل دولي، يكون امتدادا للتّحالف الدّولي الذي يضرب في العراق وسوريا.

ستتدعّش ليبيا كلّها إذا كان الهدف من هذا التّدخل العسكري الدّولي هو تغليب كفّة الميليشيات المحسوبة على الجنرال المتقاعد، خليفة حفتر، ضد باقي الميليشيات المنضوية تحت لواء فجر ليبيا، وهذا هو الخطير، وما كان للمتطرفين أن يظهروا بهذه القوة لولا التّدخل المصري والخليجي السّري بالمال والسّلاح، لصالح حفتر، منذ أكثر من عام.

وما حدث خلال الأيام الأخيرة، كان نتيجة منطقية للأعمال المريبة التي قامت بها مصر والإمارات، بتمويل الثّورة المضادّة، ودعمها والعمل إلى إعادة العسْكر إلى الحكم في ليبيا عبر بوابة محاربة الإرهاب، ولم يتم التفريق في ذلك بين التيارات الإسلامية المعتدلة، وبين المتطرفين المحسوبين على القاعدة وتنظيم داعش.

لا يُمكن القفز على حقيقة الوضع في ليبيا، حيث يوجد حكومتان وبرلمانان، وهو المعطى الذي انطلقت منه المبادرة الجزائرية، التي لم يكتب لها النّجاح، وأصبحت جزءا من الماضي، في ظلّ المواجهة العسكرية المفتوحة مع تنظيم داعِش، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات عن أسباب تراجع الدّور الجزائري في المنطقة لصالح دول الخليج، مع أن المبادرة الجزائرية كانت تحمل الخير الكثير لليبيا وللجزائر وللمنطقة كلها…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • أحمد الجزائري

    ان اللعبة واضحة وهي أن الصهيونية والغرب اتفقوا على استغلال ثروات العرب وذلك بخلق القاعدة ثم داعش من أين أتت داعش هل نزلت على العرب من السماء انها صناعة صهيونية وبتمويل من الاغبياء العرب يفعل الجاهل بنفسه لامايفعله العدو بعدوه أيها الشعب الجزائري العظيم حذاري ثم حذاري ان الخطر محدق بنا من كل الجهات وان الذئاب تنتظر الفرصة السانحة لكي تنقض على الفريسة عليكم بالاتحاد ثم الاتحاد واعلموا جيدا ان اتحادكم سيشكل سدا منيعا ضد كل الاعداء المتربصون بجزائرنا الحبيبة. تحيا الجزائر المجد والخلود لشهدائنا ال

  • مصراوى

    و ماذا عن تدخل قطر و تركيا ... أم أنك لا تذكر ألا مصر و الامارات من شدة حبك لهما ؟؟ ماذا لو قتل 21 جزائريا فى ليبيا على يد داعش .. هل كنت تقول نفس هذا الهراء ؟؟ لا أعتقد .. الكلمة أمانة فكن أمينا .

  • انتظار

    يعنى حضرتك عايز 22 شاب جزائرى يتذبحوا هكذا امام أعين العالم ويختطف مصريين من قبل هذه الجماعات التى شوهت اسلامنا الحنيف وحين تدافع مصر عن مواطينها تقول تدخل عسكر مصر بليبيا هذا يا سيدى ظلم فلو حدث هذا باحد ابناء الجزائر فعل الطيران الجزائرى ما فعله الطيران المصرى لا استطيع ان ادينك بان هذا تدخل اذا من يحمى الجزائريين بليبيا اذا اختطفوه وتم ذبحهم هكذا كالخراف كون منصف يا سيدى سواء كنت تكره مصر او تحبها فقط خلى تحليلك منطقى يا سيدى

  • JAMEL

    دور الجزائر لم يتراجع ابدا الا ضاهريا. وسوف يكتشفونه اللبيون بعد ذالك . عندم ينقشع الحقد الدفين بينهم. وسيعرفون من هو صديقهم ومن هو نصف الصديق .الجزائر تعمل بهدؤ وبدون ضجة وليس لها اطماع في جرانها .. داعش واخواتها لا يستطعون المرور الى الجزائر ليس لقوة وخبرة الجيش فقط .وانما لقوة وذكاء ونباهةالشعب.

  • نصرو الجزائري

    رغم ان تنظيم داعش اصبح مفضوحا والعام والخاص يعلم مصدره الصهيوني الامريكي لتكملة مسلسل الارهاب وتشويه الاسلام بعد نهاية الجزء الاول والثاني من بطولة بن لادن والضواهري وغيرهم الا انه يبقى على الشباب التسلح بالفطنة والدكاء والايمان والصبر وعلى كل مسؤول نزيه في هدا الوطن المناضل الشريف ان يحتكم الى الضمير والعدل في تسيير البلاد الى مافيه خير العباد وعلى الاعلام الشريف لعب دوره وعلى علماء الامة وائمتها قول كلمة الحق واعلاءها