-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
توقعت أن تصبح بكين بديلا لموسكو في صفقات السلاح

دراسة أمريكية توصي بتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي مع الجزائر

دراسة أمريكية توصي بتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي مع الجزائر
أرشيف

أكدت دراسة صادرة عن مركز بحث أمريكي، أنه تزامنا والعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، فإن أفضل “نهج يمكن لواشنطن اعتماده في هذه المرحلة هو الاستمرار في معاملة الجزائر كشريك في المجال الأمني وإيجاد فرص لتعميق العلاقات”، داعية صانع القرار في واشنطن إلى “التركيز على رؤية مشتركة مع الجزائر”.
وقدمت دراسة حديثة صادرة عن مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، تحت عنوان “العلاقات الجزائرية الروسية بعد غزو أوكرانيا”، واقع العلاقات بين البلدين، وكيف للإدارة الأمريكية والدول الغربية الاستثمار في هذا الوضع لتوسيع شراكتها مع الجزائر.
وقالت الدراسة التي أعدها كل من الدكتورة وسابينا هينبرج بكلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز، والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية في الشرق الأوسط، غرانت روملي، إضافة إلى مساعد شؤون البحوث في “برنامج السياسة العربية” بمعهد واشنطن إريك يافورسكي، أن الجزائر “حافظت على علاقة وثيقة مع شريكتها التقليدية في مجال الأمن (روسيا)، لكن الرغبة الدائمة في التوازن والاستقلالية يمكن أن توفر فرصاً للدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة”.
وتذكر الدراسة أن العمليات الروسية في أوكرانيا قد أحدثت “تصدعا” في علاقات موسكو مع بعض شركائها، لكن الأمر لم ينسحب على الجزائر، وأوضحت أن “الغزو الروسي لأوكرانيا قد أثر في بعض شراكات موسكو التاريخية وعرّضها لتحديات مع دول أخرى، إلا أن الجزائر لا تبدو مستعدة للانحراف بشكل كبير عن علاقتها التاريخية الوثيقة مع موسكو في المستقبل القريب، وفي المقابل، فرضت الحرب على أوكرانيا تحديات جديدة أمام الجزائر وأهدافها الراسخة المتمثلة باعتماد سياسة خارجية أكثر استقلالية”، لكن الدراسة تؤكد أنه ورغم هذا التقارب تحاول الجزائر باستمرار تحقيق توازن بين علاقتها مع روسيا ورغبتها في اعتماد مبدأ عدم الانحياز على الساحة العالمية.
وأشارت الدراسة إلى ما أسمته استفادة الجزائر من الآثار الثانوية للغزو الروسي، وأبرزها “رغبة دول أوروبا في التوقف عن الاعتماد على الغاز الطبيعي الروسي. على سبيل المثال، تُعد الجزائر حالياً أكبر مورّد للغاز الطبيعي لإيطاليا، التي كانت تستورد سابقاً معظم غازها الطبيعي من روسيا”.
وتناولت الدراسة التعاون الوثيق بين الجزائر وروسيا، خاصة في مجال التسليح، وقدرت أن ما أسمته “اعتماد الجزائر التاريخي على الدعم العسكري الروسي” قد يتحول إلى نقطة ضعف، وعللت تقديرها بالقول “آثار حرب أوكرانيا تعيق قدرة موسكو على بيع الأسلحة والمعدات المتعلقة بالأسلحة، علماً أن الغزو أعاق فعلياً صادرات الأسلحة الروسية في جميع أنحاء العالم”.
ومقابل هذا تقدم الدراسة بعض الدول التي يمكن أن تعقد معها الجزائر صفقات في مجال التسليح ومن ذلك الصين، وذكرت أنه “من المرجح أن تسعى الصين على وجه الخصوص، إلى سد الفجوة الروسية، علماً أن الولايات المتحدة وصفت الصين في عام 2019 بأنها المصدّر الأسرع نمواً للأسلحة في العالم خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، وقد استخدمت الجمهورية الشعبية مبيعاتها من الطائرات المسيّرة المسلّحة إلى الجزائر ودول أخرى في المنطقة كنقطة انطلاق لتسويق منصات أخرى أكثر تقدماً”.
وتشير كذلك إلى أمريكا رغم أن الجزائر لا تقتني أسلحتها منها إطلاقا، وأوردت “قد تنظر واشنطن أيضاً في استخدام احتمالات بيع الأسلحة والتعاون الأمني، لاسيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، كطريقة لسحب الجزائر من فلك موسكو”.
واختتمت الدراسة باستشراف العلاقة التي يمكن أن تجمع الجزائر بأمريكا، وكتبت “أفضل نهج يمكن لواشنطن اعتماده في هذه المرحلة هو الاستمرار في معاملة الجزائر كشريك في المجال الأمني وإيجاد فرص لتعميق العلاقات، ويمكن أن يشمل ذلك تعزيز شراكات الاستثمار مع قطاعات أخرى من الاقتصاد الجزائري مثل الزراعة والطاقة المتجددة، ومواصلة تشجيع مناخ استثماري جزائري أكثر استقراراً وودية”.
وتابعت: “على الولايات المتحدة إشراك الجزائر في المحادثات التي تتناول موضوع الاستقرار الإقليمي، لاسيما بالنظر إلى مخاوف الأخيرة بشأن الانهيار الاقتصادي المحتمل في تونس المجاورة وتزايد عدم الاستقرار في منطقة الساحل. وقد يكون التركيز على رؤية مشتركة لتحقيق المزيد من الاستقلال للجزائر هو أفضل طريقة لواشنطن لتسهيل مثل هذه النتيجة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!