-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مختصون في الرقمنة وعلم النفس التربوي يطرحون حلولا بديلة

دعوة لتبسيط الرياضيات في المدارس ومجابهة ثورة الذكاء الاصطناعي

وهيبة سليماني
  • 978
  • 0
دعوة لتبسيط الرياضيات في المدارس ومجابهة ثورة الذكاء الاصطناعي

باتت المستجدات العلمية تحتاج إلى الكثير من المهارات الفكرية والتعليمية، وإلى تغيير في سلوكيات وأساليب التحصيل العلمي المدرسي.. الرياضيات واحدة من المواد المقررة في البرنامج المدرسي، وتعتبر “لغة المعرفة”، والخطوة الأولى لكل تطور رقمي وابتكار الأفكار الجديدة، وواحدة من لبنات الذكاء الاصطناعي، ولا يمكن للجزائر أن تتجاوز هذا التطور على غرار دول العالم ما يتطلب، بحسب الخبراء والمختصين، إيجاد حلول بديلة لمواكبة المدرسة الجزائرية للتطور الرقمي والمعرفي.

لا تزال الرياضيات مصدر خوف التلاميذ في الامتحانات، بل إن الكثير يعزفون عنها، ويصفون حصتها بـ”المملة”، في الوقت الذي يؤكد مختصون في التكنولوجيا، وعلم النفس التربوي، أنها سهلة كـ”شربة ماء”، وما على الأساتذة ومقرري برامج التعليم إلا أن يغيروا طرق تعليمها.

عبد اللوش: من لا يفهم الرياضيات.. لا يمكنه التحكم في الرقمنة

وفي هذا السياق، أكد خيبر التكنولوجيا والرقمنة، الدكتور عثمان عبد اللوش، أن تدريس الرياضيات في مرحلة الابتدائي، يحتاج إلى مراجعة، وإلى إيجاد طريقة تعليمية تبسط هذه المادة العلمية، وتتماشى مع مراحل إدراك الطفل من الحضانة إلى الطور المتوسط، على أن يتم التفريق بين “الرقم “و”العدد”، مع الاهتمام بجمالية الصور والألوان في كتاب الرياضيات للسنوات التعليمية الأولى.

مادي: الرياضيات الحقيقية هي الحساب بالأشياء وليس الرموز

وقال عبد اللوش، إن الرياضيات من أكثر أقسام المعرفة الإنسانية إثارة وفائدة، ولها أبجدية مثل اللغات الأخرى، وهي الأرقام وعددها عشرة وتبدأ من الصفر إلى التسعة، إضافة إلى أعداد وأيضا حروف، واقترح طريقة لتعليمها، وهي ليست جديدة، بحسبه، لأنها كانت تدرس في القرن التاسع الميلادي في كامل البلاد الإسلامية من بغداد إلى الأندلس، عكس المنتهجة حاليا، فهو يرى بأن الخلط في تدريس الرياضيات للمرحلة الابتدائية يكمن في اللبس الموجود في استعمال مصطلح الرقم ومصطلح العدد، إضافة إلى أخطاء أخرى تجعل المادة مبهمة وصعبة للتلميذ وغير محبوبة.

وأوضح أن المجتمع الرقمي ينظر إلى الذي لا يتقن الرياضيات بمثابة الأمي، لن يستطيع التحكم في الرقمنة، ولا يستطيع الخوض في العلوم مهما كانت، وقال إن التلميذ الذي يستعمل الأصابع للعد تارة ينطلق من الإبهام وتارة أخرى ينطلق من السبابة، في حين أن الطريقة الصحيحة للعد هي الانطلاق من السبابة، وعند الوصول إلى الإبهام على أنه رقم خمسة، يبسط لوحده دون بسط بقية الأصابع.

وفي حين إن رقم صفر، بحسب عبد اللوش، هو ضم أصابع اليد دون بسطها، ويبدأ العد ببسط السبابة كرقم واحد، وفي كل مرة يصل العد إلى الإبهام يبسط لوحده، ويبقى مبسوطا ويبدأ عد رقم ستة في اليد الثانية، ببسط السبابة، ورقم عشرة يبدأ بإبهام اليد الثانية الذي يبسط مع ضم باقي الأصابع.

وأكد الدكتور عبد اللوش، أنه بهذه الطريقة يمكن للمصلي ألا يخطئ عند التسبيح، قائلا: “إن الصلاة تعلمنا العد، وإن الشهادة ببسط السبابة خير دليل على أن الواحد يبدأ من هذه الأصبع، ودون أن تحتاج إلى طريقة السوروبون”.

الرياضيات عند الطفل تبدأ من حساب أشياء محسوسة

وفي السياق، أوضح الأستاذ عبد الحليم مادي، مختص في علم النفس التربوي والتنمية البشرية، أن الأرقام في الفكر المجرد هي حساب لأشياء محسوسة، وأن الطفل في تسع سنوات، يبدأ هذا الفكر المجرد الذي لا يبدأ في السنة الأولى ابتدائي، مشيرا إلى أن هناك مهارة فلسفية، وهي أن الحساب بالأشياء يعلم الطفل الرياضيات الحقيقية.

وأكد أن تعليم الرياضيات لا ينطلق بالرموز المجردة، ولكن بعالم الأشياء، وإدراك المحسوسات، معتبرا أن العزوف عن المواد العلمية والرياضيات بصفة خاصة، هو عدم احترام المهارات ومراحل الإدراك عند الطفل، والتلميذ منذ السنة الأولى ابتدائي، فهناك، بحسبه، إدراك أوجه الاختلاف، وإدراك التفاصيل، وإدراك المقارنة، وهي إدراكات تأتي بحسب مراحل نمو الطفل.

ودعا الأستاذ عبد الحليم مادي، المختص في علم النفس التربوي، الأولياء إلى معالجة أسباب عزوف أبنائهم وخوفهم من مادة الرياضيات، وذلك بطرح المشكل على المختص النفسي داخل المؤسسة التربوية، الذي يمكنه أن يلتمس الخلل في مراحل إدراك أبنائهم للأشياء حولهم، كما طالب من الأساتذة تطوير مهارات الإدراك عند تلاميذ الطور الابتدائي والمتوسط، موضحا أن الطفل الذي لديه إدراك التشابه يكون أكثر ميلا للتفكير الأدبي عكس الذين يميلون للمواد العلمية، والذين يملكون إدراكا للمحسوسات والمعقولات والأفكار والرموز المجردة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!