-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دفاعا عن قيمة البكالوريا!

قادة بن عمار
  • 2248
  • 9
دفاعا عن قيمة البكالوريا!
أرشيف

من حقّ الجهات المختصة أن تتحدث عن عقوبات قضائية قاسية تنتظر الغشّاشين في امتحان البكالوريا الذي سيبدأ اليوم، فهي تبحث عن إنقاذ سمعة هذا الامتحان بعد ما تدهورت بفعل فاعل في السنوات الأخيرة تحديدا، وبات تسريب الأسئلة والمواضيع فيها أمرا واقعا، هذا من دون الحديث عن المستوى المتدنّي والأخطاء الشائعة، وكذا المضمون المثير للجدل أحيانا.

لكن من واجب الجميع، وفي مقدِّمتهم الخبراء ومختلف العارفين بشؤون التربية، البحث عن أساليب جديدة لعصرنة التعليم وإصلاحه، وفتح ورشات حقيقية من أجل بلوغ التطور المنشود. ورشات علمية لا روائح ايديولوجية فيها، ولا تدخلات من هنا أو هناك، وقد كان وزير العدل بلقاسم زغماتي صريحا وهو يرد على أسئلة النواب حول مادة دستورية تتعلق باستقلالية المدرسة، قائلا إن الأمر “يتعلق باستقلاليتها عن التوجُّهات السياسية الضيقة وليس عن الانتماء الحضاري للأمة”.

وبالعودة إلى البكالوريا، فإنّ مستواها ومستوى التعليم عموما لم تُحطمه رغبة البعض بالغشّ ولا تسريب المواضيع فحسب، وإنّما المناخ العام الذي بات فاسدا في المجتمع ككل، بعد ما سادت ثقافة الاتكالية وانتشر فيروس المحسوبية، وبات المتعلّم وصاحب الشهادة الجامعية العليا، في مؤخرة فئات المجتمع، مهمّشا ومنسيا، أو مجرّد شخص محطم الإرادة، مسلوب العزيمة، فاقد الكرامة.

على امتحان البكالوريا الذي نتمناه “صحّيا” هذه السنة، أن يستعيد سمعته من هؤلاء جميعا، وليس من الغشّاشين فقط، وعلى المدرسة عموما أن تنقذ شرفها ممّن استباحوه، وجعلوه مُداسا بسهولة، كما صنعوا من بعض الفاشلين نموذجا ناجحا ومتمكنا من المناصب والمكاسب في البلاد، بل إن بعضهم دخل المؤسسة التشريعية بلا مستوى، وآخرون حصلوا على وظائف في شركات إستراتيجية مهمّة دون الحاجة إلى شهادة علمية أو أخلاقية، فيما لم يحصل المتخرِّجون في الجامعات ومعاهد التكوين غالبا سوى على أرباع الفرص، وبشق الأنفس، فيصبح الفرار من البلاد والهجرة سرا أو علانية ضمن الأحلام المشروعة، إن لم يكن الحلم الأول والأخير.

وفي السياق ذاته، على الجهات التي تتناقل خبر العقوبات القضائية المشددة، أن تفكر أيضا في طرق أخرى لحماية البكالوريا أفضل من عسكرة الامتحان وتحويله إلى مناسبة أمنية أو بوليسية، وكأن هؤلاء الذين سيُمتحنون مشاريع مجرمين أو غشاشين وقطاع طرق، وليسوا زبدة المجتمع ونخبته المستقبلية. وزارة التربية، مطالبة بالبحث عن صيغة جديدة تحترم التفوق وتحارب الغش، صيغة رقمية وعلمية أكثر، تمهد للذهاب فورا إلى إصلاح مستعجل، مع كثير من الجرأة والشجاعة لفتح كل الملفات، وتجاوز كل العقبات، وهذه هي المعركة الحقيقية التي تشغل بال الأمم والمجتمعات حاليا، وما دونها معارك فارغة وهامشية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • محمد.........ط

    لا بد ان نتحدث عن الاسباب التي جعلت ظاهرة الغش في الامتحانات ليس فقط في شهادة البكالوريا ولكن حتى في مستويات مختلفة من الطالب الجامعي الى شهادة الدكتوراه الا القليل الذي له رصيد معرفي. واسمع لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( من غشنا فليس فماذا تقول ايها الطالب ايها الاستاذ ايها الدكتور في قول سيد الخلق...... صلى الله عليه وسلم.

    واسمع لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( من غشنا فليس منا) فما رأيك ايها الطالب ايها الدكتور ايها الاستاذ ايها المدير في كلام رسول.الله

  • آدم69

    الأمانات تخون الأمانة ياسي عمار ، نستدعى لتأطير الإمتحانات و نعفى لأننا معروفون بمكافحتنا لمختلف أنواع الغش .

  • djamel

    البلدان المحترمة لها منضومات وقوانين متكاملة ومؤسسات يديرها اكفاء واهل الاختصاص. اما دول الفساد فالفساد كامل وعام ومتشري في كل القطاعات ولهاذا من المستحيلات ان يتطور اي قطاع في جو فاسد من الفق الى التحت. لا فائدة للدراسة اذا رايت ان التفوق الدراسي والشهادات ليس مفتاح النجاح في مجتمع كل القيم مقلوبة على راسها اين المثقفين بطالين و الراسبين في اعلى المناصب. انا انصح الشباب ان يتعلمو حرف يدوية وستساعدهم في الحياة وتضمن لهم عيش كريم احسن بكثير من الشهادات الجامعية.

  • جزائري

    الباكالوريا مند التسعينات وهي فاقدة لمصدقيتها ولكنكم لا تعلمون

  • خليفة

    مصداقية البكالوريا ،ترتبط بعدة شروط و عوامل ،اهمها الاستاذ و مستواه العلمي و التكويني،و البرامج التعليمية و التي يجب ان تكون منتقاة و مدروسة دراسة علمية،ثم الوساءل التعليمية من كتب و انترنت.. الخ ،ثم شروط تنظيمية اجراءية للامتحان مع وجود قوانين رادعة لكل محاولات الغش،يجب ان تكون البكالوريا في الجزائر ذات قيمة علمية و تعبر فعلا عن مجهود تكويني تلقاه التلميذ عبر مساره الدراسي،و توهله لمتابعة الدراسات العليا في الجامعة.

  • أستاذ

    أفضل الطرق أستاذ قادة الرقابة الالكترونية تزويد كل قاعة ومركز بكاميرات مراقبة، في الأخير يسلم الفيديو مع أوراق الامتحان نحو مركز التصحيح الأستاذ يصحح والاداري يراقب فيديوهات القاعات والمركز
    لأن المشكلة في تواطءات تحدث على مستوى بعض المراكز وكل قاعاتها في جهة من الوطن !
    يكلف استاذ بحل الموضوع ثم ينسخ سريعا ثم يوزع على التلاميذ ! والكل يتواطأ من المدير إلى الحارس
    الخوف من مثل هذه التواطؤات على المستوى الكلي لا الجزئي مراكز عديدة في ولاية ما تقوم بذلك !!!!!!!!!!!

  • جمال مزعاش

    لبكالوريا منذ حوالي عشرين سنة وهي لا تعبر عن حقيقة مستوى الحاصلين عليها.بحكم تجربتي كاستاذ جامعي،لاحظت ان غالبية الحاصلين على هذه الشهادة والملتحقين بالجامعية لا يبشرون بالخير،بالله عليكم،هل كل حاصل على البكالوريا يوجه الى الجامعة؟وهل كل حاصل على الدكتوراة يوجه الى الجامعة للتدريس وفقط التدريس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • نبيل

    مقال دسم وطريف وغير مبتذل يشخص داء الجزائر العضال الذي يحول دون تنميتها. وإني أتقاطع كثيرا مع مختلف الحقائق والآراء الواردة فيه، بيد أني لا أشاطر صاحب المقال حين دعا إلى الذهاب إلى إصلاح مستعجل، لأن صقل شخصية الإنسان وتنشئته على النحو الذي يجعله فاعلا ومنتجا ومتشربا قيم المواطنة ومنظومة حقوق الإنسان الكونية والقادر على منح الإضافة النوعية يحتاج التؤدة والصبر ورزنامة دقيقة تتضمن كل آليات النهضة والانطلاق الواعية والمخطط لها بعناية فائقة.

  • نمام

    قطع الانترانت لمدة ساعة مدة الامتحان ما يقارب احدى عشر ساعة لا حساب للمشاركين من جيزي و اوريدو وموبليس دون تعويض وحمدا المطارات مغلقة و بورصة الجزائر ليست وول ستريت عوض ان تحارب هذه التكنلوجيا الغش تبتر لا يهم لقد توصلوا الى ان تقطع في اماكن تحصر اي المراكز ونحن ما زلنا نسير الامتحانات باليات قديمة مما يتوجب ورشة فكرية مفتوحة على التجارب العالمية دون اهمال الوطنية وتشخيص مواطن الصعف و القوة وبلورة تصور يقوم على الجودة قادرا على ارساءالنجاح للطلبة ووصع حيز اللبحث و المناقشة لجودة الاداء الاداري في المؤسسة التربوية طبفا لمنهجية ودعما لشقاقية ونكريس مبدا المشاركة لقد ذرا قرن الواحدو العشرين