-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجزائر – الكاميرون الثلاثاء في إياب الدور الفاصل

… دقّت ساعة الفرح

ح. سمير  / دريس. س / توفيق. ع / إسلام بوشليق / نبيل. ب / ب.ع
  • 10469
  • 0
… دقّت ساعة الفرح

يخوض المنتخب الوطني لكرة القدم، أحد أقوى مبارياته الثلاثاء، حين يلاقي المنتخب الكاميروني، في إياب الدور التصفوي الأخير المؤهل إلى نهائيات كأس العالم قطر 2022، بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بداية الساعة الثامنة والنصف ليلا، في مقابلة حاسمة وقوية، يسعى من خلالها أشبال المدرب بلماضي لتأكيد تفوقهم وانتصارهم المحقق في لقاء الذهاب بهدف دون مقابل بملعب جابوما بدوالا.

ويحتاج المنتخب الوطني في لقاء الثلاثاء، إلى الانتصار أو التعادل بأي نتيجة كانت، من أجل خطف تأشيرة التأهل وتحقيق حلم التأهل إلى “المونديال”، للمرة الخامسة في تاريخ الكرة الجزائرية، بعد أربع مشاركات في كؤوس العالم سنوات 1982 و1986 و1010 و2014.

ورغم الفوز في مباراة الذهاب بهدف يتيم بملعب جابوما الجمعة الماضي، إلا أن مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي، حذر من التفاؤل المفرط، مشيرا إلى أن التأهل لم يحسم بعد وسيلعب في الجزائر، خلال لقاء العودة المقرر الثلاثاء، حيث قال في هذا السياق: “الكاميرون ليس فريقا بسيطا، بل قوي يتوفر على فرديات ولاعبين ذي خبرة كبيرة. لاعبونا سعداء بهذا الانتصار، لكنهم يدركون بأنه بقيت مباراة ذو أهمية كبرى.. إنهم مركزون جيدا، والتأهل لم يتحقق بعد”.

“المحاربون” للتأكيد وبلوغ “المونديال” للمرة الخامسة

ويدرك بلماضي أهمية مقابلة الثلاثاء ، ولهذا فإنه حضر لاعبيه لجميع السيناريوهات المرتقبة، خاصة من الناحية النفسية، كما استغل الحصص التدريبية الأخيرة التي أجراها بمركز سيدي موسى لتحضير المنتخبات من أجل العمل مع المهاجمين وأيضا حراس المرمى بقيادة المدرب عزيز بوراس ومساعده محمد بن حمو، تحسبا لإمكانية لعب ركلات الترجيح.

وسيكون مدافع بوريسيا موشنغلادباخ الألماني رامي بن سبعيني أبرز الغائبين عن مواجهة الثلاثاء، بسبب العقوبة الآلية المسلطة عليه جراء تراكم البطاقات، الأمر الذي سيجبر الناخب الوطني على إحداث تغيير على التشكيلة الأساسية مقارنة بلقاء الذهاب، في وقت أن جميع اللاعبين جاهزين في الوقت الراهن وتحت تصرف بلماضي، بما فيهم مدافع الترجي التونسي عبد القادر بدران الذي عانى من بعض الآلام بعد لقاء الذهاب.

وسيعتمد بلماضي بنسبة كبيرة على مدافع فالفيك الهولندي أحمد توبة، في مركز الظهير الأيسر، مكان بن سبعيني، في وقت قد يحدث الناخب الوطني تغييرا آخر على مستوى وسط الميدان بإقحام قديورة أو بن دبكة بدلا من راميز زروقي الذي يبدو أنه بحاجة أكثر إلى الخبرة للتألق والظهور بوجه جيد في مثل هذا النوع من المقابلات، بينما سيتم تجديد الثقة في محرز وبلايلي وسليماني لقيادة الهجوم.

ويتجه بلماضي إلى مواصلة نفس الفلسفة الدفاعية المنتهجة في لقاء الذهاب، مع المغامرة قليلا في الهجوم خاصة في الدقائق الأولى من المواجهة، على اعتبار أن المنتخب الكاميروني هو المجبر على فتح اللعب لتدارك تأخره في النتيجة رغم أنه سيلعب خارج قواعده، وهذا ما يجعل الضغط يكون أكثر على أشبال المدرب الجديد ريغوبار سونغ، مقارنة بـ”الخضر”.

وسيكون العديد من لاعبي المنتخب الوطني أمام فرصة دخول التاريخ والمساهمة لأول مرة في تأهيل الجزائر إلى كأس العالم، على غرار عطال وبدران وبلعمري وزروقي وبن ناصر وبلايلي والبقية، وبالتالي فإن عزيمة هؤلاء في صنع الفارق ستكون كبيرة، فضلا عن أصحاب الخبرة على غرار سليماني ومبولحي ومحرز وماندي وفغولي.

ولأول مرة منذ انتشار جائحة كورونا، سيحظى المنتخب الوطني بمساندة كبيرة من أكثر من 30.000 مناصر ستكتظ بها مدرجات ملعب تشاكر..هؤلاء المشجعين الذين صنعوا الحدث خلال عملية بيع تذاكر اللقاء، سيكونون بمثابة اللاعب رقم 12 في تشكيلة المدرب بلماضي.

أما بالنسبة للمنافس، فكانت المشاركة الأولى للناخب الجديد للكاميرون، ريغوبار سونغ، سلبية، كونه كان يأمل الشروع في مهمته بانتصار. لكنه وهو القائد السابق للمنتخب الكاميروني يبقى لا يستبعد الفوز في لقاء العودة، حيث قال: ” نحن مطمئنون بأن لا شيء تحقق. نعرف كيف نحضر لمباراة العودة وتحقيق التأهل بالجزائر”.

هذا وسيدير هذه المقابلة، الحكم الغامبي بكاري غاساما، بمساعدة الأنغولي جرسون لإيميليانو دوس سانتوس (مساعد أول) والمصري محمود أبو الرجال (مساعد ثاني). أما الحكم الرابع فهو المصري أمين محمد عمر، فيما عين التونسي بوسعين بوجلال محافظا للقاء. كما سيكون جهاز الفيديو المساعد للتحكيم (فار) مسيرا من طرف الثنائي الألماني ماركو فريتز (حكم رئيسي) ة كريستيان دنجار (حكم مساعد).

جمال بلماضي: مستعدون للمعركة الفاصلة الثانية.. والأجواء داخل المنتخب رائعة

أكد الناخب الوطني، جمال بلماضي استعداد المنتخب الوطني بدنيا، معنويا ونفسيا لخوض المعركة الفاصلة الثانية التي سيكون ملعب مصطفى تشاكر مسرحا لها، أمسية الثلاثاء، مشيرا إلى أن التحضيرات لهذه المواجهة جرت في أحسن الظروف.

وأوضح بلماضي، أمس، خلال الندوة الصحفية التي نشطها بملعب مصطفى تشاكر، على هامش الحصة التدريبية الأخيرة التي أجراها المنتخب الوطني، بأن تحضيرات العناصر الوطني ارتكزت أساسا على الاسترجاع خاصة من الناحية البدنية والنفسية وحتى العصبية.

وفي ذات السياق، قال بلماضي “الحمد لله كل الامكانيات متوفرة بالمركز التقني الوطني لسيدي موسى ولدينا طاقم مُتكامل من أجل عملية الاسترجاع بأفضل طريقة لهاته المعركة الثانية أمام الكاميرون”.

وأشار الناخب الوطني إلى المعنويات المرتفعة للاعبين والأجواء الممتازة التي سادت التدريبات التي أعقبت عودة المنتخب الوطني بالفوز من دوالا، معتبرا بأن الفوز المحقق في المباراة الأولى سهّل من مأمورية وجعل الأمور تسير في أحسن الظروف.

وبالرغم من الفوز في مباراة الذهاب والخطوة العملاقة التي خطاها المنتخب الوطني نحو ترسيم تأهله إلى مونديال 2022 بقطر، فقد أكد بلماضي على ضرورة الحفاظ على التركيز وتجنب الغرور، وهذا أمام منافس جريح تأثر كثيرا لخسارته فوق ميدانه، معتبرا بأنه من الطبيعي أنه سيسعى للثأر لنفسه: “علينا توخي الحذر وعدم التراخي أمام منافس جريح خسر مباراته الأولى”، قال الناخب الوطني.

وبخصوص قرار استدعائه مهاجم واست هام الانجليزي سعيد بن رحمة لتدعيم صفوف المنتخب الوطني تحسبا لمباراة الثلاثاء، قال بلماضي إنه في غياب رامي بن سبعيني قرر تدعيم التشكيلة الوطني بمهاجم إضافي.

من جهة اخرى، أبدى الناخب الوطني مرة اخرى تأسفه لغياب بن سبعيني، متمنيا ألا يتأثر الفريق الوطني بغيابه.

واستغل الناخب الوطني الندوة الصحفية لتوجيه رسالة إلى الجماهير الجزائرية التي ستتنقل بقوة إلى الملعب من أجل تشجيع المنتخب الوطني، واصفا ضغط الأنصار بالإيجابي: “ضغط أنصارنا إيجابي ونحن نحبه وسعداء كثيرا بوجوده ونتمنى إسعاده بتحقيق التأهل إلى المونديال إن شاء الله”.

في سياق متصل، يرى بلماضي بأن سليماني محضر جيدا من الناحية النفسية لهذه المباراة، معتبرا بأنه  محفز ولديه الرغبة للتسجيل مثلما فعل في جابوما.

ورفض الناخب الوطني، كعادته، كشف أوراقه قبل المباراة، بخصوص التشكيلة التي سيعتمد عليها أو الخطة التكتيكية التي سينتهجها في مباراة الثلاثاء، حيث رفض الدخول في التفاصيل مؤكدا أخذه بعين الإعتبار كافة السيناريوهات الممكنة.

كماأبدى الوافد الجديد لصفوف المنتخب الوطني، يوسف لعوافي سعادته الكبيرة بتواجده رفقة المنتخب الوطني، مؤكدا استعداده للمشاركة في مباراة اليوم في حالة قرر المدرب الوطني ذلك: “أنا  جاهز ورهن إشارة المدرب الوطني”، قال لعوافي.

مرشح لمعادلة رقم دروغبا كأفضل هداف في تصفيات “المونديال”
الآمال معلقة على سليماني لهز شباك “الأسود”

يجدد مدرب المنتخب الوطني، جمال بلماضي، الثقة في إسلام سليماني، مهاجم سبورتينغ لشبونة البرتغالي، في منصب “رأس الحربة” خلال مواجهة الكاميرون اليوم، لتواجد اللاعب في أفضل أحواله وفي فورمة جيدة.

وكان سليماني الهداف التاريخي للمنتخب الوطني، صاحب الهدف الوحيد الذي جاء على إثره الانتصار أمام الكاميرون في لقاء الذهاب، الجمعة الماضي، برأسية رائفة بعد مخالفة محكمة من يوسف بلايلي لاعب بريست الفرنسي.

ويراهن بلماضي على خبرة سليماني لتجديد تفوقه على مدافعي المنتخب الكاميروني وهز شباك حارس أجاكس أمستردام الهولندي، أندري أونانا، مرة أخرى ومنح التفوق والاطمئنان للمنتخب الوطني.

ويعد سليماني من بين اللاعبين القلائل الذين شاركوا في اللقاء الفاصل أمام منتخب بوركينافاسو المؤهل إلى “مونديال” البرازيل 2014، رفقة فغولي ومحرز والحارس مبولحي، فضلا عن خوضه العديد من المقابلات الحاسمة مع “الخضر” بمشاركته في كأس العالم وتتويجه بكأس إفريقيا في مصر، وبالتالي، فإنه يملك من الخبرة ما تؤهله لخوض مواجهة اليوم دون ضغط وبأريحية.

وستكون مواجهة الكاميرون فرصة كبيرة لسليماني من أجل رفع عدد أهدافه في تصفيات كأس العالم، ومعادلة رقم الإيفواري ديدي دروغبا بـ18 هدفا كأفضل هداف في التصفيات عن منطقة إفريقيا.

ويملك المدرب بلماضي أوراقا جديدة ورابحة على مستوى الهجوم، على غرار إسحاق بلفضيل لاعب هيرتا برلين الألماني، والوجه الجديد في “الخضر” بن يطو مهاجم الوكرة القدري، حيث استنجد بلماضي بهذا الثنائي بعد الفشل الذريع للمنتخب هجوميا خلال نهائيات كأس إفريقيا بالكاميرون.

الحكم السابق سليم أوساسي يصرح لـ”الشروق”:
غاساما لن يخيفنا وحققنا معه “حطها في القول يا رياض”

قال الحكم الدولي السابق، سليم أوساسي، لـ”الشروق”، إنه لا يخيف المحاربين اليوم أي حكم في العالم، وكشف أن الحكم الشهير الغامبي باكاري غاساما مدلل الكاف الذي عين لإدارة مباراة إياب الدور التصفوي الأخير المؤهل لمونديال قطر ضد الكاميرون لنا معه ذكريات حسنة حيث تأهلنا معه إلى مونديال البرازيل 2014، ونصف نهائي كأس إفريقيا 2019 بمصر أمام نيجيريا وهي أشهر مباراة على الإطلاق، حينما احتسب هذا الحكم مخالفة لبن ناصر..

ورغم أن هذا الحكم المثيل للجدل غير مرغوب فيه بمصر، إلا أن أوساسي اعتبره أشهر حكم على الإطلاق في القارة السمراء خلال العشرية الأخيرة، حتى إنه أطلق عليه “مدلل الكاف” لكثرة إدارته للمقابلات الكبيرة، حيث خاض حسبه أزيد عن 130 مباراة، أشهر فيها 340 بطاقة صفراء و20 حمراء، وأعلن عن 31 ركلة جزاء وانه مطلوب على اعلى مستوى وهو حكم رزين ومتمكن وناضج إذ يبلغ من العمر 43 سنة.

وعن لقاء الليلة ضد الأسود، قال أوساسي إن بلماضي مدرب محنك وأتحدى أي محلل أن يتنبأ بالخطة التي ينتهجها في هذا اللقاء الصعب، واعتبر مدرب الأسود غير المروضة سونغ تلميذه، والتلميذ حسبه يستحيل أن يفوز على أستاذه، كما أن اللقاء يحتضنه الملعب الذي ارتبط اسمه بأفراح المحاربين، ألا وهو ملعب تشاكر بالبليدة.

بلماضي: جاهزون وسنعمل المستحيل لإسعاد الجزائريين

ورد على انتقادات سونغ لخطة بلماضي في لقاء الذهاب قائلا إن إيطاليا فازت بكأس العالم بالركون إلى الدفاع واللقاءات الفاصلة تربح ولا تلعب، حتى إن الناخب الوطني للمنتخب الكاميروني سونغ هو في حد ذاته كان قائدا ومدافعا في منتخبه، وأن بلماضي لم ينهزم في 35 مباراة، وإنما يدل ذلك على أنه لم يستطع أي مدرب فك شيفرة خططه، وسقوطه في الكان الأخير أعطاه درسا لن ينساه، وبالتالي، قرأه لمدة شهرين في بيته وحقق أول فوز للجزائر على الكاميرون في مباراة رسمية عبر التاريخ، وأنه يعتبر أول منتخب عربي يفوز على الكاميرون في ميدانه، وفي عقر داره في تصفيات كأس العالم منذ 46 سنة عندما خسر أمام الكونغو برازافيل في أكتوبر 1976 بمناسبة تصفيات مونديال الأرجنتين 78.

وتوقع أوساسي مشاركة قياسية للمنتخبات العربية في المونديال العربي بقطر 2022، وأن الحضور العربي سيكون قويا والمشاركة ستكون مشرفة.

توبة أمام فرصة “العمر” خلال مواجهة الكاميرون

سيكون مدافع المنتخب الوطني ونادي فالفيك الهولندي، أحمد توبة، أمام فرصة “العمر” في مباراة اليوم، أمام المنتخب الكاميروني، بملعب تشاكر، أين سيكون أساسيا بدلا من مدافع بوريسيا موشنغلادباخ الألماني رامي بن سبعيني، المعاقب آليا بسبب تراكم البطاقات.

وتندرج مواجهة الكاميرون ضمن إياب الدور التصفوي الأخير المؤهل إلى نهائيات كأس العالم قطر 2022، مع العلم أن المنتخب وطني عاد بانتصار ثمين من الكاميرون في لقاء الذهاب، بهدف دون مقابل، الجمعة الماضي، الأمر الذي سيسهل من مهمته نوعا ما.

ويعد توبة المرشح الأبرز لخلافة بن سبعيني، على الجهة اليسرى من دفاع “الخضر”، لأول مرة منذ انضمامه إلى كتيبة “المحاربين”، ويأتي هذا بعد غيابه عن نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة التي احتضنتها الكاميرون في الفترة ما بين 9 جانفي و6 فيفري، لأسباب فنية حسب المدرب جمال بلماضي.

وكان توبة قد مر بمرحلة فراغ في الفترة السابقة، قبل استرجاع إمكاناته مع ناديه الهولندي في الآونة الأخيرة، ما جعله يعود مجددا إلى حسابات المدرب بلماضي على حساب مدافع نادي الترجي التونسي محمد أمين توغاي، وسيحظى بفرصة لن تتكرر بالنسبة له حين يستعد للمشاركة اليوم كأساسي، لكسب ثقة الناخب الوطني قبل “المونديال” القطري، في حال الظفر بتأشيرة التأهل.

وسبق لبلماضي وأن جرب العديد من اللاعبين على الجهة اليسرى من الدفاع، على غرار أيوب عبد اللاوي والياس شتي ومحمد فارس، غير أنه لم يقتنع بإمكانات هؤلاء بالشكل الكافي مقارنة ببن سبعيني، ليأتي الدور بمناسبة لقاء الكاميرون اليوم على أحمد توبة الذي يراهن على تقديم مردود في المستوى يشفع له أمام المدرب بلماضي لضمان تواجده مع المنتخب في المواعيد المقبلة.

ورغم أن توبة يعتبر مدافع محوري، ويشارك بانتظام في وسط الدفاع مع ناديه، إلا أن بداياته كانت كمدافع أيسر مع فريقه السابق كلوب البلجيكي، الأمر الذي تطرق إليه المدرب بلماضي في ندوته الصحفية قبل التنقل إلى الكاميرون لخوض لقاء الذهاب، وهذا ما يسعى إلى استغلاله الناخب الوطني لتوظيف توبة في مركز الظهير الأيسر أمام الكاميرون في المواجهة الحاسمة.

مدرب الكاميرون لن يجري أي تغييرات في لقاء البليدة

أكد الناخب الوطني لمنتخب الكاميرون، ريغوبيرت سونغ، بأنه لن يلجأ إلى إحداث أي تغييرات على التشكيل الأساسي المعني بمواجهة “الخضر”، مساء اليوم، على ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، في إياب الدور الفاصل المؤهل إلى كأس العالم 2022 بقطر.

وكان المنتخب الوطني عاد بالفوز من ملعب جابوما بمدينة دوالا، الجمعة الماضي، في لقاء الذهاب، بنتيجة هدف دون رد (0-1)، سجله مهاجم نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي، إسلام سليماني، ما جعل المتابعين يرشحون منتخب “محاربي الصحراء” إلى التأهل لكأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه.

وكان المدير الفني الجديد لمنتخب “الأسود غير المروضة”، ريغوبيرت سونغ، قال في تصريحات لوسائل الإعلام الكاميرونية ردا على سؤال متعلق بالتغييرات التي سيجريها بمناسبة لقاء العودة في محاولة لاستدراك خسارة الذهاب وقلب الموازين: “لا يمكنني تغيير الأشياء خلال 3 أو 4 أيام”، وتابع: “لقد سبق وأن صرحت بذلك. نفس اللاعبين سيشاركون في لقاء العودة. لم يكن لي متسع من الوقت من أجل القيام بالعمل المطلوب”، ما يؤكد بأن قائد منتخب الكاميرون السابق لا يفكر في إجراء عديد التعديلات على التشكيل الأساسي، رغم الانتقادات التي طالت خط الهجوم.

من جهة أخرى، تحدثت مصادر إعلام كاميرونية خلال الساعات القليلة الماضية عن احتمال غياب نجم نادي النصر السعودي، فينسينت أبو بكر، عن مباراة العودة أمام “محاربي الصحراء”، بداعي الإصابة، وهو الذي غادر مباراة الذهاب مباشرة بعد نهاية الشوط الأول، في وقت كان كشف فيه سونغ بأن إصابة مهاجمه الأول غير مقلقة في تصريحات إعلامية بعد المواجهة، وتواجد مهاجم نادي بورتو البرتغالي السابق مع وفد المنتخب الكاميروني الذي وصل ليلة أول أمس إلى الجزائر، ما يعني بأن الكاميرونيين يناورون أكثر من شيء آخر بخصوص جاهزيته البدنية والصحية من أجل خلط أوراق جمال بلماضي، لا سيما أن أبو بكر يعد الهدّاف الأول لمنتخب “الأسود غير المروضة”.

وفي سياق آخر، عبر مدرب المنتخب الكاميروني عن استيائه الكبير من تأخر الرحلة التي قادتهم إلى الجزائر، أول أمس، بنحو 4 ساعات كاملة، وبقي وفد المنتخب الكاميروني في مطار دوالا طوال هذه المدة بحجة تأخر تزويد الطائرة التي كانت معنية بنقلهم إلى الجزائر بالوقود، حسب ما كشفت عنه وسائل الإعلام الكاميرونية، التي انتقدت بدورها صامويل إيتو، الذي كان تنقل قبل البعثة إلى الجزائر، مشيرة إلى أنه فضّل السفر في ظروف مريحة جدّا مقارنة بلاعبيه المعنيين بخوض مباراة مصيرية وحاسمة أمام المنتخب الجزائري.

وكان عديد المحللين والصحفيين الكاميرونيين انتقدوا بشدة إيتو بعد الخسارة في لقاء الذهاب أمام أشبال جمال بلماضي، وأكدوا بأن نجم برشلونة السابق حطم المنتخب الكاميروني بتعيينه لصديقه ريغوبيرت سونغ مدربا رغم عدم امتلاكه أي خبرة في هذا المجال.

تأهلا سويا للمونديال لأول مرة في تاريخهما سنة 1982
الجزائر والكاميرون مجبران على الافتراق بعد أربعين سنة

ستحتفل الجزائر والكاميرون معا في شهر جوان القادم، بمرور أربعين سنة كاملة عن أول مشاركة لهما في منافسة كأس العالم، بعد أن صنعا سويا الحدث الإفريقي والعالمي في مونديال إسبانيا سنة 1982 بنتائجهما وأدائهما الكبير، بالرغم من أنهما يشاركان لأول مرة في تاريخهما، والآن بعد مرور أربعين سنة يجدان نفسيهما في مواجهة العمر، ولكن هذه المرة ليس من أجل التواجد سويا في المونديال وإنما للافتراق بين مشارك في مونديال قطر 2022، ومغادر لهذا المونديال الآسياوي والعربي.

إلى غاية سنة 1982، كانت دول شمال إفريقيا قد شاركت في المونديال، وبقيت الجزائر تنتظر فرصتها، فقد شاركت مصر سنة 1934 في دورة إيطاليا بعد تجاوزها لفلسطين في التصفيات، وخرجت من أول مباراة أمام منتخب المجر برباعية مقابل هدفين، وعاد المغرب ليكون أول مغاربي شارك في المونديال الكبير في المكسيك سنة 1970، وقدم وجها مقبولا بخسارته بهدفين مقابل واحد، بعد أن كان متقدما قبل أن يخسر بثلاثية نظيفة أمام بيرو، وتعادل في اللقاء الأخير بهدف لمثله أمام بلغاريا.

وانتظر عرب القارة سنة 1978 ليحققوا أول انتصار لهم بواسطة تونس أمام المكسيك في دوة الأرجنتين بثلاثية مقابل واحد، ثم خسروا بهدف نظيف أمام بولونيا ويتعادلوا من دون أهداف أمام منتخب ألمانيا الغربية، بينما لم يكن في رصيد القارة السمراء بمنتخبات جنوبها سوى مشاركة بائسة لمنتخب الزائير أو كونغو الديمقراطية حاليا، عندما شارك هذا المنتخب لوحده من القارة السمراء في مونديال 1974 في ألمانيا الاتحادية، وخسر بتسعة أهداف أمام يوغوسلافية وبثلاثية نظيفة أمام البرازيل وثنائية نظيفة أمام منتخب اسكتلندا، ولولا التواجد القوي لمنتخب الكاميرون في دورة 1982 الذي محى عار القارة السمراء، ثم تأكيده على قوته في دورة 1990 في إيطاليا لكانت إفريقيا قد وقعت في وحل النتائج السيئة.

في سنة 1982 حقق الكاميرون تأهلهم في آخر مباراة أمام منتخب المغرب، ونقل التلفزيون الجزائري تلك المباراة على شاشة التلفزيون، في نفس الأيام التي نقل فيها صور تأهل الخضر أمام نيجيريا، وبالرغم من أن المغاربة امتلكوا منتخبا قويا بقيادة عزيز بودربالة، إلا أنهم فشلوا خاصة في مباراة الدار البيضاء من فك قوة دفاع الكاميرون المتجمع حول حارسهم العملاق نكونو، بينما عاد الخضر بانتصار كبير على حساب نيجيريا في عقر ديارها، وفازوا سويا في لقاء الإياب على أرضيهما، وشاركا سويا لأول مرة مع بعضهما في المونديال، ممثلين للقارة السمراء، في أول تذكرتين منحتا لقارة إفرقيا في المونديال، الذي لًعب في ذلك الوقت بـ 24 منتخبا في إسبانيا.

صنع المنتخبان الجزائري والكاميروني الحدث، في دورة إسبانيا، وتركا الصحافة العالمية والخبراء يتحدثون عن مشاركتهما الغريبة، فالمنتخب الجزائري هو الوحيد في تاريخ كأس العالم، من فاز بمباراتين أمام ألمانيا وشيلي في الدور الأول من دون أن يتأهل، وهو الفائز على حساب ألمانيا بهدفين مقابل واحد، ولكنه عاد إلى أرض الوطن، بينما تأهلت ألمانيا إلى المباراة النهائية، وفي نفس الاتجاه  لم يخسر الكاميرون أي مباراة في الدور الأول في مواجهة بولونيا وبيرو وإيطاليا ولم يتلق حارسه توماس نكونو إلا هدف واحد، ومع ذلك عادوا إلى بلادهم بينما منتخب إيطاليا الذي سجل نفس تعداد النقاط من الدور الأول بثلاثة تعادلات مثل الكاميرون، ووصل إلى النهائي، وفاز بكأس العالم، فكانت الكاميرون والجزائر من ظواهر المونديال في أول مشاركة لهما، ولكنهما سهرة اليوم الثلاثاء مجبران على أن يفترقا ولن يصنع التاريخ إلا أحدهما.

بسبب ماضيه التحكيمي المثير للجدل
غاساما يثير مخاوف الجزائريين قبل موقعة “تشاكر” أمام الكاميرون

يعود الحكم الغامبي المثير للجدل، باكاري بابا غاساما، لإدارة مباريات المنتخب الجزائري، هذا الثلاثاء بمناسبة خوض “الخضر” لإياب الدور الفاصل من نهائيات كأس العالم التي ستجري في قطر بداية من شهر نوفمبر المقبل، وذلك بعدما تم تعيينه من قبل الاتحاد الإفريقي للكرة في 9 مارس الحالي حكما لمباراة السد بين المنتخب الوطني ونظيره الغامبي على ملعب “مصطفى تشاكر” في البليدة، علما أن غاساما يعد من بين أبرز الحكام في القارة السمراء في العقد الأخير، والذي لطالما ارتبط اسمه بأهم المباريات في القارة الإفريقية، سواء على مستوى المنتخبات أو النوادي، وهو الأمر الذي جعل محبي الساحرة المستديرة يتساءلون عن السبب الذي يقف وراء اختيار الاتحاد الكروي القاري والاستنجاد بـ “مدللها”، مثلما صار يعرف في الأوساط الكروية في القارة السمراء مؤخرا.

يشار أن غاساما، البالغ من العمر 43 سنة، يعد حكما دوليا منذ عام 2007 عقب نيله شارة الاتحاد الدولي للعبة، وهو ما جعله يدير إلى غاية نهاية عام 2021 قرابة 130 مباراة، حيث اقترن اسمه مرارا بالمباريات الحاسمة والكبيرة التي كانت تشهدها القارة.

وتعد مواجهة نصف نهائي كأس إفريقيا 2019 التي جرت في مصر، التي جمعت بين المنتخب الوطني ونظيره النيجيري آخر مباراة أدارها غاساما للتشكيلة الوطنية، حيث سبق له وأن أدار خمس مباريات للمنتخب الوطني، ثلاث منها في مسابقة كأس إفريقيا، واثنتان أخريان في تصفيات كأس العالم 2014 وتصفيات 2018.

وفي سياق آخر، ارتبط اسم غاساما بعديد قضايا الفساد في مختلف المباريات التي أدارها في القارة السمراء في الآونة الأخيرة، حيث اتهم في عديد المرات بتلقي “الرشاوى” من قبل بعض الأطراف لتسهيل مهمة فريقها أو حتى منتخبات بلادها في بعض المباريات المهمة، ولعل ما حدث له مؤخرا مع المنتخب المصري في كأس أمم إفريقيا الأخيرة واقتحامه غرف حفظ ملابس “الفراعنة” واستفزازه لزملاء محمد صلاح أمام المنتخب الكاميرون، يبقى شاهدا على القضايا المشبوهة الذي زج فيها اسم الغامبي باكاري غاساما.

اللاعب رقم 12  سيكون في الموعد
الجماهير.. “سلاح” الجزائر الفتاك لقهر الكاميرون

ينتظر أن تعرف مباراة العودة الفاصلة ما بين المنتخب الوطني ونظيره الكاميروني، سهرة اليوم، حضورا جماهيرا قياسيا، لن تتسع له مدرجات ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، الذي توشّح بالأعلام الوطنية استعدادا للاحتفال، للمرة الثالثة في تاريخه والخامسة في تاريخ الجزائر، بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم، التي ستحتضنها قطر الخريف القادم.

وسيكون الجمهور الجزائري، مرة أخرى، اللاعب رقم 12 فوق الميدان لدفع فريقه نحو الأمام من أجل ترويض “الأسود غير المروضة”، وتأكيد تجاوز ما يسمى “أسطورة الشبح الأسود”  بتحقيق فوز جديد بعد الفوز الرائع الذي عاد به رفقاء الهداف إسلام سليماني الجمعة الماضية من ملعب “جابوما” بدوالا.

وعلى غرار مباراة الذهاب بدوالا، التي عرفت تنقلت نحو ألفين مناصر، سيكون الجمهور السلاح الحقيقي لـ”محاربي الصحراء” في موقعة البليدة، حيث سيكون المنتخب الوطني مدعما بآلاف المناصرين فوق المدرجات وبأكثر من 45 مليون جزائري وراء الشاشة الصغيرة في جميع ربوع الوطن وخارجه.

في ذات السياق، قدمت عملية بيع تذاكر المباراة، التي جرت، أمس، فكرة مسبقة لأعداد الجماهير التي ستتنقل اليوم إلى ملعب مصطفى تشاكر الذي ينتظر أن يغلق أبوابه مبكرا، في مباراة ستلعب بشبابيك مغلقة.

وكان الناخب الوطني جمال بلماضي أثنى على الأنصار الذين تنقلوا مع المنتخب الوطني إلى دوالا في المباراة السابقة، فيما دعا الجمهور للتنقل بقوة إلى الملعب من أجل تشجيع منتخبه ومنحه الدعم المعنوي في مباراة حاسمة قد تكون أكثر صعوبة من المباراة السابقة.

ويرتبط الجمهور الجزائري ارتباطا وثيقا بمنتخبه ولاعبيه، وزاد هذا الارتباط ترسخا وصلابة منذ مباراة السد الشهيرة أمام المنتخب المصري سنة 2009 ، وما ما اصطلح على تسميته منذ ذلك الوقت بـ “أحداث أم درمان”، وهذا بعد الاعتداء الذي كان تعرض له  أنذاك المنتخب الوطني في القاهرة وكل ما جرى بعدها مع افتكاك الخضر لتأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا على حساب مصر.

ومهما كانت الأسباب أو الخلفيات، فإنه توجد علاقة غير عادية ما بين المنتخب الوطني وجمهوره وهذا بقدر الهوس الكبير للجمهور الجزائري بكرة القدم، التي يعشقها حد الجنون، ومن الطبيعي أن الأمر يتضاعف عندما يتعلق الأمر بمنتخب بلاده.

في الأخير نتمنى فقط أن يتحلى الجمهور بالروح الرياضية ويقدم الصورة الجميلة لكرة القدم الجزائرية فوق الميدان وفوق المدرجات أيضا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!