-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دماء شيرين لعنة على المطبّعين!

دماء شيرين لعنة على المطبّعين!

مشهد يقطع الأنفاس ذلك الذي تداولته الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي لعملية الإعدام الميداني لإحدى حرائر فلسطين المدافعات عن الأرض والوطن.. سقطت الصحفية شيرين أبوعاقلة وهي تؤدي واجبها المقدّس في فضح جرائم الصهاينة في أرض فلسطين الطّاهرة.

سقطت شيرين في ميدان الشرف، مقدمة درسا خالدا في الشجاعة والتضحية لأجل القضية والوطن، كان بإمكان الشهيدة شيرين أبوعاقلة أن تعيش حياة كريمة في أمريكا وهي التي تتمتع بجنسيتها، ولكنها فضلت الدفاع عن أرضها وأمتها، وواجهت في سبيل ذلك الأخطار منذ عقود، وقد ألفها المشاهد العربي على شاشة “الجزيرة”، وهي تنقل تفاصيل المواجهات والاعتداءات التي ينفذها الصهاينة على الفلسطينيين وأرضهم.

ستظل دماء شيرين أبوعاقلة وغيرها من شهداء الحرية في فلسطين لعنةً على كل المتخاذلين الذين ظاهروا الصّهاينة وكانوا أعوانا لهم على الفلسطينيين، فقد فضحت برحيلها – الكبير – أشباه الرّجال من لحى النّفاق، الذين لا يجرؤون على قول كلمة حقّ ضد المتآمرين على القضية الفلسطينية من المطّبعين في السر والعلانية، لكن باستشهاد شيرين سارعوا إلى تقمّص شخصية ملائكة العذاب فرفضوا وصفها بالشّهيدة، وحرّموا التّرحم عليها، مع أن الوقت ليس لهذا الكلام، وإنّما لإدانة الظّالم والمجرم ومن يساعده على ظلمه وجرمه.

لقد أدت شيرين ما عليها، وقدمت روحها في سبيل قضيتها، بعد أن ناضلت طويلا وواجهت الأخطار اليومية، ليُضاف اسمها إلى قائمة طويلة من شهداء الكلمة الذين كانوا في الصّفوف الأولى في معركة الذّود عن الوطن والدّفاع عن كرامته والنّضال من أجل استرجاع سيادته، وهي معركة لا تقلّ أهمية عن معركة السلاح التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية، وكل من يؤمن بهذا الخيار لتحرير الأرض والإنسان.

وأقل الواجب أمام روح الشّهيدة شيرين أبوعاقلة أن نحترم التضحية التي أقدمت عليها، وأن يتوقّف كل تعاون أو تنسيق مع قاتليها من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وهو نداء موجه إلى السلطة الفلسطينية التي تستمر في التعاون مع المحتلين لعلها تتراجع وتعود إلى حضن الوطن، حتى لا تصيبها لعنات التاريخ!!

إذا كنتم معجبين فعلا بالتجربة الجزائرية في التحرر من الاستعمار، وتعتبرون الثورة الجزائرية مثالا رائدا، فاعلموا أن جزاء من كان يتعاون مع الفرنسيين خلال الثورة التحريرية هو الذّبح من الوريد إلى الوريد، لذلك فإن وقف التنسيق الأمني الذي حول الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى معاون لقوات الاحتلال في التضييق على المقاومين الفلسطينيين، هو أدنى درجات الوفاء للشهيدة شيرين أبوعاقلة وباقي شهداء فلسطين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!