الرأي

دمعة على محمد مهري أبو أوراس

عثمان سعدي
  • 1642
  • 3
ح.م

نعم سيطر عليّ حزن ما بعده حزن على وفاة الصديق المجاهد المحامي اللامع محمد مهري الذي وافته المنية يوم 7 يوليو 2019 .

هو مولود في مدينة مشونش التي تقع على حافة جبال الأوراس مطلة على الصحراء، وهي مدينة صغيرة لها باع طويل في تاريخ المقاومة الجزائرية والثورة الجزائرية، كان المرحوم يعتز بالانتماء إليها وهذا هو الذي جعله يسمي ابنه الأول أوراس.

قصة نضاله: أدركته الثورة وهو طالب في دمشق فكان على رأس زملائه الطلبة الجزائريين كممثل لاتحاد الطلبة الجزائيين، حريصا على نشر معالم ثورة نوفمبر بين أشقائه السوريين كما كان يسميهم، عرفته إذاعة دمشق وهي يزوّد مستمعيها بأنباء الثورة الجزائرية التي كانت آذان السوريين وقلوبهم مشرئبه لها، من خلال كلمة الثورة الجزائرية التي كان يبثها بصوته الجهوري. كان يكنّ إعجابا لعبد الحميد مهري الذي كان ممثلا للثورة بدمشق ، فسمى ابنه الثاني عبد الحميد فصار ابنه اسمه عبد الحميد مهري. تتفق عائلة محمد مع عائلة المرحوم عبد الحميد في اسم مهري وإن لم تكن بينهما قرابة.

استقلت الجزائر فكان نقيبا للمحامين، كان محاميا بارعا في مدينة المدية فساهم بها في
تاسيس الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان.

كانت عائلته وعائلتي تقيمان في شقتين بعمارة بنهج أول نوفمبر بالعاصمة، بعد الاستقلال مباشرة، وأتذكر باسى كيف زحفت رضيعة لأبي أوراس اسمها محبوبة وسقطت بالشارع من الطابق الأول فتوفيت وحزنت العائلتان لهذا المصاب الأليم.
كان محمد مهري من الشاوية يؤمن كما يؤمنون بأن العربية لغة البلاد والعباد. وأتذكر ما قاله لي: “بأن كسيلة إسمه الحقيقي آكسل أي النمر بالشاوية، وسماه العرب كسيلة ، والبربريست المتعصبون يسمون أولادهم كسيلة لأنهم يجهلون الحقيقة ، فالنمر عندهم يسمى أغيلاس” .

رحم الله الصديق العزيز محمد مهري أبو أوراس، وألهم زوجته الكريمة واولاده وبناته وأحفاده الصبر والسلوان

مقالات ذات صلة