دمويون في رداء العلم!!
عندما يدعو عالم دين إلى قتل متظاهرين يرفعون المصاحف، ويبرّر كل الأعمال الوحشية التي تقوم بها أجهزة الأمن المصرية ومسانديهم من البلطجية، ولا يتردد هذا العالم في تكفير كل معارض لنظام الحكم القائم في مصر، عندها يمكن التنبؤ بأنّ ما سيحدث غدا في ميادين مصر ينسينا المآسي التي وقعت في رابعة وما بعد رابعة.
إنّ التّجاوزات التي حدثت في مصر منذ الانقلاب على الرّئيس المنتخب محمد مرسي والزّج بهز بجماعته في السجن، فاقت كل التّصورات، وحملة التشويه التي انخرط فيها السّلفيون ضمن حزب النور والدعوة السلفية ومسانديهم من المنضوين تحت مسمى “المدخلية“، هؤلاء أعطوا الضوء الأخضر لقتل أيّ متظاهر يخرج غدا في إطار الدعوة إلى التظاهر من طرف شباب أطلقوا على أنفسهم“انتفاضة الشباب المسلم“.
ومن أخطر أدعياء العلم شيخ مصري يقدم نفسه عالما في العقيدة، يسمى عبد الرزاق محمود الرضواني، هذا الأخير يظهر على قناة تافهة تدعو إلى القتل والفتنة تسمى البصيرة، حيث قال هذا العالم “النكرة” صراحة أنّ قوات الأمن من حقها قتل المتظاهرين، مقدما بذلك صورة فريدة من نوعها، لما يُطلق عليهم بعُلماء السّلطان الذين لم يجرُؤ أحدٌ قبله على إطلاق فتوى مماثلة.
بمثل هؤلاء الذي يعطون الغطاء الدّيني للاستبداد، وبمثل دعاة الفتنة الذين يؤجّجون الصّراع الطّائفي، تحوّل العالم العربي إلى بؤرة من الحروب والنّزاعات والأزمات الداخلية، فالذي يدعو إلى الاستقرار ويساند الأنظمة يوظف الدّين في تبرير الاستبداد والظلم والأحادية، ولا يتردد في إباحة القتل والتنكيل ضد المعارضين، وفي الجانب المقابل يتم توظيف الدين في الدعوة إلى الطائفية الإرهاب وغيرها…
لقد ابتُلِيَت مصر بِنوع من العلماء والدعاة الذين يدعون إلى العنف والقتل والدماء بشكل مفجوج، دون أن يسائلوا ضمائرهم على المآسي التي يتسببون فيها عن طريق فتاويهم وخطبهم الظلامية التي تدعو إلى القتل والكراهية والتفريق بين النّاس، وإن تكلم أحد وانتقد ما يقوم به هؤلاء، تجد من يثور في وجهك ويقول لحوم العلماء مسمومة!!
وحتى هؤلاء السّلفيون الذين دعوا إلى الخروج غدا الجمعة انتصارا للشريعة كما يقولون، أين كانوا لما كان العسكر ورجال الأمن يقتلون المتظاهرين في ميداني رابعة والنهضة وباقي ميادين مصر، ولماذا يتحركون في الوقت بدل الضائع بعد أن خارت القًِوى ونظمت انتخابات واستلم الجميع للأمر الواقع.