-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دور أممي مشبوه!

دور أممي مشبوه!

بأيِّ مهمة ذهبت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة إلى طهران بزي نسائي إيراني، بدعوةٍ من علي أكبر ولايتي مستشار المرشد على خامنئي، وهي المعتمدة رسميا في بغداد؟

جينين بلاسخارت أسوأ نموذج لمبعوثة أممية، انحرفت عن مسارها الدبلوماسي، وتحوَّلت إلى غطاء لإرهاب طائفي، تقوده ميليشياتٌ خارجة عن القانون، بالتنسيق مع حاضنتها الإقليمية المهيمنة على مفاصل نظام الحكم في العراق.

يتحمل الأمين العام للأمم المتحدة مسؤولية انحراف بعثته الأممية في بغداد، فهي العاملة باسمه، والمكلفة بأداء الدور المرسوم لها في إطار الحفاظ على سيادة العراق، والكشف عن الممارسات التي تمس بتلك السيادة عبر أي تدخل خارجي غير مشروع.

غضب شعبي يشتد على زيارة ممثلة الأمين العام إلى طهران، لبحث شأن داخلي، لا يعني النظام الإيراني في عُرف سيادي تجاوزت مبادئه عمدا، غير آبهة بغضب عراقي، وجدت لها مبررا في بيانها الرسمي الذي جاء فيه:

“هذه الزيارة تأتي تعزيزا لتفويض بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2522 (عام 2020)، والذي يتضمن تيسير الحوار والتعاون الإقليميين، بما في ذلك حول قضايا أمن الحدود والطاقة والتجارة والبيئة والمياه والبنية التحتية والصحة العامة واللاجئين”.

دور لا يقره عرفٌ دبلوماسي، تتولاه بعثة الأمم المتحدة في بغداد، تتخطى الحدود بلا استئذان، وتقرر نيابة عن أصحاب القرار، ولا تعترف بسيادة بلد تؤدي فيه مهمة دبلوماسية، وتستهتر بمشاعر شعبه.

يلقب ثوار انتفاضة الشعب العراقي جينين بلاسخارت بالمرتشية القادرة على خداع مجلس الأمن الدولي في تقاريرها الدورية الخالية من أيِّ مصداقية، فهي تحجب جرائم الميليشيات الموالية لإيران من خطف وقتل وسلب… وتخفي الدور الإيراني التخريبي في العراق بما يتناقض مع القرارات الدولية التي حدَّدت مهامها في تقديم الوقائع بكامل تفاصيلها، ليتسنى للمجتمع الدولي اتخاذ القرارات بشأنها.

تقطع بلاسخارات المسافات الطويلة لتلتقي بالمسؤولين الإيرانيين في طهران، ولا تحرِّك قدميها في محيط مهامها الرسمية نحو مواقع الجرائم التي تُرتكب ضد أبناء الشعب العراقي بيد فصائل خارجة عن القانون ارتبطت بـ”الحرس الثوري الإيراني”، لتُخفي جرم مرتكبيها عن أنظار المجتمع الدولي.

بعثة الأمم المتحدة في ظل قيادة بلاسخارت، أضحى دورها وكأنها سفيرة لدى إيران ترعى مصالح هيمنتها على العراق الذي ترى أزماته برؤية سطحية، وتقدِّم له حلولا “إنشائية” في برنامج غير قابل للتطبيق، تعرضه على المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، هو أشبه برتوش تجمِّل دور السلطات المتنفذة، وتبرِّئها من مسؤولية الكوارث التي تضرب البلاد.

يتساءل العراقيون: لماذا جعلت مبعوثة الأمم المتحدة وجهتها طهران والنجف في أداء مهمتها الدبلوماسية، دون اعتبار لقوى الحراك الشعبي المتواصل في مدن العراق؟

واقعُ بعثة الأمم المتحدة المشبوه في العراق، يدعو مجلس الأمن الدولي إلى عدم الأخذ بتقاريرها الدورية ووضعها في دائرة المحاسبة لما تقدمه من مغالطات تكشف عن خيانة الأمانة في أداء مهمة دولية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ابا القاسم

    هناك محوران متضادان اساسيان بالشرق الاوسط هما :
    1- التحالف اليهودي الصهيوني العربي السني الوهابي الماسوني العربي ( الذي تتزعمه دول الخليج العربي بقيادة بلاد الحرمين السعودية والامارات والبحرين وقطر ...... بمليشياتها السلفية جبهة النصرة وداعش واحرار الشام وكل المرتزقة والقتلة الماجورين ) والامريكي -الاوروبي الصليبي المسيحي .
    2- التحالف الروسي الصيني الايراني الشيعي

  • كمال

    مشكلتها انها لا ترى بالعراق بلدا مستقلا عن ايران . بل انها اقامت لقاءات و علاقات مع عصابات ايران في العراق مثل حزب الله و العصائب .. الخ و هذه العصابات متورطه بقتل الالاف العراقيين و منهم المتظاهرين .
    طبعا تصرفات بلاسخارت المتحيزه لايران لها مقابل بملايين الدولارات و كما يبدو الامين العام للام المتحده ينال حصته و لذلك يسكت عن دورها التخريبي في العراق .