-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دوق ويلينغتون والأمير عبد القادر

باري لوين
  • 1727
  • 5
دوق ويلينغتون والأمير عبد القادر
ح.م
الأمير عبد القادر

في سنة 1815، بعد الفوز بمعركة واترلو، قال الدوق ويلينغتون، وهو من أحسن القادة العسكريين البريطانيين، إن الفوز كان على ساحة الملعب ليتون، وهي مدرسة مشهورة في المملكة المتحدة.
ومؤخرا، تكلم مدير ميكروسوفت، ساتيا ناديلا، عن الدرس الذي تعلمه من رياضة الكريكات كشاب في بلاد الهند “عن القيادة والعمل في الفريق، قيم بقيت معي طوال سيرتي”.
لقد تذكرت أثناء الشتاء، لما شاهدت لبني في مدرسته وهو يلعب رياضة الرغبي، عندما تراكم فوقه كومة شباب كبار ولكنه نهض بنفسه وتابع اللعب. وشاهدته أثناء مباراة الهوكي عندما تلقى ضربة بالعصا على رأسه، مع ذلك تابع وسدد هدفا. حتى لما كان يلعب الكريكات، تذكرت تعليق المؤلف الإيرلاندي بيرنارد شور، مقترحا أن الكريكات ابتكر لإعطاء الإنجليزيين فكرة عن الخلود.
الرياضة تساعد على تأسيس الكفاءات في العمل الجماعي، والتكيف الالتزام والعدل. طبعا، ليس فقط الرياضة التي تعطي شباب اليوم مهاراتهم كبالغين في المستقبل، فالتعليم الصحيح يدرِّس المعرفة الأكاديمية والتقنية، ويزوِّدنا بالإمكانات اللازمة للتوظيف في الحياة. أحسن التعليم لا يدرِّسنا ماذا نفكر؟ بل كيف نفكر؟
ماذا عن تأثير التكنولوجيا؟ هناك نقاشاتٌ عديدة حول تأثير الأتمتة على مكان العمل المستقبلي، فكان صحيحا، في القرن التاسع عشر عندما خشيت اللوداتس أن تكنولوجيا الثورة الصناعية قد تعطل الناس عن العمل. وقبيل معركة واترلو، تأسف الشاعر البريطاني المشهور لورد بايرون، في خطابه الوحيد للبرلمان البريطاني، على الاعتماد على تكنولوجية النسيج قائلا: “رجلٌ واحد قام بعمل عدة رجال، وطرد العمال غير الضروريين”.
من المؤكد أن بعض الناس فقدوا وظائفهم، لكن في الثورة الصناعية التالية، أصبح أغلب الناس أفضل حالا، مضطرين إلى أن يتعوَّدوا ويتعلموا. إضافة إلى أن نظام التعليم يساعدهم على ذلك وعلى تغيير متطلبات التكنولوجيا واقتصاد العالم.
التعليم هو المفتاح الذي يتزايد مع زيادة سرعة التغيير، لهذا السبب تعطي الاستراتيجية الصناعية للمملكة المتحدة أهمية للتعليم؛ وهذا تحدٍّ مشترك، الحافز الذي يجعلنا نتبادل أفضل الخبرات مع الجزائر لأنها هي أيضا تنسِّق نظامها التعليمي لتلبية الحاجات في عالم واقتصاد متغيرين.
لا يقتصر التعليم في المهارات والكفاءات فقط، بل يشمل القيم كالتسامح والاحترام والنزاهة؛ تعلمنا هذه القيم في المدرسة من معلمينا، وطبعا خارج القسم، نتعلمها من قدواتنا، تاريخية وحاضرة. أعطي مثالا عن قدوة من تاريخ الجزائر، الأمير عبد القادر، معروف أنه كان عالما من قبل أن يقود حركة الاستقلال. كان يثير الإعجاب باحترامه حقوق الإنسان، فمثلا، أطلق سراح مجموعة من المساجين الفرنسيين لأنه لم يكن له طعامٌ كاف لهم.
قرأت مؤخرا شعرا لشاعر بريطاني من القرن التاسع عشر وهو ويليام ثاكراي، مجَّد فيه الأمير عبد القادر قائلا: “يتمكن المستشار الحكيم من قول الحقيقة للرجل القوي ،ولفعل هذا عليه ان يكون شجاعا”.
مثل هذه القيم، تقاليده وثقافته، أفادت الجزائر في الماضي وسوف تتواصل في المستقبل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • tokan

    نحن الجزائريون الي الان لم نستوعب شخصيه الامير عيد القادر وحين نحيط بالجوانب الراقيه في هذه الشخصيه ندرك كم كان عضيما هذا الرجل الذي الي الان لا يزال يثير الكثير من ردود الافعال في العالم لقد كان قائدا فذا مجاهدا متمرسا مثقفا الي جانب كونه كان انسانا رقيق المشاعر يكفيه فخرا ان الاحترام جاءه حتي من اعدائه الفرنسيين الذين حاربهم اكثر من خمسه عشر سنه حاربهم بكل ما اوتي من قوه وعزيمه لكنه حاربهم بكل نبل وشهامه هذا الرجل لايمكن ان تفيه حقه ملايين الصفحات رحم الله الامير

  • محمد

    صحيح يا سيادة السفير ، كلا من "دوق ويلينتون" و"الامير عبد القادر" كانا ضحية عائلة آل روتشيلد الإجرامية ، التي مولت الإمبريالية الفرنسية منذ البداية وأمتلكت ديونها وحرضتها على جيرانها ، فنابوليون الذي كانوا يستخدمونه كفزاعة ضد الدول الاوروبية إستعملوه لإسقاط العديد منها في الديون بسبب دفاعهم عن بلدانهم ، ومن بينها بريطانيا التي دفعت ثمن ذلك حريتها ، إذ إضطرت إلى الإقتراض من "نايثان روتشيلد" للحرب وسقطت بعدما تلاعب هذا الأخير بالبورصة بعد حادثة واترلو وأصبح يملك بريطانيا وبنكها المركزي .
    وفي الجزائر حرض جايكوب جايمس روتشيلد نابوليون على غزو الجزائر الذي أعد خطة نفذت في عهد شارل العاشر .

  • يا من تجاهدون بالكذب على الناس

    لا سلام لمن ينافق الرجال بطائفته
    الأمير عبد القادر تقارنوا بعمر المختار هذا دليل على أنك غشيم و متأثر بفيلم عمر المختار الذي هو أصلا من إنتاج غربي أو إنتاج نصراني فهذا يختلف عند طائفتكم فكل من ليس على جهلكم فهو عالم لبد من الإنتقام منه بكل جاهلية و رعونة ، قالك عمر المختار هاهاها الذي لا يموت ليس رجل عندكم أليس كذلك ، أتسائل لماذا لاتزال حياُ إذهب و مت كما مات عمر المختار ماذا تنتظر
    السلفي مكروه من طرف كل البشر حول العالم
    لهذا أخترع لنفسه أكذوبة ثم صدقها
    بل أقاويل !! مثلا - نحن الفئة الناجية ٠ نحن غراباء اخر زمن
    ياو روح موت هنيونا من جهلكم
    أم حسبتم ان ربكم خلق الكون من اجلكم وحدكم

  • عبدالحميدالسلفي

    السلام على من إتبع الهدى.
    أكثر ما يعجبكم في الأمير هو إستسلامه والوقوف إلى جانب النصارى بالشام,وإني لأتساءل لو واصل الجهاد إلى غاية النصر أو الشهادة أمثال المختار أو الخطابي,ما كان لأن يكون موقفكم؟
    عحبا أيها الغربيون تستصحبون الأنانية حتى إلى التاريخ.

  • RG

    أنا أرى بأن الجزائريين اليوم يجدون صعوبة في استيعاب شخصية الأمير عبد القادر ، وخاصتا هناك من يحرص على تمجيد شخصيات أخرى يراها قدوة له ويحاول وضعها في مستوى الأمير عبد القادر ، فالإعلام و المؤرخين زوروا و مجدوا من حقا لا يستحق كل ذلك التمجيد ، وأتضح بأنهم يمجدون من فيه عدوانية ضد الغرب خاصتا !! الأمير عبد القادر واجه مشكل الجهوية من طرف شرق الجزائر وبسبب ذلك ضيع الكثير من الوقت ، فقد حسدوه من دون شك , وهو قبل أن يكون أمير - كان عاشق زمانه عاشق لإبنة عمه عاشق لحياة البدو و يعرف قيمة الإنسان - فقد تذوق طعم الحياة وليس طعم الدماء وليس طعم الكراهية وليس طعم الجاهلية -كان رجل عالمي على طبيعته