-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بونة عاصمة "البوراك" و"البريك" على مدار العام

ديول رمضان تجارة الماكثات بالبيت في عنابة

فيصل. ن
  • 182
  • 0
ديول رمضان تجارة الماكثات بالبيت في عنابة
ح.م

يعتبر بيع اوراق الديول في ولاية عنابة، التي تعتبر عاصمة البوراك أو البريك في شرق البلاد وربما على المستوى الوطني، ليس في شهر رمضان فقط، وإنما بالخصوص في ليالي الصيف، حيث تصبح شواطئ “شابي وسانكلو” تفوحان برائحة البوراك المنطلقة من مختلف المحلات، وهو أيضا طبق أو وصفة غذائية محبوبة في عنابة والتي تؤدي إلى جعل صناعة الديول من الأساسيات التي لا يمكن الاستغناء عنها طيلة السنة، لاستهلاكها من طرف العديد من الشباب والعائلات، لذلك تجدها معروضة للبيع في الأسواق وعلى الطاولات وهي تدرّ مصروفا لا بأس به، لأصحابها ما جعلها مهنة سنوية ومناسباتية للكثيرين، خاصة للنسوة الماكثات في البيت أو حتى العاملات اللواتي دخلن على الخط، رغم كثرة التزاماتهن بالعمل والأسرة، وهو ما تؤكده تصريحات بعضهن.
أوراق الديول التي تصنع في وقت قصير ولا تستدعي مكونات كثيرة عدا الدقيق أو الفرينة، حسب الاختيار أو المزج بينهما، بالإضافة إلى الملح والماء، ولها مكانتها الخاصة جدا خلال رمضان لسهولة تحضيرها وتسويقها في ظل إقبال الكل عليها طيلة الشهر الفضيل، والتسويق أنواع، إما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو الأسواق أو وجها لوجه مع الزبائن الخصوصيين.
ولأن عائداتها مشجعة جدا، فإن هذه التجارة التي صبحت جد مربحة للبطالين والماكثات بالبيت، فبعض من اللواتي التقينا بهن في الأسواق العنابية، لتسليم طلبياتهن إلى التجار من الذين يتكفلون لاحقا بتسويقها، أكدن لنا وجود عائلات تمارسن صناعة الديول، منهن عاملة بإحدى الادارات التي صرحت بأن ما تجنيه في شهر في صناعة الديول يوازي مرتبات ثلاثة أشهر من عملها، حيث تدخر هذا الأخير لمآرب أخرى وتصرف من تجارة بيع الديول في شراء ملابس العيد لأبنائها وبعض مستلزمات البيت وهي تؤكد أنها مرتاحة ماديا، بفضل تلك التجارة، التي تعتمد فيها بمواد جد بسيطة وغير مكلفة أبدا وهي الدقيق والماء والملح وأحيانا ملعقة زيت، وكشفت بأنها هي وزميلتين لها في العمل تمارسن نفس التجارة منذ سنوات في شهر رمضان فقط.
أما عن العاطلات عن العمل والماكثات بالبيت، فتعتبر للكثيرات منهن مصدر رزق وتجارة مربحة لم يستغنين عنها طيلة السنة، خاصة وقد فرجت كربهن كثيرا، وساهمت في إكمال المشوار الدراسي لأبنائهن، وتحسين ظروف عيشهن، مثلما عبرت عن ذلك إحداهن، وهي في عقدها الخامس، قالت بأن زوجها الذي يعمل عند “الناس” بحسب تعبيرها، هو مجرد بطال كما تقول، فقد ساعدته كثيرا ببيع الديول في تربية الأبناء وتوفير متطلباتهم لإكمال دراستهم بالجامعة وهي تحمد الله على تلك النعمة.
ورغم بيع أوراق الديول طيلة السنة إلا أن بيعها في الشهر الفضيل له نكهة الخاصة، ومداخيله الكثيرة والمشجعة كونها مطلوبة بكثرة من الجميع وتتفنن نواعم في تحضيرها، بكل إحساس ممزوج بنفحات إيمانية وبريحة رمضان الكريم كما تسافر الديول جوا وبحرا نحو جاليتنا الجزائرية في الخارج التي لا يحلوا لها إفطار رمضان إلا بالبوراك الجزائري الخالص.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!