ربع الوفيات لدى الحوامل سببها النزيف الدموي المفاجئ

تتعرض المرأة عند الولادة إلى مخاطر صحية كثيرة قد تكون قاتلة، ومن أهمها النزيف الدموي الذي يقف خلف 25 بالمائة من الوفيات لدى الحوامل في الجزائر، حسب ما أعلن عنه البروفسور ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﺷﺎﻓﻲ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻮﻟﻴﺪ ﺑﺎﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﻮﻫﺮﺍﻥ.

واستنادا إلى المتحدث، فإن نزيف الدم لدى الحامل هو أحد أهم الأسباب الرئيسية للموت في الجزائر، كما أن 80 بالمائة من النزيف الذي تتعرض له المرأة عند الولادة يكون غير متوقع ويحدث بشكل مفاجئ. 

وأرجع البروفيسور ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﺷﺎﻓﻲ الأسباب الكامنة وراء الظاهرة إلى أن المرأة لا تقوم بالمتابعة الطبية اللازمة على مستوى المؤسسات الصحية، حيث قال”السبب في وقوع النزيف هو أن كثيرا من النساء لا يتابعن عند الطبيب ولا يردن أن يكن متابعات، ليس بسبب عجز في الهياكل أو المشرفين  والمتابعين”

واستطرد قائلا أن المرأة عندما ترى أن الحمل يسير بشكل جيد تمتنع عن المتابعة ظنّا منها أنّ الخطر غير موجود وهو ما اعتبره خطأ فادحا، حيث قال “هناك خطر في كل مرة تلد المرأة ، لذا نوجه نداء إلى الجميع لإدراك مدى خطورة تجاهل المراقبة الطبية المستمرة، فالوعي مطلوب جدا لحماية حياتهن”. 

وألحّ البروفيسور على ضرورة الحرص الكبير للطبيب المشرف على الولادة والفريق العامل معه لأن “المرأة التي تكون مراقبة جيّدا أثناء فترة العمل والوضع في غرفة الولادة لا تتعرض لأي من هذه الأخطار”.

ونبّه المتحدث إلى النقائص الكبيرة التي تتعرض لها النساء الحوامل في جنوب العمل بسبب نقص التأطير الطبي نتيجة عزوف الأطباء عن الالتحاق بالعمل في الجنوب وتفضيلهن البقاء في المناطق الساحلية. 

وتبقى التوعية والتحسيس الكفيل الوحيد بتقليص كل ما تتعرض له المرأة من مشاكل الولادة والحمل، سيما بالنسبة للمتزوجات حديثا، ذلك أن أمهات المستقبل في حاجة دائمة إلى أن يكن على علم بكل ما يجري من تطورات في المجال الطبي والصحي. 

وفي سياق ذي صلة، تغيرت أطراف معادلة العقم في الجزائر، فبعد أن كانت المسؤولية تقع على عاتق المرأة بنسبة 70 بالمائة تقريبا، تقلّصت اليوم إلى 40 بالمائة تقريبا ليتحمل الرجل مسؤولية 60 بالمائة تقريبا.

وأوضحت دراسة حديثة، تطرقت إلى مخاطر الذبذبات الالكترونية التي يتعرض لها الإنسان، أن 3 رجال من بين 5 تموت حيواناتهم المنوية بسبب تعرضهم لتلك الأجهزة لا سيما الحاسوب الشخصي أو المحمول، وهو ما يتسبب لهم في العقم مستقبلا.

وأوضح البروفيسور ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﺷﺎﻓﻲ أن المرأة كانت مسؤولة عن الإنجاب سابقا وكانت تقع عليها مسؤولية العقم بنسبة 70 بالمائة ومع مرور السنوات تغيرت الأمور وأصبحت المسؤولية مناصفة أي 50 بالمائة لكلا الطرفين لكنها في المدة الأخيرة تغيرت ليتحملها الرجل بأكثر من 60 بالمائة.

ولعل أهم العوامل في ذلك ما عدده المختص بشأن ظاهرة التدخين والكحول والأكل غير السليم وكذا البدانة سيما عند النساء.

وحسب تصريحات المختص ذاته، فإن معرفة أسباب العقم عند الرجل سهلة لأن 

طبيعة الحيوانات المنوية تسهل عملية معرفة أسباب العقم، على عكس ذلك بالنسبة للمرأة بسبب طبيعة الجهاز التناسلي لديها، فأحيانا تعاني بعضهن من تشوهات في جهاز الرحم أو انسداد القنوات أو التهاب داخل المهبل والقنوات.

بالإضافة إلى سن الزواج المتأخر الذي ربما يصعب الحمل، وإن حدث فقد يتسبب في إنجاب يكون الجنين مشوها “مانغولي” أو يعاني مرض “التوحد”.