-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حركة القرآن المجيد

رحلة مع ذي القرنين

أبو جرة سلطاني
  • 1197
  • 0
رحلة مع ذي القرنين

ويسألونك عن ذي القرنيْن: سيرة ذي القرنيْن هي القصّة الخامسة والأخيرة في هذه السّـورة، بعد قصّة أصحاب الكهف، وشيء من قصّة خلق آدم (ع)، وقصّة صاحب الجنّتيْن، وقصّة موسى في صحبة الخضر. جاءت جوابا عن سؤال أراد بعض خصوم الإسلام إحراج الرّسول الخاتم (ص) بطرحه. فنزل الجواب بشيء من سيرة الرّجل الذي طاف المشرق والمغرب وتوقّف بين السدّيْن.

فإذا سُئلتَ عن ذي القرنيْن فأخبر السّائلين أنّ الله (جل جلاله) أمر رسوله (ص) بأنْ يقصّ على السّابقين من خبره ما يذكّرهم بما بين أيديهم من الكتاب. فخصوم الإسلام طرحوا السّؤال عليه مكرًا به والله تولّى تجليّة خبره بكشف ما كان غائبا عنهم، فتلا عليهم رسوله (ص) يقينَ ما يجب العلم به جوابًا على سؤالهم ليقيم عليهم ـ وعلى مشركي كّة ـ الحجّة بأنه رسول الله وأنّ ربّه (جل جلاله) قد أحاط بكلّ شيء علمًا.

ساق صاحب أسباب النّزول القرآني: 266، وابن جرير في تفسير هذه السّورة قولَ قتادة قال: سألت اليهود رسول الله (ص) عن الرّوح فأنزل قوله تعالى: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا” الإسـراء: 85. وعن ذي القرنيْن فنزلت: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا” الكهف: 83، الآيات. فلمّا هاجر رسول الله (ص) إلى المدينة أتاه أحبار اليهود فقالوا: يا محمّد بلغنا عنك أنك تقول: “وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا” الإسـراء: 85، أفتعنينا أمْ قومَك؟ فقال: كُلاّ قد عنيْت. قالوا: ألست تتلو في ما جاءك أنّا قد أوتينا التّوراة وفيها علم كلّ شيء؟ فقال رسول الله (ص): “هي في علم الله سبحانه قليل، ولقد آتاكم الله تعالى ما إنْ عملتم به انتفعتم به”. فقالوا: يا محمّد كيف تزعم هذا وأنت تقول: “يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُواْ الْأَلْبَابِ” البقرة: 269، وكيف يجتمع هذا؟ علمٌ قليل وخيرٌ كثير فأنزل الله تعالى: “وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” لقمان: 27. أ.هـ.

ومثلها في هذه السّورة: “قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا” الكهف: 109. وقبلها جاء ذكر ما سألوه عن خبر ذي القرنيْن فجاءهم الجواب الشّافي وحيًا يُتلى إلى يوم البعث ليظلّ ذكرًا لكلّ مرتاب في مصدر هذا الكتاب القويم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!