الرأي

رحم الله .. “رئيس التحرير”!

قادة بن عمار
  • 1782
  • 3
ح.م
حمدي قنديل

رحم الله الإعلامي المصري حمدي قنديل، فقد كان صوتا للحق، ومنبرا للكلمة الصحيحة والموقف السليم ومحاميا شرسا في الدفاع عن قضايا الأمة!

نقول هذا الكلام ونحن نستغرب بشكل كبير كيف تتم محاسبة حمدي قنديل بناء على موقفه من أحداث بلده مصر، وخصوصا بعد الثورة التي أطاحت بحسني مبارك، فالرجل وإن أخطأ التقدير مرة، أو كانت له وجهة نظر معينة ومختلفة، فهذا لا يبرر محو تاريخه النضالي الشريف ومواقفه الشجاعة والتي كانت مثالا لكل الإعلاميين والسياسيين العرب!

يكفي أن قنديل تعرّض لوقف برنامجه أكثر من مرة، فلم تستطع أيّ قناة تلفزيونية عربية تحمّل نبرة كلامه في الدفاع عن فلسطين وقضايا الأمة العربية والإسلامية، حيث تم وقف برنامجه الشهير “رئيس التحرير” ثم برنامجه الآخر “قلم رصاص” ورغم كل محاولات بعث تلك البرامج في قنوات أخرى إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل، فلا أحد كان بوسعه تحمل أسلوبه وطريقته وشكل نضاله ودرجة صراحته!

يرحل حمدي قنديل وفي حلقه غصّة من الوضع الذي ارتد له العالم العربي، حيث نشهد انتكاسة حقيقية وسقوطا للقيم وانهيارا تاما للمواقف، فلم تعد فلسطين هي البوصلة بل يشهد العالم العربي تطبيعا مع الكيان الصهيوني بشكل كبير، ومعلن، وتستعد الأنظمة لإعلان “صفقة القرن” التي تعني ضمن ما تعنيه تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.

 قد يكون هذا التوقيت المناسب لينسحب حمدي قنديل بهدوء، حيث لم يعد لأمثاله من الرجال الشرفاء مكان تحت الشمس ووسط الرداءة، لكن قنديل خلّف وراءه تاريخا من المواقف الشريفة والنظيفة، يكفي أننا ونحن نشاهد برنامج “رئيس التحرير” أو” قلم رصاص” نكتشف أنه لا شيء تغير بل ما تزال تلك المواقف التي كان يرفضها مستمرة وإن تغير الأشخاص وتبدلت الأسماء وتفاوتت الأماكن!

مقالات ذات صلة