-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رسالة الإبراهيمي لتعيين الشقيري

رسالة الإبراهيمي لتعيين الشقيري
أرشيف
الدكتور جمال يحياوي

أحسن صنعا الدكتور جمال يحياوي إذ ذكّر بأحد كبار مناضلي القضيتين الجزائرية والفلسطينية، فندعو الله أن يكرمه يوم يهين الخونة، وأن يبَيِضَ وجهه يوم تَسْوَدُّ وجوه العملاء، وأن يجزيَهُ الجزاء الأوفى.

هذا المناضل الكبير هو أحمد الشقيري، الفلسطيني المنبت، العروبي الهوى والروح، الذي مثَّلَ المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة في النصف الثاني من الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي.

لقد أشاد الأخ يحياوي بما قدّمه هذا المناضل للقضية الجزائرية، خاصة أن الله – عزّ وجلّ – آتاهُ عقلا مدبرًا، ووهبه لِسَانًا معَبِرًا، وقلما مُحَرِرًا.

لا أعلمُ إن كانت الدولة الجزائرية قد كرّمَت هذا المناضل، فإن كانت قد فعلت فنِعِمَّا ما فعلت، وإنْ لم تفعل فلتبادر إلى تكريمه، ولتطلق اسمه على مؤسسة أو معلم في الجزائر فهو بذلك جدير.

لفت نظري كلمة الأخ جمال المنشورة في جريدة الخبر ليوم (2023/05/14 صفحة 23) أنه سها عن الإشارة إلى أن الذي اقترح على الملك سعود بن عبد العزيز بتعيين الأستاذ الشقيري في الولايات المتحدة الأمريكية إنما هو الإمام الإبراهيمي الذي بعث رسالة إلى الملك سعود في 1955/01/09.

وقد كانت أُذُنُ الملك واعية فعيّنَ الأستاذ الشقيري ممثلا للمملكة السعودية في الأمم المتحدة حتى أعفاه الملك فيصل من هذا المنصب بعد فتنة اليمن في الستينيات.

ومما جاء في رسالة الإبراهيمي للملك سعود “… قرأنا أن سفيركم بواشنطن تكلّم باسم جلالتكم في قضايا الجزائر الدينية والثقافية والسياسية كلاما رسميا قويا واضحا جريئا، عليه نُورُ إيمانكم وعزيمتكم، وعليه سيماء انتصاركم للإسلام والعروبة… اسمحوا لنا – يا صاحب الجلالة – أن نلفت نظر جلالتكم إلى رَجُلَيْنِ مُتخَصِصَيْنِ في الإلمَامِ التّام بشؤون الجزائر وهما الأستاذ أحمد بك الشقيري والأستاذ عبد الرحمان عزّام. فإذا وافق نظركم السامي على أن تُكَلّفوهما أو أحدهما بالاستعداد من الآن لمتابعة قضايا الجزائر والدفاع عنها باسم جلالتكم كعوْن وتعزيز لسفارتكم بواشنطن… ولكم النظر العالي في تفاصيل الموضوع وكيفياته…” (آثار الإمام الإبراهيمي جزء 5، صفحة 51/52).

ومن باب “ليطمئن قلبي” فقد طلبتُ من الأخ الدكتور يحيى بكلي الأستاذ الجزائري في جامعة طيبة بالمدينة المنورة أن يحصُلَ لنا على نُسْخة من رسالة الإمام، ففعل جزاه الله خيرًا.

وتكفي هذه الرسالة لإلقام النابحين الجاحدين لأعمال الإمام الإبراهيمي لفائدة الثورة الجزائرية، وأذكرُ منهم عبد السلام بلعيد الذي كذب – عمْدًا أو جهْلا – فقال إن الإمام الإبراهيمي لم يكتُبْ كلمة واحدة تأييدا للثورة، وانتظر إلى 16 أفريل 1964 لينشُرَ بيانًا ضد السُلطة في ذلك الوقت. فهل يعلمُ بلعيد عن هذه البرقية وجحدها أم لم يعلم لأسباب لا نعلمها، ولا عُذْرَ له في الحالين، لأنه كذب هذه الكذبة بعد ما بلغ من الكبرِ عِتِيًا، واحتل من المناصب أعلاها… وكم كشف الجهلُ المُتعمّدُ عن ضحالة عقولٍ كان الناس يظنون أنها كبيرة، فرحِم الله الإمام الإبراهيمي والملك سعود والمناضل الشقيري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!