-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رسالة رمضان

مارتن روبر
  • 3183
  • 5
رسالة رمضان

كان لي هذه السنة عظيم الشرف أن أذهب إلى مسجد البشير الإبراهيمي في شارع الشهداء لتسجيل رسالة قصيرة أتمنى فيها للجميع رمضان كريم والتي يمكنكم مشاهدتها على صفحة السفارة البريطانية على الفيسبوك www.facebook.com/ukinalgeria. لقد كان من دواعي سروري لقاء الإمام والمؤذن اللذان قدما لي جولة في المسجد.

هذه ثالث سنة لي في الجزائر وأنا أشعر دائما بالدهشة لرؤية الحماس الذي يسبق شهر رمضان، إذ نرى أناسا يقومون بالتسوق والبعض الآخر يشترون أواني جديدة، فالجميع يحضر لموعد عائلي خاص يجمع شملهم حول الشوربة والبوراك، كما أن رمضان فرصة أخرى لإظهار التضامن تجاه المحتاجين.

وكما تعلمون، فإن لبريطانيا علاقة طويلة مع العقيدة الإسلامية وهي واحدة من أكثر البلدان تنوعا ثقافيا في العالم. في الواقع، يمثل المسلمون أكبر أقلية دينية في بريطانيا بحوالي 1.6 مليون مسلم، 50 في المائة منهم ولدوا هناك. كما هناك أيضا 1500 مسجد في المملكة المتحدة، أقيمت للسماح للمسلمين هناك بممارسة عبادتهم.

لذلك، فباسمي ونيابة عن حكومة وشعب المملكة المتحدة، أود أن أتمنى لكم رمضان كريم.

بينما نقترب من الذكرى الأولى لألعاب لندن 2012 الأولمبية وشبه الأولمبية الرائعة، تتجه أفكاري إلى كيفية حفاظ الرياضيين المسلمين على التوازن بين فرض الصيام ومهنتهم كرياضيين ورياضيات، إذ تمكن الرياضيون المسلمون من الجزائر ومن جميع أنحاء العالم من تحقيق إنجازات عظيمة خلال شهر رمضان مع احترام متطلبات عقيدتهم بالتشاور مع أئمتهم.

لقد استمعت صباح اليوم إلى فقرة رائعة على إذاعة بي بي سي العالمية حول كيفية تمكن لاعبي كرة القدم المسلمين في المملكة المتحدة من التمسك بعقيدتهم، بينما يتعاملون مع الضغوطات والتحديات التي يفرضها عليهم، كونهم لاعبي كرة قدم محترفين. في الدوري الإنكليزي الممتاز كان هناك لاعب مسلم واحد فقط عندما انطلق هذا القسم سنة 1992 وهناك الآن أكثر من 40 لاعبا. وهذا راجع جزئيا إلى عولمة كرة القدم وإلى أن كاشفي المواهب أصبحوا ينشرون شبكتهم على نطاق أوسع من أي وقت مضى للبحث عن أفضل لاعبي كرة القدم في العالم. ويعود جزئيا إلى موقف المملكة المتحدة المنفتح لمختلف العقائد والديانات. أما السبب الآخر فهو متعلق بالدوري الممتاز نفسه، إذ أصبح أكثر مراعاة للاحتياجات الدينية والروحية لجميع اللاعبين، بغض النظر عن عقيدتهم.

كانت هناك بعض الأمثلة الرائعة في البرنامج الإذاعي الذي استمعت إليه حول الطرق التي تنتهجها الأندية للتكيف مع لاعبيها المسلمين. على سبيل المثال، تقدم الأندية الآن الطعام الحلال وتوفر مرافق تمكن اللاعبين من الاستحمام بشكل منفصل ومرافق للصلاة، حتى أن تقليد تقديم زجاجة من الشمبانيا للفائزين بلقب “رجل المباراة” قد تغير، حيث أن جميع اللاعبين الذين يفوزون بهذا اللقب الآن يحصلون على كأس صغيرة بدلا من ذلك.

لكن بطبيعة الحال إحدى التحديات التي تواجه مدرب كرة القدم هي كيفية إدارة فريق يصوم فيه العديد من اللاعبين، إقامة لشعائرهم الدينية، خلال شهر رمضان. حيث يصوم بعض اللاعبين كل يوم والبعض الآخر يفطر يوم المباراة ولكل لاعب طريقته في إدارة أدائه. وقد أصبحت الأندية والمسيرين الآن أفضل من أي وقت مضى في مراعاة احتياجات لاعبيهم المسلمين وإجراء التعديلات اللازمة للسماح لهم بتقديم أقصى ما لديهم مع احترام معتقداتهم الدينية والثقافية.

وقد قامت مؤخرا جمعية لاعبي كرة القدم المسلمين http://www.theamf.com  بتحضير شريط وثائقي تلفزيوني رائع مع قناة بي بي سي 1 خصيصا حول هذه المواضيع. كما يتضمن موقع الجمعية أيضا نبذة عن عدلان قديورة  http://www.theamf.com/profiles/footballers/adleneguedioura/ الذي قد يعرفه البعض منكم! أنا أتابع حسابه على تويتر ويسرني أيضا أنه يتابع حسابي هو الآخر(@martynroper)  وقد دعوته لشرب الشاي في إقامة السفارة عند عودته إلى الجزائر. 

بصفتي مشجع كرة قدم، أرى أنه من المذهل كيف تغيرت كرة القدم الإنكليزية على مر السنين التي عشتها وحتى خلال السنوات القليلة الماضية حتى أنني أعتقد أنها قد تصبح نموذجا للأندية الأخرى حول العالم في احترام التنوع الديني والثقافي.

دعوني أغتنم هذه الفرصة مرة أخرى لأتمنى لكم ولأهلكم وكل أحبائهم رمضان كريم وأناشدكم فقط بألا تكثروا من الزلابية وقلب اللوز.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • شريف

    هذا التاكيد تجده في القران الكريم و سنة نبينا محمد - صلى الله عليه و سلم - ولكن في نفس الوقت لايرضى ان يكره على في شيئ مخالف لدينه و اعرافه و بذلك السماحة و القبول بالاخر يجب ان تكون ثنائية الاتجاه لكي تدوم و تنفع. اخيرا شكرا لفتح هذا الموضوع لنقاش و اقامة طيبة بالجزائر التي تحترم الضيف وتنزله منزلته اللائقة. رمضان كريم و مقبول للجميع.

  • شريف

    حقيقة نشكر السفير على هذه التهنئة لكل الجزائريين بحلول شهر رمضان الكريم و نحيي فيه هذه الروح الطيبة اتجاه الجزائريين و الجزائر. اذا حقيقة فهمت نص المقال فهو يدعوا الى روح التسامح و القبول بالاخر كما فعل البريطانيين مع غيرهم من المسلمين المقيمين و المولودين في برطانيا من خلال الترخيص ببناء المساجد و تسهيل الظروف الاحترافية للاعبي كرة القدم. لقد اصبت في رسالتك و اود باسمي الشخصي و اسم كل يوافقني الراي ان اؤكد ان المسلمين يلزمهم الاسلام بان يعاملوا غير المسلم بالسماحة و عدم الاكراه (يتبع...)

  • Benrezkallah

    المملكة دولة عظيمة ومتحضرة ومنظمة جدا وخاصة دولة القانون وعلمت كثيرا من الأمم اللغة وحقوق الإنسان والديمقراطية وثقافة التعايش و هي عضون أساسي في مجلس الأمن ولكن لا أفهمها أحيانا عندما لا تقوم بهذا الدور النبيل تجاه بعض الشعوب أو بعض القضايا ولا تأخذ موقفا حازما وعازما وعلى سبيل المثال الإنقلاب العسكري في مصر
    أما الرياضيون اللذين لا يصومون أيام المقابلات فهاذا محرم في الشرع
    والعبادة أولى من اللعب ومن الممكن إجراء المقابلات في الليل في رمصان وشكرا

  • hichem

    Thank you very much, you are a nice gentleman

  • boualem

    you are a gentleman. thank you for your British sense of humour at the end of your article in regards to zlabiya and galb ellouz, by the way in western Algeria we call it shamiya not galb ellouz.