روائية جزائرية “متشردة” تظفر بجائزة “همسة” الدولية؟؟
كشفت نتائج المسابقة الدولية للرواية “همسة”، التي تحتضنها مصر في طبعتها الثالثة عن مفاجأة من العيار الثقيل، ليس لأن المتوجة بها هي إعلامية جزائرية وإنما الشيء الغريب أن نادية بوخلاط بنت وهران الباهية، نجحت في تدوين روايتها “امرأة من دخان” في الشارع، بحكم أنها طُردت رفقة والدتها من البيت العائلي، فما كان من هذه الأخيرة سوى حمل والدتها والتجول عبر المنازل.. فمرة عند صديقاتها، ومرات عند الأقارب، ومرات أخرى عند الجيران.
وهو ما حمل الروائية النشيطة على تحدي العراقيل والمعضلات لتعانق قلمها وتنطلق في عملية إنتاج العشرات من القصص الحزينة والروايات باللغتين العربية والفرنسية التي تبكي فيها حالها رفقة والدتها الطاعنة في السن. وقد صرحت لـ “الشروق” أن بعضا من أجزاء روايتها التي ظفرت بالمرتبة الأولى من بين العشرات من الروايات العربية كتبتها بمحلات السيبر كافي وأحيانا أخرى خلال جولاتها المتواصلة بين الأحياء والبلديات، بعد أن حرمت البنت ووالدتها من البيت الأسري. وقد كانت صدمة لجنة التحكيم، التي توجت رواية “امرأة من دخان“، كبيرة حين لم تجدو بين الصفوف المتوجة الجزائرية لأنها بكل بساطة لا تملك الإمكانات المادية حتى لتوفير وجبة عشاء فما بالك بضمان مستحقات السفرية نحو جمهورية مصر العربية. وقبل أن تودعنا نادية التي عكست حياتها ومعاناتها عبر الورق ليعرف الناس ما تعانيه، طلبت منا أن نوجه رسالة قوية إلى المسؤولين على الثقافة بالجزائر قائلة: “ارحمونا، أنا ووالدتي، وامنحونا سقفا يؤوينا لأشرّف الجزائر“.