-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

روح الانتصار تهزم اضطراب الانكسار!

روح الانتصار تهزم اضطراب الانكسار!

رغم الجرائم الكبيرة التي ارتكبها، رغم القتل الأعمى والتخريب الهمجي، وكل ذلك التدمير الشامل الذي يقوم به الكيان الصهيوني، بقي خطاب المقاومة يحمل روح النصر، وخطاب العدو الصهيوني يحمل روح الهزيمة والاضطراب والبحث عن وهم نصر لن يتحقق.

لا يمرّ يوم على معركة طوفان الأقصى إلا ويزداد خطاب الفلسطينيين ثباتا رغم كل أشكال المعاناة المادية التي يعرفونها، أما خطاب قادة العدوان الصهيوني فَيتذبذب بين أهدافه المعلنة وغير المعلنة، لا يستطيع تحقيق أيٍّ منها، لا هو قضى على حماس ولا هو حَرَّر الأسرى بالقوة ولا هو تمكَّن من تهجير جماعي لسكان القطاع رغم ما يقوم به من تدمير لكل ما يرمز للحياة أو يُوَفِّر حدا أدنى من العيش.. كل ما بقي له اليوم هو التهديد بمزيد من التخريب والتدمير في رفح لعلَّه يُحقِّق ما عجز عن تحقيقه في شمال غزة ووسطها وجنوبها.. أما ميدانيًّا فالأمر مختلف: مازالت إلى اليوم صواريخ المقاومة قادرة على ضرب محيط عسقلان، ومازالت العمليات الفدائية تُنفَّذ في غلاف غزة تجاه المغتصبين والجنود الصهاينة، ناهيك عن مواجهة جنوده ودباباته من مسافة الصِّفر في ميدان القتال… أما الضفة الغربية فمازالت تقاوم بكل الوسائل، بل إن الأسرى الفلسطينيين مازالوا من داخل السجون الصهيونية يُعزِّزون موقف المقاومة بصبرهم وصمودهم ودعوتهم إلى مزيد من مقارعة العدو.. كل هذا إذا أضفنا إليه ثبات موقف جبهات المقاومة الأخرى في اليمن والعراق ولبنان التي باتت تقدِّم نفسها بشكل واضح ورقة ضغط وتفاوض في يد حماس، تُصعِّد حيث ينبغي التصعيد، وتتوقف عندما تقبل غزة بالهدنة أو تقرِّر ذلك، كما هو حال الجيش اليمني وحزب الله في لبنان وفصائل المقاومة في العراق، التي ربطت أفعالها جميعا بتطوُّر الأوضاع في غزة، في دلالة واضحة أنها باتت جبهة واحدة وإن اختلفت الساحات…

هذا الواقعُ جعل الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسّام “أبو عبيدة” في تصريحه الأخير يوم الجمعة يؤكد ثلاث مسائل أساسية:

ـ الأولى: “أن الطوفان غيّر وسيُغيِّر وجه المنطقة، وأنه كَتَبَ بداية النهاية لأطول احتلال عرفه التاريخ  المعاصر”.

ـ الثانية: “أن الطوفان لن يهدأ”، بل هو “يتشكل أكثر فأكثر” لـ”يُزيل الظلم والعدوان عن الأقصى ويكون نقطة فاصلة في تاريخ أمتنا…”.

ـ الثالثة: أن مجاهدي القسَّام يُكبِّدون العدو خسائر غير مسبوقة في الأرواح والعتاد و”سيواصلون ذلك” وقد أوصلوه إلى حالة من الارتباك كبيرة جعلته يقتل ويُدمِّر كل شيء بما في ذلك قتل أسراه..

وهي مسائل -على خلاف ما كان مُتوَقَّعا- تدلُّ على أن الذين هم في الميدان مازالوا قادرين -على حد تعبير الناطق الرسمي- على تحقيق الانتصار “في المستقبل القريب والبعيد”، بما يعني أن لا مجال للاستسلام أو القبُول بشروط العدو…

بالمقابل، تجد تلويح العدو الصهيوني بالهجوم على مدينة رفح قبل شهر رمضان، إذا لم تقبل المقاومة الشروط الصهيونية، تدلُّ في عمقها على أنه يشعر بنفاد الوقت لديه، وبأن هذا الشهر الفضيل الذي يُفتَرَض أن تزداد فيه الظروف قسوة على الفلسطينيين ويَضعف موقفُهم التفاوضي، سيكون شهرَ التصعيد، خاصة في الضفة الغربية وفي جبهات المقاومة الأخرى في اليمن ولبنان والعراق… وهي كلها علامات دالة على أن الاتجاه العام في المنطقة قد تَحوَّل منذ معركة طوفان الأقصى نحو تحقيق الاقتراب من نقطة تحقيق النصر أكثر فأكثر بالنسبة للمقاومة، والاقتراب من نقطة الوصول إلى الهزيمة بالنسبة للكيان، وذلك ما يُفسِّر هذه الروح المنتصرة التي تظهر لدى المقاومة وذلك الاضطراب المنكسر لدى الصهاينة برغم حجم التخريب والتدمير والجرائم التي يقترفونها كل يوم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!