الرأي

ريفكا.. النموذج!

رشيد ولد بوسيافة
  • 2287
  • 10
ح.م

تغريدة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي حول الشاب الظاهرة “ريفقا” الذي استطاع جمع 10 آلاف شاب في حفلة عيد ميلاده تؤكد مرة أخرى أننا نعيش أزمة أخلاقية عنوانها انهيار قيم العمل والاجتهاد والتفوُّق وبروز قيم الكسل والخمول والابتذال وبيع الخصوصيات على مواقع التواصل الاجتماعي.

“لا يمكن إلا أن نبدي كل الإعجاب بالشاب “ريفكا” الذي نجح في استقطاب الآلاف من شباب الجزائر الذين قاسموه فرحة عيد ميلاده”، بهذه العبارات تبنى وزير الثقافة قضية “ريفكا” التي هزَّت الرأي العام وفتحت نقاشا عاما حول فشل مؤسسات الدولة ومعها الأحزاب والمنظمات في تعبئة الشارع، فيما نجح شابٌّ معدوم في ذلك بمجرد تغريدة في مواقع التواصل الاجتماعي.

والسؤال المطروح: ما القيم التي يحملها هذا الشاب وأثارت اهتمام وزير الثقافة لعلها تُعمَّم على كل الشباب؟ وهل تابع الوزير فيديوهات هذا الشاب التي صنع بها الشعبية؟ وما موقف الوزير ممن يرمي نفسه في شاحنة قمامة من أجل تحدٍّ تافه يكسب من خلاله 2000 دينار، أو يبذر مبلغا أعطته إياه والدته في جولة مع صديقته!

ليس ذما في هذا الشاب اليافع فأخطاؤه ليست كارثة، ولكن أن يتم تقديمه لنا على أساس أنه “نموذج الشاب الناجح” من طرف عضو في الحكومة فهي الكارثة الحقيقية، والأغرب من ذلك أن الوزير لم يتفاعل مع الكثير من الحالات المشرِّفة لشبان تفوقوا في دراستهم وانتزعوا اعترافا دوليا، وتركوا انطباعا رائعا لدى العالم عن الشباب الجزائري المثابر، والأمثلة كثيرة ليس بطل نجوم العلوم محمد دومير أولها، ولا بطل تحدي القراءة العربي الطفل محمد جلود آخرها.

أما أولئك الذين حرَّموا انتقاد ظاهرة “ريفكا” وهاجموا كل من يقول إن التفاف الناس على شخص يبث خصوصياته ويومياته على موقع “سناب شات” مظهر تخلُّف لا مظهر تطوُّر وتقدُّم، فنقول لهم: إن الظاهرة هي تعبيرٌ صادق على حالة الإخفاق المسجَّلة في كل المجالات بما فيها المجال السياسي، وإن دراسة الظاهرة واجبٌ للخروج من هذه الحالة التي تجعل الشباب يلتف حول القضايا التافهة، ويُعلي من شأن أشخاص لا يحملون قيما مفيدة للمجتمع، والدليل ما يحدث مع نوع من المطربين الذين لا يمكن تصنيفهم إناثا أو ذكورا، لكن أقلهم شأنا بإمكانه أن يجمع مئات الآلاف في مكان ووقت واحد وليس عشرة آلاف فقط كما فعل ريفكا!

مقالات ذات صلة