-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نورة حمدي تفضح عرقلة اندماج المهاجرين في المجتمع الفرنسي وتؤكد:

رُفض تمويل فيلمي في فرنسا لأنه يقدم صورة إيجابية عن العرب

زهية منصر
  • 1063
  • 0
رُفض تمويل فيلمي في فرنسا لأنه يقدم صورة إيجابية عن العرب

في إطار عروض الدورة 6 لمهرجان أدب وسينما المرأة، بسعيدة، قدمت الكاتبة والمخرجة، نورة حمدي، العرض الأول في الجزائر، لفيلمها “لون في اليدين”، وهو العمل المقتبس من روايتها التي تحمل نفس العنوان.

تنطلق نورة حمدي من تجربتها الشخصية كامرأة تنحدر من أبوين مهاجرين، لتفضح زيف المجتمع الفرنسي الذي يدعي الحرية وقبول الآخر، بينما يضع العقبات في طريق اندماج المهاجرين، وخاصة إذا كانوا عربا، بل وترفض فرنسا تقبل الجمع بين الذكاء والثقافة وبين العربي، فالعربي لا يمكن إلا أن يكون سلبيا ومتخلفا.

يروي الفيلم الذي شاهده جمهور سعيدة بقاعة دنيا زاد في إطار فعاليات المهرجان، قصة الشابة ياسمين التي كانت في عمر ستة أشهر عندما توفي والداها في هجمات إرهابية نفذها متطرفون في التسعينات بالجزائر. ياسمين كفلها عمها وأخذها للعيش معه في فرنسا.. الألم يمنع العم من الحديث عن المأساة.

لا توجد حرية إبداع في فرنسا وهي لا تمول غير الأفلام التي تسيء إلينا

في طفولتها، لجأت ياسمين إلى رسوماتها وعاشت مع ثقب أسود. إنها لا تعرف ماضيها. عندما تكبر، تشعر بأنها مختلفة وتسعى للبحث عن حقيقتها. بعد المراهقة، دخلت ياسمين مدرسة الفنون سرا. كانت تبلغ من العمر 20 عامًا، عندما اكتشف عمها رسوماتها، وسيفعل أي شيء لثنيها عن حلمها في أن تصبح رسامة. العائلة لا تأتي على ذكر خلفية هذا القرار، فهم يعتقدون أن ذلك مستحيل، وأنها لن تنجح أبدًا. لكن ياسمين تريد أن تثبت خطأهم فتقرر الشابة مغادرة بيت عمها، حيث عاشت، وتنتقل للعيش في باريس، وتلتقي براشيل، وكيلة العقارات التي تعرض عليها أستوديو، بشرط أن تغير هويتها، وتتخلى عن اسمها، وتستبدله باسم فرنسي. الوكيلة العقارية تقول لها إن هذا أمر بسيط، مجرد استبدال اسم بآخر، وإنها في النهاية تفعل ذلك من أجل اندماجها. ومع ذلك، مع مرور الوقت، فإن هذا التغيير في الهوية يزعجها.

ولكي تنسى هذا الصراع، ألقت ياسمين بنفسها في الرسم، وابتكرت لوحاتها الأولى، وعاشت مع إليز، صديقة طفولتها، وخرجت مع بينوا، رسام الجرافيك، واكتشفت الحياة الباريسية. أخيرًا، أصبحت جاهزة للعرض، وعندما تقدم عملها، فإنها تواجه واقع البيئة النخبوية. ثم تسلك طريقًا آخر، وببطء، يأتي الفن إليها. تصل المعارض الجماعية الأولى، وتتبع ورش العمل الأولى بعضها البعض، وتتطور لوحاتها إلى نوع عالمي، وأخيرًا، تلتقي بسيرج، صاحب “غاليري” مشهور يقدم لها المعرض الأول. لكن، عندما تعلن نجاحها، يستسلم العم للقدر، فيكشف لها ماضيها، ويخبرها بأن والديها، اللذين كان معجبًا بهما، قُتلا على يد متطرفين إسلاميين لأنهما كانا رسامين.

وأوضحت المخرجة على هامش عرض عملها، أنها أرادت عبر هذا العمل التصدي والرد على أطروحات العنصرية، مثل تلك التي يروج لها إريك زمور، واعتبرت عملها كنوع من الاحتجاج والوقوف في وجه التراجع الذي يعرفه اندماج المهاجرين وسط ارتفاع نسبة العنصرية في المجتمع الفرنسي.

وقالت المخرجة إنها واجهت عقبات كبيرة في سبيل إخراج هذا الفيلم، لأن الجهات الرسمية هناك رفضت تمويل هذا العمل الذي لا يسير في خط الأعمال التي تمولها فرنسا، وهي الأعمال التي تركز على كل ما هو سلبي في حياة المهاجرين. ولا يمكن أن تقبل في فرنسا الأعمال التي تجمع بين العربي وبين الثقافة والذكاء، حيث تشير المخرجة في هذا الصدد: “أول ما قيل لي عندما قدمت هذا المشروع هذه القصة يستحيل أن توجد وعندما أخبرتهم أنها قصتي بشكل ما وحدثت لي فعلا رفضوا التمويل وكان علي قيادة معركة من أجل الحصول على تمويل مستقل، وعلي أن أناضل من أجل أن يخرج هذا العمل للقاعات، لأن الموزعين حتما لن يستهويهم عمل يروي قصة إيجابية عن مهاجرة تسعى لإثبات نفسها.

وتؤكد نورة حمدي أن مسائل الاندماج لا تزال مطروحة بشكل كبير في المجتمع الفرنسي، لأن ثمة ما يعيق اندماج الأجيال الجديدة من الشباب وفرنسا تعيق أيضا وتتنصل من تمويل الأعمال التي تصور المهاجرين بشكل إيجابي.

ونفت المتحدثة وجود حرية الإبداع هناك، لأنه وبمجرد ما يمنح لك التمويل، تفرض عليك أشياء. هناك مواضيع محددة يتم تمويها وجميعها تشترك في نقطة واحدة وهي إظهار المهاجرين بشكل سلبي. وتقول حمدي إنها سعت وتسعى لتكسير هذا “الكود” و”الصورة النمطية” وتعمل على إخراج أفلام تقدم المهاجرين في صورة ناجحة وإيجابية. هذا صعب في فرنسا. “أنا جزائرية لا يمكنني التخلص من جزائريتي. لا يمكن أن أصبح جاكلين مثلا، رغم أنه اسم جميل، لكنه ليس أنا ولا يعبر عن جذوري.. الأمر ليس سهلا تماما، لأن أول سؤال يطرح عليك في فرنسا: “أنت من أين؟” لكن يتعين علينا أن نناضل دوما بشكل إيجابي وعدم الاستسلام للأمر الواقع تقول المخرجة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!