جواهر
رغم معارضة الأهل

زوجات بشهادات عليا وأزواج دون مستوى تعليمي

سمية سعادة
  • 7202
  • 17

عادة ما تنفق المرأة سنوات طويلة من عمرها في انتظار شريك الحياة المناسب لمستواها التعليمي، وعندما يقترب قطار الزواج من محطاته الأخيرة، تتخلى عن هذا الشرط وتواصل الرحلة من دونه.

ورغم أن بعض الدراسات أشارت إلى أنّ الزيجات التي يفوق فيها مستوى تعليم المرأة مستوى تعليم الرجل، أقل استقرارا من الزيجات التي يفوق فيها مستوى تعليم الرجل مستوى تعليم المرأة، إلا أن الأولوية بالنسبة لهؤلاء المتعلمات تكون للاستقرار النفسي والأسري طالما أن العلم والشهادات العليا لا تقيم بيوتا، حسب آرائهن.

أم محمد أشرف، هي واحدة من المتعلمات اللواتي استطعن أن يضعن حدا فاصلا بين مستواهن العلمي وحياتهن الأسرية التي تحقق فيها الاستقرار والمودة والسكينة.

فرغم أنها أنهت دراستها الجامعية، بينما زوجها بنّاء، إلا أنها تقول إن مهنة الزوج ليست معيارا للسعادة الزوجية، فيكفي أنه متدين وذو أخلاق عالية وهذا ما جعلها تحمد الله لأنها ارتبطت به.

في نفس السياق، تقول خديجة عن زوجة خال زوجها، إنها لم تر زوجين سعيدين مثلهما، رغم أن الزوجة حائزة على شهادة الدكتوراه، أما الزوج فيعمل في مجال “جبس البناء”.

ورغم أن أسيل، معلمة في المستوى الابتدائي، وافقت على الارتباط من “طبّاخ” في المستشفى، إلا أنها اكتشفت فيما بعد أنه يقوم بنفسه بتقديم الوجبات للطبيبات والممرضات، بعدما كانت تعتقد أنه يطبخ فقط، ما جعلها قلقة من أن تكتشف بعض صديقاتها اللواتي يعملن في المستشفى أن خطبيها “طبّاخ”.

ومن شدة إحراجها من هذا الموضوع، تقول أسيل، إنه كلما سألت عن مهنة خطيبها، قالت إنه ممرض، وقد وصل بها الأمر إلى التفكير في إنهاء العلاقة خوفا من أن يؤثر هذا الأمر على حياتها فيما بعد.

كما وجدت أستاذة جامعية، تحفظت عن ذكر اسمها، نفسها تحت ضغط الأهل الذين أنحوا عليها باللائمة لكونها وافقت على الارتباط ببنّاء تقدم لخطبتها في إطار تقليدي، بينما تشغل هي منصبا عاليا في الجامعة، حيث حذروها من أن عدم التوافق العلمي والثقافي بينهما سيكون سببا في فشل الزواج.

وتبدو هذه الأستاذة الجامعية متمسكة بهذا الرجل الذي تقول إن أهلها سألوا عنه وتبيّن لهم أنه إنسان طيب وسيرته حسنة، إلاّ أنهم لا يتوانون في التفتيش عن عيوب له، على غرار الفارق الكبير بينهما في الطول.

يركز المعارضون للزيجات التي تفتقر للتوافق العلمي والثقافي على عدة جوانب يعتبرونها سببا رئيسا في فشل العلاقة الزوجية، من بين هذه الأسباب، اختلاف القناعات وطرق التفكير لكليهما ما يجعلهما في صدام دائم.

غير أن الواقع يؤكد أن الزيجات التي يكون طرفاها زوجان مثقفان ويعملان في نفس الاختصاص يعانيان من مشاكل وخلافات كثيرا ما تنتهي بالطلاق.

لذلك علينا أن نقرّ أن هذا الزيجات لا تخضع لقانون واحد، ولا تحكمها عوامل معينة، بل الأمور فيها تبقى نسبية وتخضع في الأول والأخير إلى مدى التفاهم والانسجام بين الزوجين.

مقالات ذات صلة