-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
آجال جديدة إثر اتصال من ماكرون تبدد إشاعات اليمين المتطرف

زيارة الرئيس تبون إلى فرنسا خلال نصف جوان الثاني

محمد مسلم
  • 3850
  • 0
زيارة الرئيس تبون إلى فرنسا خلال نصف جوان الثاني
أرشيف

مثل ما كان متوقعا، تواصل الأحد الرئيسان عبد المجيد تبون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر الهاتف، وكان عنوان هذا الاتصال ضبط موعد جديد للزيارة المؤجلة للرئيس تبون إلى فرنسا، كما سبق وأشارت “الشروق اليومي” في عددها ليوم الأحد، نقلا عن صحيفة “لوموند” الفرنسية.
وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية منشورا على حسابها في فيسبوك: “تلقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اليوم (الأحد) مكالمة هاتفية من رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، قدم له فيها وللشعب الجزائري تهانيه بمناسبة عيد الفطر”.
ووفق ما جاء في البيان فإن موعد الزيارة سيكون في النصف الثاني من شهر جوان المقبل: “تطرق الرئيسان إلى العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما في ذلك زيارة الدولة للرئيس تبون إلى فرنسا، واتفقا على النصف الثاني من شهر جوان المقبل موعدا لهذه الزيارة، حيث العمل جارٍ ومتواصل من فريقي البلدين لإنجاحها”.
وكانت الأمينة العامة لوزارة الخارجية الفرنسية، آن ماري ديسكوت، قد حلت بالجزائر الأسبوع المنصرم على رأس وفد من مستشاريها لتحضير الزيارة المرتقبة للرئيس تبون، والتي كانت مقررة ما بين الثاني والخامس من شهر ماي الداخل، حسب تسريبات غير مشفوعة ببيان رسمي، غير أنه وبعد يومين من تلك الزيارة، خرجت صحيفة “لوفيغارو” المعروفة بارتباطاتها اليمينية، لتؤكد تأجيل الزيارة إلى موعد غير مسمى.
ثم لم تلبث أن خرجت هذه المؤسسة الإعلامية اليمينية، عبر ذراعها “مجلة لوفيغارو”، بمقال آخر يوم الجمعة، هاجمت فيه الرئيس الفرنسي في تحقيق جاء تحت عنوان “فرنسا ـ الجزائر: عمى إيمانويل ماكرون”، واصفة إياه وفريقه الدبلوماسي بقليلي الخبرة “ويتعين عليه أن يتسلح بالزاد”، كما هاجمت المجلة التقارب الجزائري الفرنسي، معتبرة “إلغاء” الزيارة “نكسة أخرى في علاقة ثنائية مبنية على مبدأ الثنائي المستحيل”.
وعلى الرغم من أن الزيارة لم تلغ وإنما تم منذ البداية تأجيلها فقط، إلا أن المجلة وظفت كلمة “إلغاء”، ما يؤشر على أن الأوساط اليمينية في فرنسا تحاول التأثير على زيارة الرئيس تبون إلى فرنسا وذلك بالعمل على إفشالها، إذ يعتبر اليمين الفرنسي بشقيه المتطرف والتقليدي، من ألد أعداء الجزائر.
ويأتي على رأس الأحزاب اليمينية المعادية للجزائر، “الجبهة الوطنية” سابقا بزعامة ماري لوبان و”التجمع الوطني” حاليا، بقيادة ابنته مارين لوبان، ثم جوردان بارديلا، وقد أنشئ هذا الحزب بإيديولوجية عدوانية تجاه الجزائر، موروثة من الحقبة الاستعمارية، فالمؤسس الأول متورط في التعذيب في الجزائر، وفق تحقيق أنجزته الصحفية السابقة بيومية “لوموند”، فلورونس بوجي، في عام 2002، وحاول لوبان الأب التنصل من تلك الفظائع.
وبات واضحا أن زيارة الرئيس تبون إلى فرنسا يتجاذبها طرفان، الأول معارض ويتمثل في اليمين واليمين المتطرف، أما الطرف الثاني فهو الجناح الداعم للرئيس الفرنسي، وهم في عمومهم يساريون غير تقليديين، أي قريبون من اليمين، ويمثل هذه الأوساط صحيفة “لوموند”، التي كانت السباقة لتسريب موعد المكالمة بين الرئيسين تبون ونظيره الفرنسي، مع بعض التفاصيل عن الزيارة المؤجلة.
وسبق للرئيس الفرنسي أن اشتكى من وجود أوساط، لم يسمها، قال إنها تحاول ضرب تقاربه مع الجزائر، وذلك بعد الأزمة التي فجرتها قضية تهريب أطراف فرنسية، وفق الرواية الرسمية الجزائرية، للرعية أميرة بوراوي المطلوبة للعدالة في الجزائر، عبر التراب التونسي، والتي تسببت كما هو معلوم في استدعاء الجزائر لسفيرها في باريس، سعيد موسي في فبراير المنصرم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!