-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

زيارة كارتر ليست شخصية!!

صالح عوض
  • 6886
  • 0
زيارة كارتر ليست شخصية!!

أحس الإسرائيليون بخطورة زيارة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر إلى المنطقة ومقابلته لقادة حركة حماس..الإسرائيليون يدركون تماما أن هذا السلوك ليس مزاجا شخصيا يعبر عنه الرئيس الأمريكي الأسبق..ولم يشفع لكارتر انه حقق لإسرائيل سلاما وصلحا مع أكبر دولة عربية دونما مساس بالجغرافيا محل الصراع والتنازع..لم يشفع له ذلك فتخلت أجهزة الأمن الإسرائيلية عن مرافقته وأبلغت مسؤولي المخابرات المركزية انه سيكون غير محمي من قبل الشين بيت كما منعته إسرائيل من دخول غزة.ماذا أراد أن يقول كارتر؟ لماذا يجيء هذا الرئيس النشيط إلى رام الله الآن ليضع إكليلا من الورد على ضريح ياسر عرفات الذي قتل مسموما من قبل إسرائيل وبإشراف أمريكي.. ثم يلتقي وزير التعليم بحكومة حماس السابقة ويوجه دعوة للقياديين البارزين الزهار وصيام للقائهما في القاهرة التي كان من الصعب عليهما أن يدخلاها في هذه الآونة التي يشتد فيها التجاذب بين الطرفين..إن أول ما يمكن استنتاجه من هذه الجولة انتصار غزة وعدم ركوعها وكذلك عدم القدرة على إزالة حماس من المسرح السياسي بعد حصار دام هذه الأشهر الطويلة..كما تشير هذه الجولة إلى إعادة الاعتبار لمشاعر الشعب الفلسطيني والذي شاهد كيف تقود أمريكا حملة واسعة ضد زعيمه ياسر عرفات ومن ثم قتله بعد أن حاصرته في مكتبه سنوات قاسية..أراد الرئيس الأمريكي أن يقول: لقد اكتشفنا كذب التقارير التي ضللتنا عن مدى تعبير ياسر عرفات عن موقف شعبه في رفضه للضغوط بكامب ديفد وإصراره على ثوابت القضية الفلسطينية.. ويكون الأمريكان وبالذات الديمقراطيين قد وضعوا خطة لاستعادة زمام القدرة على المبادرة بعد ان قاد بوش الموقف الأمريكي إلى الصراع ضد تفصيلات الحياة التي تعيشها الأمة.زيارة كارتر هي ممهد سياسي كبير لعهدة الديمقراطيين للدورة القادمة المحتملة .. وهي محاولة لاحتواء الموقف واستعادة أمريكا لدورها الفاعل على الجانبين.. وهنا لا يغيب عن البال لحظة أن طروحات الديمقراطيين حول التسوية قد دخلت الثلاجة بمجيء الجمهوريين للبيت الأبيض، حيث استبدل  هؤلاء أطروحات أولئك برؤية ومؤتمر دولي وزيارات مكوكية لم تفلح في انجاز خطة للتعامل مع الأطراف المتصارعة.الإسرائيليون وبعض العرب استاؤوا من إصرار الرئيس الأمريكي الأسبق على زيارة غزة ومقابلة قيادة حماس ورأوا فيه كسرا للحصار الدولي عن حماس وإفقاد الدفع الإسرائيلي والأمريكي قوته.. وهكذا تكون خسارة كبيرة لحقت بالمراهنات على مواقف الأمريكان الحاليين والإسرائيليين الحاليين!!!

لكن من المفيد التأكيد أن الحاوي الاستعماري سيستخدم كل الوسائل من أجل إنهاء حقنا فلما لم ينجح بوش المجرم العنيف الإرهابي بعثوا لنا بكارتر الداهية وصانع السلام الاستراتيجي لإسرائيل..انه فصل جديد من المسرحية ولعل المقاومين لن ينخدعوا بأوراق الحاوي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!