-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
توقيع خمس اتفاقيات وإعلان الجزائر لـ"شراكة متجددة"... الرئيس تبون:

زيارة ماكرون صنعت التقارب بوضع الأمور في نصابها

أسماء بهلولي
  • 4024
  • 0
زيارة ماكرون صنعت التقارب بوضع الأمور في نصابها
ح.م

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، السبت بالجزائر العاصمة، ان الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، إلى الجزائر والتي دامت ثلاثة أيام، كانت “ناجحة جدا”، و”وضعت كثيرا من الأمور في نصابها”.

وصرح الرئيس تبون للصحافة عقب التوقيع على “اعلان الجزائر من اجل شراكة متجددة” بين الجزائر فرنسا، “انها زيارة ممتازة وضرورية ومفيدة للعلاقة بين البلدين، ومن وجهة نظري فإنها زيارة ناجحة جدا وضعت كثيرا من الأمور في نصابها”.

وقد أدلى رئيس الجمهورية بهذا التصريح بالقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين الدولي، بحضور الرئيس ماكرون ووفدي البلدين.

وتابع الرئيس تبون قائلا: “أن زيارة الرئيس الفرنسي قد سمحت بتقارب لم يكن ممكنا لو لم تكن هناك شخصية الرئيس ماكرون نفسه”.

وأنهى الرئيس ماكرون، بعد ظهر السبت، زيارته الرسمية إلى الجزائر التي دامت ثلاثة أيام، حيث كان الرئيس تبون في توديعه لدى مغادرته مطار هواري بومدين الدولي، بعد ما التقى خلالها بأكبر المسؤولين في الدولة، إلا أن حقيبته بدت خاوية حسب عارفين بالشأن السياسي، حيث اكتفى بتوقيع بضعة اتفاقيات شكلية بالقاعة الشرفية، لم ترق إلى مشاريع ضخمة، مثلما كان يتوقّعه الطرف الفرنسي، في حين استفادت الجزائر من إعادة ترتيب أوراقها مع باريس، وحصر أولوياتها للمرحلة المقبلة، وتجديد عقد الشراكة وفق مبدأ الاحترام والتوازن.

وتأكد جليّا أن المسؤول الأول عن قصر الاليزيه فهم الرسالة التي تفيد بأن إقامة شراكة استثنائية شاملة بين البلدين لن تكون بدون تحقيق مبدأ الاحترام والثقة وتوازن المصالح، وهي خطوط حمراء سبق لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وأن أشار إليها خلال اللقاء المشترك الذي جمع الرئيسين، واصفا إياها بأساسيات تطوير العلاقات بين الدولتين مستقبلا.

وفي سياق ظروف استثنائية يعيشها العالم، أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية والتغيرات التي تشهدها منطقة الساحل، فإنّ الموقف الجزائري يعدّ صاحب الكفة الأثقل في ميزان الزيارة، حسب ما يراه المحلل السياسي إسماعيل دبش، باعتبار أن مسؤولي فرنسا يزورون الجزائر وموقفهم السياسي مهتز، خلافا لما كانت عليه العلاقات بين البلدين سابقا، حيث كان الثقل الفرنسي يفرض نفسه في بعض الملفات.

وأبرز دليل على ذلك، يقول دبش، تهرّب ماكرون من الرد على أسئلة الصحفيين حول بعض القضايا الداخلية التي تهم الجزائر، لاسيما وأن فرنسا تعودت في وقت سابق على حشر أنفها في مسائلنا الداخلية، قائلا: “فرنسا تعي اليوم أن الجزائر لها بدائل أخرى سواء داخل الاتحاد الأوروبي أو خارجه ما بات يهدد وجودها في بلادنا.. وماكرون فهم الرسالة جيدا”، ليضيف “الأفضلية الفرنسية في الجزائر تراجعت وهذه الزيارة ستكون فرصة لإعادة الحسابات ومحاولة لتكييفها مع المطالب والمصلحة الجديدة للبلدين”.

ومن بين النقاط التي أثقلت الكفة لصالح الجزائر في زيارة ماكرون الثانية، هي سعي فرنسا ومسؤوليها لإعادة ترتيب أوراقهم مع الجزائر في محاولة لولوج إفريقيا بعد ما تشوهت سمعة فرنسا في بعض الدول، على غرار مالي وتشاد وليبيا، فثقل الفرنسيين في هذه المناطق تراجع وأصبح لدى مسؤولي الإليزيه على يقين بأن العودة إلى هذه الدول لن يكون من دون العبور عبر بوابة الجزائر.

بالمقابل، يرى الخبير في تصريحه لـ”الشروق” أن الطرف الفرنسي هو الأخير استغل الزيارة لإعادة فتح مجال الحوار حول الملفات العالقة بين البلدين، وبعيدا عن ملف الذاكرة، عقد لقاءات موسعة مع مسؤولي الجزائر حول القضايا ذات الصلة بالتأشيرة والرعايا المتواجدين في السجون الفرنسية وملف الهجرة، إضافة إلى أهم ملف والمتعلق بقضية الطاقة والمعادن النادرة.

من جانبه، يرى المحلل السياسي، عبد الرزاق صاغور، أن زيارة ماكرون الثانية للجزائر، والتي كانت تحت وقع هتافات “وان، تو، ثري… فيفا الجيريا”، على عكس ما كان عليه الأمر سابقا، صبت في محورين أساسيين، أولهما أن فرنسا اليوم تبحث من خلال زيارة مسؤوليها للجزائر عن ورقة جديدة في إفريقيا بعد ما وجدت نفسها في موقف لا تحسد عليه بظهور قوى أخرى أزاحتها من القارة السمراء.

وأضاف صاغور في تصريح لـ”الشروق” أن فرنسا وجدت نفسها وحيدة، وبالتالي بات من الضروري العودة الى الجزائر بعد فترة الجمود التي شهدتها العلاقات في أعقاب تصريحات ماكرون المسيئة لذاكرة الشعب الجزائري، مشيرا أن هذه الزيارة وضعت الجزائر في أريحية من أمرها ومنحتها دفعا جديدا للدبلوماسية، لاسيما بعد الاضطرابات التي عرفتها العلاقات الجزائرية الاسبانية مؤخرا، فضلا عن صراعها مع المغرب، قائلا: “فرنسا قوة في أوروبا وعنصر مهم، وبعث العلاقات من جديد مع الجزائر انتصار جديد للدبلوماسية الجزائرية”.

وفيما يخص الملفات والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين، توقع – محدثنا – أن يرفع الستار عنها خلال الأيام المقبلة، مشيرا أن عدة ملفات لم يتم الكشف عنها خاصة في الجانب الأمني، على اعتبار أنها أول زيارة يتم خلالها عقد لقاء أمني عالي المستوى بحضور المصالح الأمنية للبلدين، على حد تعبيره.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!