-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

زينا القرآن بأصواتنا؛فلنزينه بأعمالنا

زينا القرآن بأصواتنا؛فلنزينه بأعمالنا

أكرمنا الله – وهو الأكرم – فبلّغنا رمضان، ونسأله – عز وجل – أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يمن علينا بالعتق من النار، فهو أرحم الراحمين بأطغى الطاغين، و”لا يسال عما يفعل”، وقد سارع بعضنا إلى فعل الخيرات بتقديم مساعدات إلى إخواننا الذين قدر الله – لحكمة – أرزاقهم، فجسدوا قول حبيبنا – عليه الصلاة والسلام – “مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

إن أهم ما فضل الله – عز وجل – هذا الشهر الفضيل هو ذكره بالاسم في هذا الكتاب الذي لا ريب فيه، هدى للناس الضالين، وتذكيرا للناسين، وتنبيها للغافلين، وأنه تعالى جد ربنا أنزل هذا لقرآن وهو “كتاب الكتب” كما قال الأديب الألماني جوته..

هذا القرآن وصفه الله – العليم الخبير – بأنه “شفاء”، فقال – ومن أصدق منه قيلا: “وينزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين”، وهذا الشفاء هو بالدرجة الأول لما في الصدور من العلل النفسية، والآفات الاجتماعية، وهي أخطر ما يصيب الإنسان من أمراض، خاصة إنسان هذا العصر، الذي هو في خسر، رغم زعمه أنه جعل – بما عنده من قليل علم – هذا العصر هو “عصر الهندسة الاجتماعية”، أي أنه ينظم الحياة تنظيما دقيقا، لا يعزب عنه منها لا جليلة ولا دقيق، وذلك ظنه، إذا ما ازداد الإنسان في هذا العصر إلا تخسيرا، وصدق المجاهد عمر راسم الذي سمّى هذا العصر “عصر الظلمات” بالرغم مما نال فيه الإنسان من تقدم مادي..

حرصنا في هذا الشهر الفضيل على اختيار المساجد التي يؤم المسلمين فيها في صلاة التراويح أجود القراء حفظا لكتاب الله، وأنداهم صوتا، وأحسنهم لحنا، وأتقنهم أداء.. وذلك كله أمر حسن وجميل، فقد ورد مما نسب لمن أنزل عليه هذا القرآن ما معناه “زينوا القرآن بأصواتكم”، وقد ورد أيضا أنه – صلى الله عليه وسلم – قال لأحد القارئين المهرة: “لقد أوتيت مزمارا من مزامير داوود” عليه السلام.

ولكن الأمر الأحسن والأجمل هو أن نجسد ما سمعناه من آي الذكر الحكيم، وما خشعت له قلوبنا، واقشعرت له جلودنا، ولانت له أنفسنا، نجسده بأعمال طيبة وأقوال أحسن حتى نقترب من الصورة المثلى التي كان عليها من أمرنا الله – عز وجل – أن نتأسّى به، ونقتدى به، لأنه أحسن من ائتمر بأوامر هذا القرآن، وأحسن من انتهى عما نهى عنه هذا القرآن، حتى وصفته أعرف الناس به، وأقربهم منه، وهي أمنا الصديقة بنت الصديق – رضي الله عنهما وأرضاها – بأنه “كان خلقه القرآن”. فلنزين هذا القرآن بأعمالنا كما زيناه بأصواتنا، فإن خادعنا الله – عز وجل – فما خدعنا إلا أنفسنا وإن عددنا أنفسنا على شيء، وما نحن كذلك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!