الرأي

سامبول‮.. ‬وماذا بعد‮!‬

جمال لعلامي
  • 5223
  • 8

قد ترتفع أصوات‮ ‬يائسة أو واقعية أو متفـّهة لكلّ‮ ‬شيء ومسوّدة لكلّ‮ ‬أبيض،‮ ‬مقابل ارتفاع أصوات متفائلة أو واقعية أيضا أو مضخمة لأيّ‮ ‬شيء ومبيّضة لكلّ‮ ‬أسود،‮ ‬مع إطلاق وانطلاق أوّل سيارة جزائرية من مصنع‮ “‬رونو‮” ‬بوادي‮ ‬تليلات في‮ ‬وهران‮.‬

‮”‬سامبول‮” ‬الجزائرية‮.. ‬أفرحت الكثير من الجزائريين،‮ ‬وأخلطت حسابات العديد من السماسرة والبزناسية المتعوّدين على الصفا والمروة بين أسواق تيجلابين والحراش،‮ ‬كما أخلطت حسابات بعض المستوردين،‮ ‬مثلما لم تـُسعد جزائريين آخرين كانوا‮ ‬يفضلون سيارة أخرى أغلى ثمنا وأكثر رفاهية وبريستيج وأناقة من الماركات العالمية التي‮ ‬لا‮ ‬يركبها سوى فلان وعلان‮!‬

مثلما لا‮ ‬ينفع التهويل،‮ ‬كذلك لا طائل للتقليل،‮ ‬من هذه السيارة الجزائرية‮.. ‬أفليست مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة؟ ولماذا لا نأخذ هذه‮ “‬السامبول‮” ‬من زاويتها الإيجابية فقط؟ فنعتبرها أول محاولة وأول نموذج،‮ ‬في‮ ‬انتظار نماذج أكثر تطوّرا وأكثر جاذبية؟

لا داعي‮ ‬لمنطق تتفيه كلّ‮ ‬شيء‮ ‬ينبت هنا بالجزائر،‮ ‬فهذه الظاهرة المرضية،‮ ‬هي‮ ‬واحدة من الأسباب المباشرة،‮ ‬التي‮ ‬تجعلنا تابعين‮ ‬غير متبوعين،‮ ‬وتجعلنا نعشق التقليد ونمرض بالاستيراد إلى حدّ‮ ‬الموت أو في‮ ‬أحسن الأحوال إلى حدّ‮ ‬الثمالة والتخمة‮!‬

نبكي‮ ‬الدم بدل الدموع،‮ ‬عندما نتذكر صناعات كانت‮ “‬ماد إين ألجيريا‮”‬،‮ ‬تسوّقها‮ “‬أسواق الفلاح‮” ‬والأروقة الجزائرية،‮ ‬وتموّنها قلاع،‮ ‬للأسف الشديد،‮ ‬انهارت أو تعرّضت للتكسير،‮ ‬بينها‮ ‬يا جماعة الخير‮: ‬سونيتاكس وسونيباك والسانباك،‮ ‬وأيضا إيني‮ ‬وسوناكوم والحجار،‮ ‬رغم الضربات التي‮ ‬تتعرّض لها هذه الفئة الأخيرة‮!‬

من المفيد،‮ ‬أن تكون‮ “‬سامبول‮” ‬البداية وليست النهاية،‮ ‬ولا داعي‮ ‬إلى التوقـّف عند‮ “‬مركـّب‮” ‬وادي‮ ‬تليلات كإنجاز فخري‮ ‬لا‮ ‬يستدعي‮ ‬الإثراء والتنويع،‮ ‬وإنـّما المطلوب‭-‬‮ ‬وهذا ليس مستحيلا‭-‬‮ ‬التوجه نحو منطق‮ “‬تأميم‮” ‬صناعة السيارة الجزائرية،‮ ‬بعيدا عن نسبة الإدماج وعوائق الاندماج‮!‬

لقد عرفت مراحل صناعة‮ “‬سامبول‮” ‬في‮ ‬الجزائر،‮ ‬الكثير من النقاش والتحليل والجدل،‮ ‬ومع أن المثل الشعبي‮ ‬الشهير‮ ‬يقول‮: “‬كي‮ ‬يزيد نسمّوه بوزيد‮”‬،‮ ‬إلاّ‮ ‬أن البعض حاول استباق الأحداث،‮ ‬ومنهم من أراد إفشال المشروع،‮ ‬لأهداف معروفة وأخرى مجهولة‮!‬

نعم،‮ “‬سامبول‮” ‬هي‮ ‬مجرّد تمرة لا تـُشبع المستهلك الجزائري،‮ ‬إلاّ‮ ‬بعد أن تـنمو وتصبح نخلة بعراجين،‮ ‬مثلما تبحث عن زبائن،‮ ‬فإنها تستحقّ‮ ‬من‮ ‬يرعاها ويحميها من العواصف والمنافسة‮!‬

مقالات ذات صلة