-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الفتيل يشتعل بين الرباط ومدريد بسبب سبتة ومليلية

سانشيز أمام المساءلة البرلمانية.. وتعليق زيارته إلى المغرب

محمد مسلم
  • 5711
  • 0
سانشيز أمام المساءلة البرلمانية.. وتعليق زيارته إلى المغرب
أرشيف
رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز

يمثل، الأربعاء، رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أمام مجلس النواب للمساءلة عن تطورات قضية جيبي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين، واللتان كانتا محل مطالبة باستعادتهما من قبل رئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان) النعم ميارة، الذي يعتبر الرجل الرابع في نظام المخزن المغربي.
وتواترت التقارير بعد قرار الحكومة الإسبانية دعم مخطط الحكم الذاتي للنظام المغربي في الصحراء الغربية في مارس من العام الماضي، على أن التقارب الذي حصل بين الرباط ومدريد، كان صفقة نصف معلنة، تنازل فيها نظام المخزن المغربي عن مدينتي سبتة ومليلية لإسبانيا، مقابل دعم هذه الأخيرة للطرح المغربي في الصحراء الغربية.
وتسببت تصريحات المسؤول المغربي الذي تمسك فيها بأحقية بلاده في استعادة المدينتين المحتلتين، في غضب كبير في إسبانيا، استدعى تدخل وزيرة الدفاع مارغريتا روبلز، لتنتقد بشدة تصريح المسؤول في نظام المخزن، وتؤكد بأن “المدينتين إسبانيتين وستبقيان كذلك”، في رد غير متكافئ، قُرئت فيه الكثير من الرسائل التي لا يمكن أن يخطئها أي متابع، ومفادها أن الجواب في المرة المقبلة سيكون بلغة السلاح.
وترى الحكومة الإسبانية أن قضية سبتة ومليلية حسمت بعد زيارة بيدرو سانشيز الأخيرة إلى المغرب وتغيير موقف مدريد من القضية الصحراوية، وفق تسريبات إسبانية أرجعت التستر على الجزء الآخر من الصفقة الذي يخدم مدريد، إلى تفادي إحراج نظام المخزن أمام شعبه، حتى لا يتهم بالتفريط في أجزاء من التراب المغربي.
يحدث هذا في الوقت الذي تعيش دواليب مصادر صناعة القرار في إسبانيا على وقع تخبط في التعاطي مع النظام المغربي، جسدته تصريحات نارية صادرة عن نائب رئيس الحكومة في مدريد يولاند دياز، وصفت من خلالها النظام المغربي بـ”الديكتاتوري”، كما تعهدت بإسقاط الموقف الذي تبناه سانشيز من القضية الصحراوية المتحيز لنظام المخزن، في حال فوزها في الانتخابات التشريعية المرتقبة قبل نهاية السنة الجارية.
وقالت نائب رئيس الحكومة الإسبانية في مقابلة مع القناة السادسة الإسبانية: “لدي موقف واضح جدا بشأن المغرب والصحراء الغربية. أنا مدركة بالطبع أنه يجب أن نأخذ الوضع على محمل الجد، ولكن يجب أيضًا معرفة ما هو عليه المغرب: إنه نظام دكتاتوري”، كما أكدت أنها إذا فازت في الانتخابات التشريعية المقبلة ستخالف موقف رئيس الحكومة الحالي بيدرو سانشيز، في قضية الصحراء الغربية.
وإن حاولت مدريد التقليل مما صدر عن نائب رئيس الحكومة تجاه المغرب، من خلال تصريحات أدلت بها بيلار أليغريا، الناطقة الرسمية باسم الحزب العمالي الاشتراكي الحاكم، التي اعتبرت ما قالته دياز “موقفا شخصيا”، إلا أن صدورها على لسان مسؤول بحجم وزير ويحمل صفة نائب رئيس الحكومة في الوقت ذاته، يؤكد وجود انقسام داخل الائتلاف الذي يقود الحكومة، وذلك على بعد أشهر قليلة من موعد الاستحقاق التشريعي المقبل.
وفي السياق ذاته، بات مصير زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب تلبية للدعوة التي وجهها له العاهل محمد السادس في فبراير المنصرم مجهولا، بحيث لم يتم تحديد موعد لها إلى غاية الآن، وذلك بالرغم من مرور أكثر من ثلاثة أشهر عن إطلاقها، وقالت صحيفة “الباييس”، إن السفارة الإسبانية في الرباط لا تتوفر على موعد لزيارة سانشيز إلى المغرب، ما يعكس التوتر الذي يخيم على العلاقات بين الرباط ومدريد بعد نحو سنة من استعادتها الهدوء، والذي تجلى أيضا من خلال مواصلة المغرب إعاقة افتتاح الجمارك التجارية في سبتة ومليلية، يقول المصدر ذاته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!