-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مواطنون عاشوا الاستعراض العسكري الأوّل منذ 33 عاما

ستينية الاستقلال تبهر الجزائريين وتجدّد العهد

كريمة خلاص
  • 549
  • 0
ستينية الاستقلال تبهر الجزائريين وتجدّد العهد

كانت احتفالية استثنائية مبهرة ومدهشة، جدّد فيها الشعب الجزائري العهد مع جيشه الوطني الشعبي في الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية.. احتفالية وطنية بأبعاد دولية وقومية تؤكد تمسك الجزائر بمبادئها في نصرة القضايا العادلة، وتعكس تلاحم الجيش والشعب في مشاهد قلّ ما تتكرر بعثت الأمل من جديد في غد أفضل وجدّدت الاعتزاز والافتخار بالانتماء لوطن مسقي بدماء مليون ونصف مليون شهيد…
استحوذت الاستعراضات العسكرية للجيش الشعبي الوطني في الذكرى الستين لانتزاع الاستقلال، التي حملت شعار “تاريخ مجيد وعهد جديد”، على حصة الأسد ضمن اهتمامات الجزائريين الذين استفاقوا على متابعة الحدث عبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، فيما فضل آخرون التنقل للمشاهدة الحية على طول الشريط الساحلي الذي احتضن الفعاليات بالمحمدية بعد 33 عاما من الغياب…

مواطنون يصطفون على طول شريط الفعاليات
رغم درجات الحرارة والرطوبة العالية، غير أنّ كثيرا من المواطنين أبوا إلا أن يتنقلوا إلى عين الحدث لمعايشة اللحظات التاريخية غير المسبوقة لكثير منهم فمنذ قرابة 33 عاما لم تشهد الجزائر محفلا واستعراضا عسكريا بهذا الحجم، ما جعل جيلا كاملا يحرم منه..
واصطف آلاف المواطنين لساعات على طول الشريط الذي احتضن الاستعراض العسكري لستينية الاستقلال حاملين الإعلام الوطنية وملتحفين بها وكلهم فخر واعتزاز بما تملكه الجزائر من أسطول حربي جعلها تتبوّأ المرتبة الأولى مغاربيا والثالثة عربيا وإفريقيا…
المواطنون حيّوا أفراد الجيش الذين مروا خلال مختلف العروض والتقطوا صورا وفيديوهات تخلّد الذكرى وتشاركوها على نطاق واسع عبر مختلف الوسائط الاجتماعية، حيث نالت آلاف التعليقات والإعجابات.

الشاشات العملاقة لمتابعة الاستعراضات..
وبالمقابل، فضّل كثير من المواطنين متابعة الاستعراضات العسكرية عبر الشاشات العملاقة التي نصبت في الساحات العمومية لكثير من البلديات، حيث وجد فيها هؤلاء متعة أكثر وحماسة للمتابعة بالنسبة لمن تعذّر عليهم التنقل إلى عيين المكان…
وتفاعل المشاهدون في الساحات العمومية مع مختلف العروض التي انبهروا بها، حيث شدت انتباههم مختلف القطع الحربية لاسيما الأشد فتكا..
وتابع هؤلاء باهتمام حضور كثير من الشخصيات والرؤساء للحفل خاصة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اللذين جمعتهما الجزائر، وهو ما اعتبروه رسالة قوية لكل المطبّعين ومن خانوا القضية الفلسطينية.

الشمس المحرقة والثقب الأسود وذو القرنين..
أدهشت الترسانة الحربية والمنظومة الصاروخية التي تم استعراضها في الفعاليات جميع الجزائريين الذين تابعوها باهتمام وراحوا يتفقهون في خصائصها وميزاتها، وعبر هؤلاء عن اعتزازهم بامتلاك الجزائر لها من بين دول قلائل تحوز عليها.
ومن بعض هذه الأسلحة المتطورة الشمس الحارقة أو قاذفة اللهب أقوى راجمة في العالم يملكها الجيش الجزائري وهي راجمة توس-1أ يحوز عليها الجيش الجزائري منذ سنة 2017.
تتميز بقدرتها العالية على توجيه مجموعة كبيرة من الصواريخ الحرارية نحو أماكن بعيدة نسبيا، مع إصابة الأهداف وتدميرها بدقة متناهية.
تعرف منظومة “توس-1أ” أنها عبارة عن راجمة صواريخ متعدد من عيار 220 ملم، مركبة على شاسيه دبابة “تي 90” (للنسخة الجزائرية). ولديها القدرة على إطلاق صيلات تتكون من 24 صاروخا حراريا أو متفجرا إلى مدى يصل إلى 10 كلم، بحيث تعد الصواريخ الحرارية التي تطلقها فعالة جدا ضد الأفراد المتحصنين، لأنها محملة بمادة الوقود الحارق، ما يجعلها بعد ارتطامها بالأرض تنفجر لتدمر الهدف، وتطلق سحابة من الغازات السريعة والشديدة الاحتراق، تؤدي عند اشتعالها إلى انفجار حارق يؤدي إلى تطهير الخنادق والمواقع المحصنة من القوات المعادية، ويمكن استعمالها أيضا لتنظيف ومسح رقعة مزروعة بالألغام والمتفجرات على مساحة من 1 إلى 4 كلم.
وإلى جانب ذلك سلاح اسكندر أو ما يعرف بذي القرنين وهو سلاح صاروخي سمي كذلك لاحتوائه على صاروخين طويلي المدى بقدرة تفجيرية هائلة.
كما تابع المواطنون مختلف أنظمة الدفاع البري والجوي والبحري حيث حازت حاملة المروحيات “قلعة بني عباس”، بالإضافة إلى غواصات “الثقب الأسود”، التي تعد فخر البحرية الجزائرية على اهتمام واسع للمتابعين للعرض، حيث تتوفر الجزائر على أربع غواصات من مشروع 636 وغواصتين من مشروع 877 المطورة في روسية سنة 2013، وتعرف غواصة الثقب الأسود بالوحش تحت الماء وهي أضخم غواصة في الحربية البحرية…

ألوان الراية الوطنية تتوشح مواقع التواصل الاجتماعي
توشّحت ألوان الراية الوطنية حسابات ملايين الجزائريين الذين غيروا صور “بروفايلاتهم” في ذكرى الاستقلال الوطني معبرين عن فخرهم واعتزازهم بالانتماء لهذا الوطن ومقدرين تضحيات الشهداء والمجاهدين الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل التحرر من الاستعمار الفرنسي.
وتداول يوم أمس رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لشهداء الجزائر وأقوالهم المأثورة كما تشاركوا صورا تاريخية غداة الاستقلال..
وسجّل “عيد الاستقلال “الترند” على موقع “تويتر” الذي نشرت عبره فيديوهات وصور من الأرشيف، كما تبادل المغردون عبارات التهاني والمباركة بعيد الاستقلال.
ونقلت بعض الصفحات على “تويتر” و”انستغرام” و”فيسبوك” أجواء الاحتفال بالذكرى في مختلف عواصم الولايات لاسيما في عاصمة البلاد بالبريد المركزي ومقام الشهيد التي عمت سماءها الألعاب النارية وحوّلت ليلها إلى نهار.

بعد الألعاب المتوسطية الستينية تبهر الجزائريين
بعد أيام قليلة من احتضان الجزائر للألعاب المتوسطية التي عرفت تنظيما ناجحا أثنى عليه الجميع، جاءت ستينية الاستقلال لتعزز رصيد إنجازات الجزائر كقوّة ضاربة يحسب لها ألف حساب قبل اتخاذ أية خطوة قد تضر بمصالحها أو تستعديها.
وكتب أحد المعلقين على صفحة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قائلا “عندما تندلع الحروب لا معنى للثراء وناطحات السحاب.. الكلمة للدول التي بها جيوش وأقوى الأنظمة الدفاعية والهجومية والقوات الجوية والبرية والبحرية على شاكلة الجيش الجزائري.. الآن دول كثيرة مرعوبة وهي التي راهنت سلفا على أن العالم لن يدخل في حروب مستقبلا…”
وكتب آخر “اليوم الكلمة للجيوش.. للأسلحة .. اليوم الكلمة للغواصات والسوخوي الروسية والثقب الأسود. فقد نكون قد حرمنا من ناطحات السحاب والأبراج والرفاهية، لكننا لم ولن نحرم من السيادة والكرامة“.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!