-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سجن جلبوع وجهٌ قذر لحقيقة الكيان الصهيوني العنصري

سجن جلبوع وجهٌ قذر لحقيقة الكيان الصهيوني العنصري

تابعتُ بكثير من الاهتمام والألم والتفاؤل، كما تابع مئاتُ الملايين من العرب والمسلمين وغيرُهم، وقائعَ عملية الفرار البطلة الرائدة التي قام بها الأسرى الفلسطينيون الستة من أحد أعتى وأقذر سجون نظام الكيان الصهيوني المحتل صبيحة الاثنين 06/09/2021م.

هذا الكيان العنصري الحاقد الذي لم يكتف بقتل وتهجير وقهر وقمع وإذلال الشعب الفلسطيني المجاهد فحسب، بل سجنه بأكمله منذ أكثر من سبعة عقود 1948م-2021م ظالمة لم يذُق فيها لحظة واحدة طعم الحياة السوية الكريمة التي يعيشها سائر أفراد المجتمع الدولي.. فقد قيَّد حريته وشل حركته ونشاطه، وقتل فيه روح الإبداع والمشاركة في تطوير الحضارة الإنسانية، وأنساه طيلة مدة الاحتلال الأليمة كرامته وإنسانيته، بل وضعه بأسره خلف الحدود والجدران الإسمنتية ووراء القضبان، وقطع أوصال فلسطين السليبة بالأسلاك الشائكة المكهربة والألغام، وأحصى على الشعب الفلسطيني أنفاسه عبر شبكات من آلات التصوير والتجسس والتنصُّت، وبتسخير المرضى والمتأزمين من: الخونة والعملاء والمخبرين والمتعاونين من كتائب المستعربين وغيرهم من الحيارى والتائهين والضالين ممن باعوا دينهم وإنسانيتهم وكرامتهم ووطنهم في خدمة العدو الصهيوني الغاصب.

تابعتُ تلك الوقائع ولواحقها وتداعياتها وتفاصيلها المثيرة إلى حين القبض التراجيدي والجبان على الأبطال المحررين.. وما صاحبها من حشود بشرية وإلكترونية وحيوانية مستنفرَة ومدرَّبة..من كل ما تلقيه قنواتُ الأخبار إلى اليوم بمختلف اللغات (العربية، الإنجليزية، الفرنسية).. كما تابعت عمليات البحث والتفتيش التي قام بها الكيان الصهيوني الغاصب وما رافقها من استعدادات وتحضيرات وإمكانات ترهيبية ووسائل وقوى جاهزة ومدربة ومتخصصة في التعقب والملاحقة.. وما تركتُ خبرا أو معلومة أو تحليلا أو مقالا أو شرحا له علاقة بهذا الحدث الهمام، إلاّ وفهمته واستوعبته وحللته على أقرب وجه ممكن لعين الحقيقة كما أراها كباحث اشتغل بالبحث العلمي والمنهجي مدة نصف قرن بحثي ودعوي فاعل..

وما استنتجته من هذا كله الملاحظات التالية:

1– تأكيد الوجه القذر والبشع لحقيقة الكيان الصهيوني الغاصب، الذي قصارى رأس ماله التخويف والإرهاب وقهر إنسانية الإنسان.. وإذلال كرامته وآدميته.. فهو كيانٌ مجرم وعنصري مذ وطئت أقدامه أرض فلسطين الطاهرة.
2– معرفة حجم وعدد ونوعية الكتائب والفصائل والقوى العسكرية والاستخبارية والقمعية المدرَّبة والمتخصِّصة للتدخل السريع والمفاجئ في مثل هذه المهمات القذرة.. فهو كيانٌ مذ نشأته بُني على نظام العصابات والجماعات الإرهابية المسلحة.. بدءًا من عصابات (الهاغانا، الشتيرن، الأرغون).
3– إدراك ووعي حجم الغلاف المالي الذي يُنفقه هذا الكيانُ العنصري من مال وإمكانات ووسائل ومعارف وخبرات من أجل تجهيز وتدريب وتأطير وتكوين كتاب الموت والقتل والقنص واقتفاء الأثر.. التي تشبه كتائب تعقب عبيد أمريكا التي أنشأها وقتئذ أدعياء الديمقراطية الكاذبة والفارغة التي ألهوا بها الشعوب المتخلفة اليوم.. مع عبيد إفريقيا المستعبَدين في أمريكا سنوات 1660-1868م.. تاريخ إعلان نهاية العبودية في أمريكا التي استمرت إلى ستينيات القرن العشرين.
4– الكشف عن حجم الظلم والمعاناة والمكابدات والآلام والمضايقات التي يعاني منها أخونا الشعب العربي الفلسطيني المسلم الأعزل والمحاصَر –للأسف الشديد- من قبل الأصدقاء والأعداء معا.
5– الكشف عن الوجه القذر للكيان الصهيوني العنصري البشع الذي زرعته أوربا الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا الآثمة، بمنحها اليهود حق امتلاك فلسطين وطرد أهلها وسكانها الأصليين منها بعد صدور وعد وزير المستعمرات (جيمس آرثر بلفور) المشؤوم يوم 02/11/1917م إثر سقوط القدس الشريف بيد الجنرال (اللنبي) قائد جيوش الحلفاء وخروج الجيش العثماني مطعونا من ظهره ومهزوما أمام ثورة الخائن الشريف حسين (ت 1925م) الذي طرده الإنجليز لاحقا ومات منفيا بقبرص.
6– ضرورة فهم وإدراك واستيعاب خطورة وجود هذا الكيان الغاصب في فلسطين وتقسيمه للعالم العربي والإسلامي، وانتقاله بعد صفقة القرن الخيانية المذلة (معاهدة إبراهام) وتمدده باتجاه شرق وجنوب وغرب العالم العربي (الإمارات، البحرين، سلطنة عمان، السودان، المغرب) فضلا عن معاهدات الخيانة مع مصر في كامب ديفيد سنة 1979م واتفاقية وادي عربة سنة 1994م مع الأردن واتفاقيات أوسلو مع السلطة الفلسطينية الكسيحة سنة 1993م المربوطة بخزي وعار التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني الغاصب، وتسليم المقاومين الفلسطينيين للعدو الغاصب.
7– ضرورة تقدير خطورة هذا الكيان الغاصب على الخارطة العربية والإسلامية وواقعها ومستقبلها ومصيرها.. كونه كيانا معسكرا ومُجيَّشا ومستعدا للسطو والإغارة على أيِّ شعب أعزل.. فضلا عن خطورته على العالم الأجمع لانطلاقه من العقيدة التلمودية التي تعتبر الناس جميعا مجرد (قوييم) بهائم خُلقوا لخدمة اليهود..
8– ضرورة تقدير حجم الإنفاق العسكري في جانب التسليح والصناعات الحربية المتطورة جدا، ولاسيما الصناعات العسكرية الإلكترونية والمسيَّرة والموجَّهة عن بُعد.. وقدرته الفائقة على إقناع الأنظمة العميلة والدكتاتورية وجذبها بالتعاون الفني التقني ومدها بالخبرات والتقنيات التكنولوجية والإلكترونية الحديثة، وتدريب الخبراء على مختلف عمليات القمع والإرعاب والإذلال.
9– قدراته التضليلية والإعلامية الخارقة وتشويه الحقائق، وتحويل الأباطيل والأضاليل إلى حقائق بيضاء ناصعة.. والتظاهر –كعادتهم منذ أكثر من قرن 1917م 2021م- على أنهم مسالمون ودودون متعاونون يبحثون عن العيش الكريم في ظل المجتمع الدولي الذي ينبذهم، وأنهم مجرد مدافعين عن أرض الآباء والأجداد.. واتهام الفلسطينيين والمؤيدين لهم كالجزائر والشعب الجزائري بالعدوان والعنصرية.. وخلق المشكلات والعراقيل الداخلية والخارجية وعبر محيطهم وحدودهم..
10- معرفة مدى قدرتهم على النفاذ والتمدد والتوسع بحجج شتى كمحاربة الأصولية والإرهاب والتنظيمات الإسلامية المسلحة.. مع ضلوعهم المكشوف في تمويل وتدريب ودعم هذه التنظيمات التخريبية.. وتأسيسهم للكثير من الجمعيات والأحزاب والجماعات الدينية الأصولية.. ورفد ودعم الكثير من الأنظمة الدكتاتورية المشبوهة كنظام المخزن المغربي المحتل للأراضي الصحراوية.. وتدليسهم على حزب (العدالة والتنمية المغربي) في إيهامهم بالنجاح والمواصلة والبقاء في الحكم حالما أيدوا تطبيع العلاقات معهم..
11- ضرورة وعي حركاتهم الدبلوماسية الماكرة المتسترة تحت شعار الرغبة في التعاون المشترك، كما فعلوا مع دول وسط آسيا المسلمة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1991م ومع الدول الإفريقية المتخلفة الفقيرة.. ومنها السودان.. وطلب انضمامهم للاتحاد الإفريقي بهدف تخريبه وتفكيكه ومد نفوذهم فيه..
12- ضرورة تقدير خطورة أذرع هذا الكيان الإجرامية الممتدة في مفاصل الكثير من الكيانات المهترئة والعميلة والمسترخية أمنيا.. وما قتل (محمد المبحوح) في دبي وبعده المهندس (محمد الزواري) بتونس، وغيرها من سجلهم الحافل بالجرائم والاغتيالات.. بدءا من اغتيال المبعوث الأممي (الكونت برنادوت) سنة 1948م ومرورا بقتل واغتيال الكاتب (غسان كنفاني) وأصدقائه (كمال ناصر) و(كمال عدوان) ببيروت سنة 1973م واغتيال (أبو جهاد خليل الوزير) و( أبو إياد) في تونس سنة 1988م.. وانتهاء باغتيال (فتحي الشقاقي) و(يحيى عياش) والشيخ المقعد (أحمد ياسين) و(عبد العزيز الرنتيسي).. وغيرهم الآلاف من الشهداء والمغدور بهم والملاحقين..
13- ضرورة مؤازرة الشعب الفلسطيني والوقوف معه، وعدم تركه لهذا الكيان العنصري يعربد عليه ويتغطرس بعنجهيته الآثمة.. فهم ليسوا إلاّ شتات أمم لا يوحدهم سوى هوسهم وحقدهم لإذلال العرب والمسلمين.. فمتى وجدوا القوة المؤمنة فروا من حيث أتى آباؤهم وأجدادهم الغاصبون.. وقد لخص الله لنا شخصيتهم في قوله تعالى: (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) حياة الذل والعبودية والمسكنة التي كانوا عليها في عهد الامبراطوريات القديمة حتى جاء الإسلام والحضارة الإسلامية فنموا وروبوا في أحضانها..
13- خطورة تمددهم في شمال الجزيرة العربية بهدف استرجاع حصونهم التي أخرجهم منها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد غزوة بني النضير وبني قينقاع وبني قريظة وخيبر وفدك وتيماء وتبوك.. وتحذير المملكة العربية السعودية من ذلك.
14- الإشادة ببطولة وشجاعة العقل العربي والمسلم القادر على تحدي العقل اليهودي الذي يدّعي تفوّقه على العالمين.. لأن حقائق التاريخ أثبتت أن الكيان اليهودي ناجحٌ ومتفوق في القتل والقمع والاغتيالات والغدر والإيقاع.. فقد سبق لهم أن حاولوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماضيهم قذر مع الأنبياء والمرسَلين وقد أعاب عليهم الله تعالى تكذيبهم وقتلهم الأنبياء بغير حق.
15- الحذر من الجاليات اليهودية المبثوثة والمدسوسة في الكيانات العربية والإسلامية تحت مسميات وعناوين: مراكز البحث والدراسات الانثربولوجية والاجتماعية والفنية والأدبية والفلسفية والعلمانية وحقوق الإنسان وحرية الأديان والمثلية…. فهذه كلها طلائع الكتائب اليهودية الكامنة والغازية القادمة من الداخل المخترق..
16- توجيه نصح وعبرة لكل الخونة وضرورة تنبيههم إلى الاتعاظ بدرس خونة الجزائر بعد الاستقلال وهروبهم أذلاء مهانين إلى فرنسا يوم 05/07/1962م.. وما درس خونة أفغانستان الأخير منكم ببعيد.
وفي الختام أتوجَّه بكلمةٍ مفعمة بالإيمان للإخوة الفلسطينيين.. وأقول لهم ما قال الله تعالى للمؤمنين: (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار) (الحشر: 2). (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الوطني الغيور

    لو تعلمون حجم وقوة القهر الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني الأعزل المسكين و المحاصر والمحروم حتى من التجول في أرض آبائه واجداده .. لما ادخرتم لحظة أو مددا يسيرا او عظيما في سبيل تعزيز صموده في وجه اعتى احتلال واستعمار عرفتها البشرية... ولا يختلف حاله عن حال الشعب الصحراوي الأعزل المسكين و المحاصر والمحروم من قبل نظام تقبيل الأيدي والركوع للبشر.. أللهم نصرك وسترك الذي وعدتنا به..