-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اتفاق عباس وحماس

سراب ومضيعة وقت!!

صالح عوض
  • 5803
  • 0
سراب ومضيعة وقت!!

لم يكد الفلسطينيون يلتقطون أنفاسهم وهم يتابعون حوارات المتناحرين من فتح وحماس في القاهرة حتى جاءت الأخبار تحمل ريح السموم من تصريحات متضادة من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس..الأول يقول إن الحكومة الفلسطينية القادمة ستكون ملزمة بأوسلو وخريطة الطريق وتوجيهات الرباعية وكل القرارات الدولية ذات الصلة..

  • دقائق فقط كانت كافية لكي ينبري قادة حماس للرد على عباس بأن المصالحة وحكومة الوحدة ليستا بديلا عن المقاومة وأن لا اعتراف بأي من الاتفاقيات السابقة وان المصالحة الفلسطينية يجب أن تحمي المقاومة وأن أي تصور خارج هذا الإطار إنما هو وهم..وهكذا عاد المتناحرون إلى مربعهم الأول.
  • الآن يبدو المشهد الفلسطيني على أسوإ صوره فيما يخص العلاقات الداخلية رغم أن الفريقين قريبان من التوجهات الدولية والإقليمية بخصوص التهدئة والعملية السياسية والخلاف البادي بينهما خلاف ألفاظ، أما الخلاف الجوهري فيدور حول من يمتلك القرار الفلسطيني وما هي نسبة تواجد هذا الفصيل أو ذاك في “م ت ف” وعدد السفراء التابعين لهذا الفصيل أو ذاك.
  • إن الخلاف السياسي ليس عميقا بين الطرفين المتناحرين بل أن ما بينهما من حدة وعنف في طريقة التعامل لا يرجع سببه إلى اختلاف سياسي أو بمعنى أكثر وضوحا ليس حجم الخلاف السياسي كبير لدرجة عدم قدرتهما على التوصل إلى اتفاق.. ولو كان الخلاف بين الطرفين يدور حول العناوين السياسية لكان بالإمكان التوصل إلى برنامج سياسي مشترك ولكان من الضروري استغراق الوقت في التوصل إلى هذا الاتفاق المشترك..لكن من الواضح أن كل ما صدر من اتفاقات بين الطرفين يدور حول حصص واستحقاقات لهذا الطرف أو ذاك..
  • إن الاتفاق على تشكيل لجان خمس يعني فتح أبواب للخلاف التناحري وتقنين هذا الخلاف وإذا استطاع الفريقان من خلال ضغط عربي عليهما التوصل إلى صياغات تفاهم بتوزيع التركة فإنهما عند التطبيق سيعانيان أزمة حادة أزمة من يتخلى عن المواقع ومن يسيطر عليها.
  • لم نسمع في حوارات القاهرة أي شيء عن حق العودة والموقف السياسي وحقوق الناس وانسحاب المليشيات المسلحة التابعة للتنظيمات من الشوارع ولم نسمع عن أي خطوة عملية لضبط مسائل المساعدات وعدم تسريبها بعيدا عن أفواه الجائعين واحتياجاتهم..أن الأمر يحتاج إلى تغيير في الذهنيات والمنطق الذي يسود الساحة الفلسطينية لأن الشعب الفلسطيني يستأهل من قيادات التنظيمات أن ينحازوا أكثر لمصالحه العليا.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!