-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد أن اقترب موعد امتحان العمر بالنسبة للطلبة وأوليائهم

سعر الدرس الخصوصي “الانفرادي” بلغ مليون سنتيم للحصة الواحدة!

ب. ع
  • 1143
  • 0
سعر الدرس الخصوصي “الانفرادي” بلغ مليون سنتيم للحصة الواحدة!
أرشيف

ما حدث ويحدث في الساعات الأخيرة، قبل خوض امتحان العمر شهادة البكالوريا في نسخته 2022 ما بعد موسمي كورونا، والمقرر بداية من يوم الأحد المقبل، صار غير مقبول ومبالغا فيه، وبلغ فيه السيل الزبى بحسب الأولياء والأمهات، وحتى بعض الأساتذة أنفسهم الذين لاحظوا بأن الأمور تميّعت إلى درجة الإساءة لمهنة الأستاذ نفسه، خاصة أن البعض منهم صار يزعم صراحة وأمام الملأ وعلى صفحات التواصل الاجتماعي بمقدرته على أن يتكهن بمحتوى ما سيكون في امتحان البكالوريا خاصة في مواد العلوم الطبيعية والفلسفة، أو على الأقل يقترب من الدرس المعني بالامتحان.
الطلبة انتقلوا في آخر أيام التحضير على بعد ساعات فقط من ضربة الانطلاق، إلى الدروس الخصوصية الانفرادية، حيث يقوم الوليّ باختيار أستاذ يحضر إلى بيته ليقدم درسا على انفراد لابنه أو ابنته، لا تزيد مدته عن ساعتي زمن في المواد الأساسية لكل شعبة، وهناك أساتذة هم من يستقبلون الطالب أو الطالبة في مساكنهم لأجل درس مركز أو حل تمرين يكون فيه الطالب منفردا بالأستاذ، من دون حضور زملاء له، وحدثت مبالغة شديدة في سعر الحصة الانفرادية، حيث معدل السعر لا ينزل عن المليون سنتيم وهناك أرقام أخرى فلكية، تحدث عنها الأولياء تكاد تكون أشبه بالخيالية.
الوضع صار يثير الغرابة يقول ولي تلميذة، وعلى الدولة الآن أن تتحرك لتقنين الدروس الخصوصية أو تلجأ إلى الخوصصة مباشرة، لأن انتشار الدروس الخصوصية بهذا الشكل المريع والفوضوي، جرّنا وبقوة إلى مدرسة عمومية ولكنها بمقابل مالي ضخم يضخ خارج أسوارها، لأن كل أولياء طلبة البكالوريا على سبيل المثال في الجزائر يرسلون أبناءهم إلى الدروس الخصوصية التي تجرى بمقابل مالي بدأ يرتفع وصار الآن قريبا جدا من الجشع.
وقد انتقلت الدروس الخصوصية هذا الموسم درجات إضافية لا نظن بأن سقفها سيعلو مرة أخرى، بعد أن طالت كل المواد بما فيها الهامشية كما تسمى ومنها العلوم الإسلامية، وبعد أن عجزت الثانويات عن الاحتفاظ بطلبة الأقسام النهائية الذين غادروا جميعا الأقسام قبل البكالوريا بأربعة أشهر، وبعد أن دخل على خط الدروس الخصوصية بعض من يزعمون بأنهم رجال دين ينصحون بمقابل مالي الطلبة كيف يتمكنون من التركيز وتحقيق النجاح وفق الشريعة الإسلامية أو بالرقية الشرعية، ومن يزعمون بأن لهم قدرات في إعطاء النصائح النفسية لتدريب الطالب على خوض الامتحان في هدوء تام وهو في كامل قواه وتركيزه وثقته بنفسه، وهو ما قزّم فعلا المدارس والثانويات على وجه الخصوص، وجميعها مزدحمة بالأساتذة وبالمشرفين التربويين وبالنفسانيين والمختصين في علم الاجتماع، ولكن لا أحد يلجأ إليهم، ويطلبون غيرهم من خارج المؤسسة التربوية الرسمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!