الرأي

سلاحا “العصر” وكل عصر

أرشيف

توجّه أبناؤنا – ذكرانا وإناثا- إلى مراكز التعليم المختلفة قياما منهم ومنهن بـ “واجب” طلب العلم، إذ أن طلب العلم في ديننا الإسلامي “فريضة” منذ نزول أول آية من هذا الكتاب الذي “يهدي للتي هي أقوم”.

وما أجمل وأبلغ قول أحمد شوقي: ونودي “اقرأ” تعالى الله قائلها   لم تتصل قبل من قيلت له بفم.

لقد ورث سيدنا محمدا – عليه الصلاة والسلام- صفوة من الناس هم “العلماء” الذين رفعهم الله – عز وجل- لعلمهم، الذي عرفوا به آيات الله في الآفاق وفي الأنفس، فخشوه عن بينة، وعبدوه عن بينة، وازدادوا “إيمانا فكريا مع إيمانهم الفطري”.

لقد منّ الله – عز وجل- على الجزائر، فبعث فيها في التاريخ المعاصر علماء صالحين عاملين، فأسسوا جمعية مباركة، ليحيوا بها الجزائر التي “أقبرتها” فرنسا المجرمة، فكانت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي لم يؤسس الجزائريون مثلها إلى اليوم، بينما أسسوا العشرات من الأحزاب، أكثرها ليس فيها إلا النطيحة والمتردية والمنخنقة، الذين أينما توجههم لا يأتون بخير من قول أو فعل.

وفي مثل هذه المناسبة – الدخول المدرسي- توجّه الإمام الإبراهيمي لذلك الجيل “الزاحف بالمصاحف”، ناصحا له فقال: “عليكم بالعلم فإنه سلام العصر، وعليكم بالأخلاق فإنها سلاح كل عصر”، ورحم الله هذا الإمام الهمام، فقد كان ناصحا أمينا لشعبه، ولم يخنه كما خانه أدعياء الدين وأدعياء الوطنية، الذين عاثوا في الجزائر فسادا باسم “الدين والوطنية”.

إن أمتنا “الإسلامية” – ومنها شعبنا الجزائري- ما تردّت هذا التردي الفظيع إلا عندما أعرضت عن العلم، وما سقطت هذا السقوط المريع إلا عندما تخلت عن أخلاق الإسلام.

لقد كانت نكبة الجزائر في العشرين سنة الأخيرة عظيمة في جميع المجالات، ولكن مصيبتها في ميداني التربية والتعليم كانت أعظم، حيث عهد بها إلى من نعرفهم في السلوك وفي لحن القول – وصد الله – عز وجل – الذي قضى في كتابه الكريم أنه “لا يصلح عمل المفسدين”، وقد صارت الجزائر في هاتين العشريتين “عاصمة الفساد العالمي”.

إنه إذا كان العلم جسما، فإن التربية الإسلامية روح، وهل رأى الناس أن جسما حيي من غير روح؟

إننا لا نعني بـ “التربية الإسلامية” مادة وأستاذا في كل مؤسسة تعليمية، ولكننا ندعو إلى أن يكون جميع من في المؤسسة التعليمية من “الحارس إلى المدير” على خلق طيب، وسلوك أحسن، اقتداء بـ”المعلم الأكبر”، ذي الخلق الأعظم، إن هؤلاء “الرهط” الذين يحاسبون اليوم لم يكن ينقصهم العلم، ولكنهم كانوا أفقر الناس في الأخلاق، ورحم الله الشيخ إبراهيم بيوض الذي قال: “لا تقبل علما بلا خلق”.

مقالات ذات صلة