-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سلاح ترامب الاقتصادي يعيد “السلام” لشبه الجزيرة الكورية

سلاح ترامب الاقتصادي يعيد “السلام” لشبه الجزيرة الكورية

رفضت كوريا الشمالية زمنا، تحييد ترسانتها، أو وقف تجاربها النووية، والاكتفاء بتخزين سلاحها النووي الفعال، في حضن الراعي الصيني الأكبر.
ووضعت شروطا لإرضاء العالم القلق من احتمالات تهور نووي، قد يقدم عليه الزعيم كيم جونغ أون، مغزاها إذلال القطب الأمريكي الأوحد، وطرده من شبه الجزيرة الكورية، وإغلاق قواعده، وسحب منصاته النووية من الشطر الجنوبي واليابان.
لم تأبه سيئول بالتهديدات الأمريكية، ووضع الرئيس دونالد ترامب، يده على مفاتيح الحقيبة النووية الأمريكية، منذرا بضربة استباقية، فهددت بضربة تشل عصب واشنطن.
وقفت الصين إزاء التهديدات الأمريكية، موقفا لم ينتظره البيت الأبيض، في الصراع الكوري الشمالي – الأمريكي، حين أعلنت التخلي عن سياسة الحياد والمهادنة، في احتواء خطر يهدد الأمن العالمي، وينذر بحرب عالمية ثالثة.
فعادت الولايات المتحدة أدراجها، ورتبت أوراق المواجهة من جديد، واختارت أدوات بديلة، للتهديد باستخدام القوة، بعد إعلان الصين وقوفها دفاعا عن كوريا الشمالية.
اتسعت دائرة الصراع، قبل أن تحتويها واشنطن، ولم يعد ما يخيف العالم، الصاروخ الكوري الشمالي العابر للقارات، القادر على حمل رأس نووي، يقض مضاجع واشنطن أو نيويورك، فوقوف الصين في الواجهة، غير كل المعطيات، وأسكت أبواق حرب كانت محتملة، لم تعد الولايات المتحدة قادرة على خوضها، لما تتطلبه من تكاليف باهظة.
ووضع الرئيس دونال ترامب مضطرا وعيده الشهير في رف ذاكرة البيت الأبيض:
“إغراق كوريا الشمالية بنار وغضب لم يشهد العالم قط لهما مثيلا”،الصين لن تتخلى عن عمقها، في بيونغ يانغ، وجبهة مواجهتها مع الأعداء، ولا تتردد في أن تعيد ما كتبه التاريخ الحديث بين عامي “1950– 1953″ إبان الحرب الكورية، التي سجلت مواجهة عسكرية كبرى بين الصين وأمريكا دفاعا عن كوريا الشمالية.
أدرك ترامب أن تهديداته لـ”بيونغ يانغ” لن تجدي نفعا، فهي أظهرت بجرأة محارب، قدرتها على وضع قاعدة “غوام” العسكرية الأمريكية، غرب المحيط الهادئ، تحت غطاء هجوم بحري وجوي ضخم بصواريخ “هواسونغ-12”.
طوى ترامب خيارات الحرب المدمرة، وراح يبحث عن حل في بنات أفكاره الاقتصادية، بعد أن وضع حلف الناتو قدراته على أهبة الاستعداد، وأعلنت استراليا وقوفها إلى جانب حليفها الأمريكي، ونصبت اليابان “صواريخ الباتريوت” في جاهزية قتالية.
واستخدم ترامب سلاحا ضرب الصين في مقتل، حين دعا إلى إجراء تحقيق حول انتهاك حقوق الملكية الفكرية في الصين، وحصولها على تكنولوجيات بطريقة غير مشروعة، غزت منتوجاتها العالم، وشوهت مواصفات التكنولوجيات العالمية المتطورة، وتؤدي نتائج هذه التحقيقات إلى زيادة حجم الرسوم على السلع الصينية المصدَّرة إلى أمريكا وبعض الدول الأوروبية، ثم إغلاق الأسواق الكبرى بوجه المنتجات الصينية، وإفراغ خزائنها من الاحتياطي النقدي الأجنبي.
فما كان من كوريا الشمالية القوة النابتة، في الحضن الصيني، إلا أن تتخلى عن شروطها، في مواجهة أمريكا، وتعلن رسميا إيقاف تجاربها النووية، وتكتفي بطلب فك الحصار المطبَق عليها من قبل المجتمع الدولي، قبل اللقاء التاريخي المرتقب بين ترامب وكيم جونغ أون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • benchikh

    كثر خير دراهم العرب المسلمين !!!!!!