-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
منها ضرب الطفل تحت سن الرّابعة أو إجباره على تعلّم الكتابة 

سلوكيات خاطئة يرتكبها أولياء في حق أطفالهم

نادية سليماني
  • 1988
  • 0
سلوكيات خاطئة يرتكبها أولياء في حق أطفالهم

تُقدم كثير من العائلات على تسجيل أبنائها في الروضات، رغم عدم تجاوزهم سنّ الرابعة، كما يجبرونهم على تعلم الكتابة ونطق الحروف بشكل سليم ولو بالقوة، معتقدين بأن هذه التصرفات ستجعلهم من النجباء مستقبلا، بعدما يتفوقون على أقرانهم، فيما يُحذر أطباء الأطفال من هذا السلوك، لأن الصّبي في هذه السّن بحاجة الى اللعب والحنان وفقط، لعدم اكتمال حواسه العقلية والجسدية.

مع اقتراب الدّخول المدرسي، يُسارع كثير من الأولياء لتسجيل أبنائهم الأقل من عمر خمس سنوات في مختلف المؤسسات التعليمية، سواء برياض الأطفال وحتى بالأقسام التحضيرية، وكلّ يُمنّي نفسه بتفوق ابنه مُستقبلا، لأنه أدخله المدرسة باكرا وقبل أقرانه، بينما يُؤكد أطباء أطفال أنّ العكس هو الحاصل.

وفي هذا الشأن، تقدم بعض العائلات على توبيخ أطفالها وحتى ضربهم وهو في سنّ الأربع سنوات، بحجة أن الطفل لا ينطق مثلا مخارج الحروف بشكل سليم، أو لأنه رفض البقاء في الرّوضة، إذ يتعرض هذا الصّبي للصراخ وحتى الضرب من الوليّ.

وحتى في المنازل، يتعرض كثير من الأطفال الصغار “المُشاغبين” لعقاب قد يدخلهم في نوبات بكاء مُستمرة، لدرجة شاهدنا أطفالا في 3 سنوات يتعرضون لصفع شديد من الوالد خصوصا.

الطفل لا يملك إدراكا في هذه المرحلة العمريّة

ويُؤكّد طبيب الأطفال، عز الدين بوصلصال، أن الطّفل بين عمر السنة الأولى و4 سنوات، يحتاج إلى الحب وليس التربية، وحسبه “لا ينفع الطفل في هذا العمر الحسّاس والصّغير، ولا يحتاج سوى الى حب العائلة، ولا يحتاج إلى التربية، كأن نقول له هذا صحيح وهذا خطأ”.

بوصلصال: الطفل بين سنة إلى 4 سنوات يحتاج الى الحب واللّعب فقط

وبحسبه، إذا أقبل الطفل في هذه السن على ارتكاب سلوك خاطئ “ممنوع أن يتعرّض للعقاب أو الضرب، بل على وليّه إغداقه بالحنان لصرف انتباهه عن ارتكاب السلوكيات الخاطئة، وبهذه الطريقة نوجه سلوكه حتى يتشكل مستقبلا بطريقة سويّة”.

ويؤكد نفس الطبيب، أن الطفل في هذه المرحلة العُمريّة ليس لديه إدراك، إذ هو أشبه ما يكون بالصفحة البيضاء، بحيث يبدأ في استكشاف المحيط من حوله، وهو لا يفرق بين الصّواب والخطأ. وعليه “عيب أن يضرب الوالدان طفلا في هذه المرحلة العمرية، وحتى في سن أكبر الضرب ممنوع “.

تركيبة عظام يدِ طفل صغير تعيقه عن الكتابة

وبخصوص العائلات التي تدفع أطفالها تحت سن الخامسة إلى تعلم القراءة والكتابة، فيحذر المختصون من هذا السلوك، مؤكدين أن تركيبة عظام يد طفل في الرابعة من عمره، تختلف كلية عن يد طفل في عمر 7 سنوات.

وعليه لا يستطع الطفل الأول والذي غالبا يكون مسجلا في الروضة، إمساك القلم والكتابة بعدُ، لأن أيديهم ما زالت في مرحلة النمو ولم تكتمل لتأخذ شكلها النهائي.

وينصح المختصون، بترك الحرية الكاملة للطفل تحت سن 7 سنوات للعب فقط، ومن الأفضل له تعلم تشكيل الصلصال، قص الأوراق ولصقها، اللعب في الخارج أو على الرمال، التسلق، التمثيل والتركيب، رمي والتقاط الكرة.. وكل هذه الأشياء ستساعد عضلات يدي الطفل على النمو والاكتمال، استعدادا للكتابة لاحقا.

فتعلم الكتابة وإمساك القلم بشكل صحيح، لا دخل له بذكاء طفل تحت سن السابعة، وإنما الأمر متعلق بتركيبته الجسدية. وبالتالي إذا أجبرنا صبيا صغيرا على الكتابة، فقد نتسبب له في إعاقة أو تشوّه جسدي باليد وعدم اكتمال نموها بشكل صحيح، وهو ما يهدد مستقبله الدّراسي لاحقا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!