الرأي

سماسرة المقدسات

صالح عوض
  • 765
  • 3
أرشيف

عندما يصبح العرض والحق والكرامة والمقدس سلعة خاضعة للبيع والشراء حسب شروط السوق وقانونه فإن ذلك يعني بوضوح أن المفاهيم تبدلت وإن القيم اهتزت أو سقطت وأصبح الناس في فتنة تزحزحهم عن يقينهم وهنا بالضبط يسهل على العدو اقتحام ديارهم والهيمنة على مقدراتهم.

ما أغرب الذي يسوقه طابور السماسرة اليوم عن القدس وفلسطين والمقاومة والتحرير.. لم يكتفها الملأ من الناس بانسحابهم من ساحات الشرف والنضال بل اتجه إلى إثارة حملة شعواء ضد الحق والمقدس في آن واحد.

مجموعة إعلاميين وسياسيين ومثقفين عرب أطلوا برؤوسهم في مرحلة العجف هذه لكي يعطوا الدليل تلو الدليل على أن المرحلة العنيفة ما كانت لتتجسد إلا عندما فقدنا العمل الايجابي والقدرة على التفكير الحقيقي..

ماذا يمكن فعله ونحن نتابع تصريحات هؤلاء السياسيين العرب والمثقفين والصحفيين وهم يحاولون تغطية المرحلة بإشاعة صهيونية كبيرة حول أحقية اليهود بفلسطين وتفريغ القضية الفلسطينية من شعبها وأرضها وكنوزها وثرواتها؟

خطوات العدو تسير باستراتيجية واضحة وهو بعد أن اعتقد أن ضربات عنيفة أصابت الجسد العربي وفقد الفلسطينيون بذلك رديفا حقيقيا.. وهو يرى جيدا كيف تكللت جهوده بنجاح ولو مؤقت في جر الساسة الفلسطينيين إلى مربع الإرهاق الوطني بإصرارهم على الانقسام وعدم القدرة على تأنيب الضمير حيث أصبحت فلسطين لدى كثير منهم غير مكتملة بل مادة لتكريس أجندات ومزاج ما!

ليس من اليسير أن تواصل المسيرة الفلسطينية كفاحها المر ولكن أيضا ليس مستحيلا.. وبعيدا عن الأماني، فإن الشباب الفلسطينيين الآن في أفضل مراحل الكفاح الفلسطيني ومن خلال حسبة سريعة نرى كيف صعود قيمة الشهادة في فلسطين الأمر الذي يحدث الاختراق في معادلة المرحلة.

ليست صفة السماسرة غلابة في بيئاتنا العربية ولكنها موجودة وقد طفت على السطح بسبب غياب القيادات القوية التي تبعث الحياة في أوساط الشعب وتحاصر الدناءة.

السماسرة لهم مكان وحيد، إنه الوقوف بباب الذل والرذيلة ولن يغني عنهم مالهم وما نالوه حراما، فالعدو لا يأبه بهم بل سيلقيهم على قارعة الطرق وفي قصص الذين حموه فترة زمنية طويلة مع جيش أنطوان لحد والعملاء الكثيرين عبرة.

طابور السماسرة يجب تعريتهم والتذكير مجددا بما عليه حالهم من ذلة ومهانة وما يقومون به من توهين في العزائم ودعوة جماعية للاستسلام. وهنا لابد من صناعة ثقافة متجددة للدفاع عن المشروع الوطني والقومي والحضاري..

فلسطين كاملة ملك لشعبها وأمته.. ومهما طال الأمد فإن الكيان الصهيوني سوف تجري عليه سنة الله في تدمير بيت الظالمين..

تولانا الله برحمته

مقالات ذات صلة