سوريان يتزعمان شبكة تسببت في غرق “حراقة” بوهران
أجّلت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، مؤخرا، البت في قضية تهريب المهاجرين، المتهم بارتكابها 14 شخصا، منهم سوريون إلى تاريخ 05-12-2023، وهذا بسبب غياب دفاع عدد منهم، وهو ذات الملف الذي وجهت لعناصر الشبكة المسؤولة عن هلاك حراقة سوريين ومغاربة غرقا في البحر، تهمة القتل العمد.
واستنادا للمعطيات المستقاة من مصادر مطلعة على الملف، فإن وقائع هذه القضية تعود إلى سنة 2021 بسواحل مرسى الحجاج، أين تعرض قارب كان يقل مجموعة من الشباب الحراقة، جزائريين، ورعايا سوريين ومغاربة، للانقلاب في عرض البحر، ما خلف موت بعضهم غرقا، فيما نجا آخرون بفضل صيادين تمكنوا من إنقاذهم في الوقت المناسب، ليتم على إثر ذلك فتح تحقيق أمني في الحادثة، كُلّل في البداية بتوقيف أحد المشتبه في علاقته بتهريب المهاجرين، وعند سماعه من طرف عناصر الشرطة القضائية لبطيوة، قدم تفاصيل عن دور كل واحد من أفراد الشبكة التي كانت تنظم رحلات الإبحار السري للراغبين في بلوغ الضفة الإسبانية انطلاقا من سواحل مرسى الحجاج، حيث صرح أن القارب الذي استعمل في تلك الرحلة ملك لشخص يدعى (ب. ع) وشريكه (ب. ع. ا)، وأن الدليل الذي استعين به يومها جلبه المدعو (ع. ن)، فيما كان استقطاب الزبائن من الجنسية السورية يتم من طرف رعية سورية يدعى (م. أ)، المعروف أيضا باسم “الزئبق”، كونه كثير الترحال ولا يستقر في مكان، إلى جانب شخص آخر يدعى (أحمد السوري).
كما بينت التحريات في الموضوع أن (الزئبق) قام باستئجار عدة سكنات بدون عقود كراء، كونه مقيما في الجزائر بطريقة غير شرعية، وأنه كان يستغل عددا من تلك المساكن في إيواء الحراقة السوريين إلى حين موعد تسفيرهم، الأمر الذي جر عددا من الأشخاص ممن استعان بهم في عمليات الكراء تلك أو في نقل زبائنه إلى التحقيق، منهم المدعو (ا. ك)، الذي وجهت له رفقة آخرين، منهم شابة في عقدها الثاني من العمر، تهمة تكوين جمعية أشرار بغرض الإعداد لجنايات القتل العمدي، تهريب المهاجرين ضمن جماعة إجرامية منظمة، وتسهيل دخول، تنقل وإقامة أجانب باستعمال وسائل تنقل والتعدد، وأيضا تعريض أجانب للخطر المؤدي للموت.
وكان جل المتهمين في قضية الحال، منهم من هم إلى اليوم في حالة فرار، قد تم التوصل إلى علاقتهم بالجريمة من خلال استغلال المحققين كشف المكالمات الهاتفية لزعيم الشبكة المدعو (أ) السوري، والتي أجراها بتاريخ قبيل وبعد حادثة غرق قارب الحراقة.
