-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سوريا.. المحنة الإنسانية تتواصل

مارتن روبر
  • 1073
  • 1
سوريا.. المحنة الإنسانية تتواصل

لقد كتبت سابقا في هذا العمود عن الحالة المأساوية في سوريا، ومن المحزن أن الحرب في سوريا تسبب المزيد من الموت والدمار كل يوم.

يواصل النظام قصف حلب وغيرها من المدن، بما في ذلك عن طريق الاستخدام المتكرر ‘لقنابل البرميل’. وقد قتلت هذه القذائف الضخمة المملوءة بالمتفجرات والقطع المعدنية والتي ترمى من المروحيات فوق المناطق المدنية، أكثر من 700 شخص في حلب وحدها منذ منتصف شهر ديسمبر ــ أكثر من 172 منهم كانوا أطفالا ــ وإصابة 3000 آخرين. إن الاستخدام العمدي لهذا السلاح العشوائي هو جريمة حرب أخرى، ومن الواضح أن الهدف وراء ذلك هو بث الرعب، وإضعاف إرادة السكان المدنيين. ينبغي على الأسد ومن حوله أن يدرك بلا شك أن العالم سوف يحسابهم على هذه الفظائع.

أعلنت المملكة المتحدة، بوضوح تام أن عملية انتقال سياسي عن طريق التفاوض هي السبيل الوحيد لإنهاء الصراع والتخفيف من حدّة الأزمة الإنسانية في سوريا.

هذا هو السبب الذي دعى وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، إلى وصف عدم التوصل إلى إقامة دورة جديدة من المحادثات على أنه “نكسة خطيرة في البحث عن السلام في سوريا”. وتقع مسؤولية ذلك كليا على عاتق نظام الأسد.

تسير جهود الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، لإيجاد حل سلمي بقيادة الأخضر الإبراهيمي، رجل الدولة الجزائري البارع والمحترم على نطاق واسع، والسفير الجزائري السابق إلى المملكة المتحدة. وقد أوضحت تعليقاته نهاية الأسبوع الماضي، أن النظام رفض مناقشة مسألة هيئة الحكم الانتقالية، والتي تعد في قلب التفاوض وتعتبر وسيلة أساسية لإنهاء الصراع.

إن الأزمة الإنسانية تتفاقم، حيث أن 9,3 مليون شخص في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية داخل سوريا، و6,5 مليون شخص مشردون داخليا. كما فر ما يقرب 2,5 مليون شخص إلى البلدان المجاورة، مع ما يقرب 6 مليون طفل محتاج، فالأطفال في سوريا يواجهون خطر أن يصبحوا جيلا ضائعا.

كانت المملكة المتحدة في طليعة الدول لتقديم المساعدات الإنسانية في سوريا والمنطقة، حيث فاق اليوم التمويل الإجمالي الذي قدمناه لسوريا والمنطقة 600 مليون جنيه استرليني (78 مليار دينار جزائري)، وهذا يعادل ثلاث أضعاف حجم استجابة المملكة المتحدة لأي أزمة إنسانية أخرى، سيلبي تمويل المملكة المتحدة الاحتياجات الأساسية لحياة السوريين المتضررين من الصراع، سواء داخل سوريا أو في الأردن ولبنان وتركيا ومصر والعراق.

لا ينبغي لأحد أن يقلل من صعوبة المفاوضات، لكننا لن نتخلى عن الدبلوماسية كونها السبيل الأنسب لوقف إراقة الدماء المروعة، كما أننا ندين لشعب سوريا بالقيام بكل ما في وسعنا لإحراز تقدم نحو إيجاد حل سياسي، لذلك فسوف نواصل تقديم دعمنا القوي للأخضر الإبراهيمي وعملية جنيف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مشاهد

    يا سعادة السفير كلنا نتألم لما يجري في سوريا و نتمنى لو لم يحدث أصلا ، و لكن لما أصبح أمرا واقعا فاللوم كل اللوم على من أيقض الفتنة النائمة مند 1000 سنة
    لقد تابعت بإهتمام أطوار جونيف 02 تأكدت تماما أن الحل التفاوضي بعيد كل البعد فاللغة التي كان يستعملها أطراف النزاع لا تؤدي إلى حل
    للأسف تعرفت على العقلية السورية من خلال الأفكار المسوقة في الكتب و حتى الأفلام و المسلسلات باللغة و الكلام الحسن و المنمق لكن تبين لي في الأخير أنه لم يتجاوز الفكر حسن الكلام .