-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سيرغي لافروف : النظام العالمي الجديد يولد أمام أعيننا

ماجيد صرّاح
  • 654
  • 0
سيرغي لافروف : النظام العالمي الجديد يولد أمام أعيننا
منظمة الأمم المتحدة
طالب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمام الجمعية العامة لهيأة الأمم المتحدة في دورتها الـ78 بإصلاح النظام العالمي.

تحدث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمام الجمعية العامة لهيأة الأمم المتحدة في دورتها الـ78 اليوم، السبت 23 سبتمبر، عن جملة من الملفات، كما طالب بإصلاح النظام العالمي.

في غياب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال سيرغي لافروف في مداخلته “النظام العالمي الجديد يولد أمام أعيننا مباشرة.”، نظام عالمي جديد يتصارع حول معالمه تلك “الأغلبية التي تدعو إلى توزيع عادل للثروة العالمية والتنوع الحضاري. وبين هؤلاء القلائل الذين يستخدمون أساليب الإستعمار الحديث”.

لافروف قال أن الأمريكيين والأوربيين “اعتادوا النظر باستخفاف إلى بقية العالم”، وذلك كثيرا ما يظهر في عدم التزامهم بتعهداتهم الدولية.

المتحدث وصف التدريبات المشتركة الأخيرة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك اختبار سيناريوهات استخدام الأسلحة النووية على أراضي الاتحاد الروسي، بالـ”غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة”.

كما اتهم دول الناتو قائلا أنها “بقيادة واشنطن لا تقوم ببناء وتحديث قدراتها الهجومية فحسب، بل تحاول أيضا نقل المواجهة المسلحة إلى الفضاء الخارجي والمجال المعلوماتي”.

وزير الخارجية الروسي وبعد أن تحدث عن الناتو، واتهمه بالتوسع على حساب روسيا، قال أن أغلبية دول العالم ترغب في “تعزيز السيادة والدفاع عن المصالح الوطنية والتقاليد والثقافة وأسلوب الحياة”، ولا تريد أن تعيش “تحت إملاء شخص آخر”.

كما قال لافروف إن حلف الناتو أعلن صراحة أن الشراكة المتنامية بين روسيا والصين تمثل تهديدا له، كما يرى في توسع “بريكس” أمرا خطيرا.

منظمات “بريكس” و”شنغهاي” فرصة لدول الجنوب

وزير الخارجية الروسي قال أن تكتلات مثل “بريكس” أو “منظمة شنغهاي” آخذة في التطور، مما يوفر فرصة لدول الجنوب لتحقيق التنمية والدفاع عن مكانته اللائقة، في بنية متعددة الأقطاب.

لافروف قال إنه ربما للمرة الأولى منذ تأسيس الأمم المتحدة، أصبحت فرصة إرساء ديمقراطية حقيقية في الشؤون العالمية متاحة، لكن الولايات المتحدة والجماعة الغربية التابعة لها تواصل توليد الصراعات التي تقسم الإنسانية بشكل مصطنع إلى كتل معادية وتعيق تحقيق الأهداف المشتركة”.

كما أضاف “إنهم يبذلون قصارى جهدهم لمنع تشكيل نظام عالمي عادل متعدد الأقطاب. إنهم يسعون جاهدين لإجبار العالم على اللعب وفقا لقواعدهم الأنانية الضيقة”.

لافروف قال أن أحد المظاهر الواضحة “للغرور لدى الأقلية الغربية هو المحاولات المهووسة “لأكرنة” المناقشات الدولية، مما يدفع إلى الخلفية عددا من الأزمات الإقليمية التي لم يتم حلها، والتي ظل الكثير منها مستمرا لسنوات عدة”.

الفلسطينيون ينتظرون دولتهم منذ 70 عاما

ليضيف لافروف قائلا “إن التطبيع الكامل للوضع في الشرق الأوسط أمر مستحيل. ولا يمكن تحقيق ذلك دون حل القضية الرئيسية، أي تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي طال أمده على أساس قرارات الأمم المتحدة وقرارات مبادرات السلام العربية”.

تحدث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال أن “الفلسطينيين ينتظرون منذ 70 عاما الدولة التي وعدتهم بها رسميا (قرارات الأمم المتحدة)، لكن الأمريكيين احتكروا عملية الوساطة”. لافروف واصل قائلا أن الأمريكيين “يفعلون كل شيء لمنع ذلك”.

من جانب آخر، رحب لافروف بالدور المكثف لجامعة الدول العربية وعودة سوريا إلى الأسرة العربية. كما رحب ببدء عملية التطبيع بين دمشق وأنقرة.

كما أعرب عن أمله في أن يتمكن الليبيون من الإعداد لانتخابات عامة بمساعدة الأمم المتحدة في بلدهم الذي طالت معاناته. “عشر سنوات، ولم تتمكن من التعافي من تبعات عدوان الناتو، الذي دمر الدولة الليبية وفتح الأبواب أمام انتشار الإرهاب في منطقتي الصحراء والساحل وموجات ملايين المهاجرين غير الشرعيين نحو أوربا”.

لافروف قال أن “التطور المأساوي في السودانما هو سوى نتيجة “للتجارب الغربية الفاشلة في تصدير العقائد الديمقراطية والليبرالية إلى هذا البلد”. كما قال أن بلاده “تؤيد المبادرات البناءة الرامية إلى التوصل إلى حل سريع” لهذا الصراع، “في المقام الأول من خلال تسهيل الحوار المباشر بين الأطراف المتحاربة”.

لافروف في مداخلته عاد أيضا إلى الإنقلابات الأخيرة في القارة الإفريقية وموقف الغرب منها، وقارنها بما سماه “الإنقلاب الدموي في أوكرانيا عام 2014″، الذي أشاد به الإتحاد الأوروبي وأمريكا آنذاك معتبرين إياه “تعبيرا عن الديموقراطية”، حسب قول لافروف.

ضرورة إصلاح النظام العالمي

في حديثه أمام الجمعية العامة لهيأة الأمم المتحدة، سيرغي لافروف، قال أن “قرارات المجتمع الدولي لا تزال حبرا على ورق” ودعا إلى “استكمال عملية إنهاء الإستعمار بشكل نهائي وفقا لقرارات الجمعية العامة”.

لافروف اعتبر أن إجراء إصلاح للنظام العالمي قد تأخر، فالنظام الحالي اعتبر أنه “لم يعد يلبي متطلبات العصر”.

ولتحقيق هذا الإصلاح، سيرغي لافروف نادى إلى “إعادة توزيع حصص التصويت في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. مع الإعتراف بالوزن الإقتصادي والمالي الحقيقي لبلدان الجنوب العالمي”.

أما فيما يخص مجلس الأمن، فاعتبر لافروف أن توسيعه “أصبح مطلوبا بشكل متزايد”. وذلك من خلال القضاء على النقص في تمثيل دول “الأغلبية العالمية” وهي آسيا، إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

لافروف دعا إلى إصلاح هيأة الأمم، حيث “لا يوجد قادة وأتباع، ولا معلمون وطلاب. ويتم حل جميع القضايا على أساس التوافق.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!