-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
واحة تاغيت تستغيث.. ومختصون يدقون ناقوس الخطر

“سيّاح” يطمسون نقوشا صخرية بالطلاء في بشار!

ن. مازري
  • 3321
  • 1
“سيّاح” يطمسون نقوشا صخرية بالطلاء في بشار!

جوهرة الجنوب الغربي لبشار، وعروس وادي الساورة.. فضاء لازال يحتضن موروثا ثقافيا متنوعا، ومخزونا سياحيا كبيرا بمؤهلات جعلت منه قبل ثلاثة عقود قبلة للسياح من مختلف المعمورة، أين أضحت الواحة مترامية الأطراف ومواقع النقوش الصخرية فيها محط رحالهم، واهتمام الكثير من المختصين والباحثين، باعتبارها محطات تُخلد تاريخا عظيما للبشرية.

وفي الوقت الذي شهدت فيه السياحة الصحراوية بالجنوب الغربي تراجعا كبيرا، وتحولت قبلتها بالنسبة للكثير من الجزائريين في اتجاه دول أخرى، يؤكد مطلعون على المواقع الأثرية والسياحية بجوهرة الجنوب الغربي تاغيت، على أن تلك المقومات التاريخية والسياحية، قد عرفت منذ ثلاثة عقود من الزمن، بداية العد التنازلي لاندثار مواقع النقوش الصخرية، دون أي التفاتة من طرف الوزارة الوصية، التي لم تحرك ساكنا تجاه تلك النقوش الصخرية التي يعود تاريخها إلى ما قبل التاريخ، حيث لا تزال عرضة للإهمال والسرقات، كما تتعرض يوميا للاعتداء والعبث من طرف الزوار، الذين أسهموا في طمس نسبة كبيرة من تلك الرسومات التي لا تقدر بثمن ـ حسب العديد من العارفين بقيمتها ـ.

كما سجل وقوف عدة وزراء ومسؤولين على ما أصاب كثيرا من تلك النقوش من تدهور خلال زياراتهم لولاية بشار، أين عاينوا هول الكارثة التي لحقت بالمواقع الأثرية، لكن من دون اتخاذ أية إجراءات استعجالية لتدارك الموقف، وإنقاذ ما تبقى من تلك النقوش، التي لازال حالها في تراجع مستمر إلى غاية يومنا هذا.

يشار أيضا أن بعض الاعتداءات التي يتسبب فيها الزوار، استعمل فيها الطلاء بألوان مختلفة، ما تسبب في طمس العديد من النقوش والكتابات الصخرية التاريخية، منها ما دونت عليها عبارات، تواريخ وأسماء حديثة. وقد أكد على هذا الواقع الكثيرون، مرجعين المسؤولية إلى الوزارة الوصية لتجاهلها القيمة التاريخية والسياحية للمنطقة ومعالمها، وأيضا لجهل العديد من الزوار، ما بات يثير حفيظة سكان المنطقة، بمن في ذلك أعضاء بالمجلس الشعبي البلدي لتاغيت، والذي طالب بتنفيذ مخطط الحماية، وتثمين محطتي النقوش الصخرية الواقعتين بهذه المنطقة السياحية، وذلك من أجل وقف عمليات التخريب والتشويه.

وكذلك دعا رئيس المجلس البلدي المذكور وزارة الثقافة والفنون، إلى الإسراع في تنفيذ المخطط، الذي يتمثل هدفه الوحيد في حماية هذا الموروث الثقافي، والمحافظة على جزء هام من تاريخ المنطقة والوطن، والإنسانية جمعاء، مُذكرا في ذات الوقت، بأن مخطط حماية المحطتين الواقعتين بمحاذاة المكان المسمى الزاوية التحتانية، جنوب بلدية تاغيت، والذي انتهت الدراسات المتعلقة به، وتمت المصادقة عليها في شهر جوان 2016، لا يزال ينتظر التجسيد الذي من شأنه أن يوفر حماية دائمة لهذا التراث المادي، الذي يكتسي قيمة تاريخية كبيرة، ذلك أن الملف الإداري والثقافي لهذا المشروع، والذي تطلبت الدراسات الخاصة به تمويلا قطاعيا بقيمة 10 ملايين دينار، قد أرسل إلى الوزارة الوصية، لإقراره من طرف الهيئات الوطنية، ونشره في الجريدة الرسمية حتى يفعّل تجسيده ميدانيا.

وفي سياق آخر، دق الكثير من أبناء المنطقة، إلى جانب مختصين في المجال البيئي، والغيورين على السياحة الصحراوية، ناقوس الخطر الذي لازال يهدد واحة تاغيت، حيث أكدوا على أن تدفق المياه القذرة قد لوّث مجرى وادي زوزفانة الذي يحتضن واحة تاغيت، ما تسبب في انتشار مرض البيوض، ناهيك عن عبث الزوار، ومخلفات عمليات التخييم، والحرائق، وأيضا تجاهل الجهات المعنية للسياحة، مما أسهم إجمالا في حدوث كارثة بيئية، أتت على العديد من أشجار النخيل، والتي أكد بشأنها سكان المنطقة على صمودها طيلة العصور الغابرة، فيما كانت تلك الواحة عنصرا أساسيا ساعد على استقرار الإنسان بوادي الساورة، ومقوما ترتكز عليه السياحة الصحراوية، الأمر الذي جعل الكثير من سكان المنطقة يستغربون تجاهل الجهات الوصية لأولوية رفع كل أسباب هذه الكارثة البيئية، والتي باتت تهدد واحة تاغيت، مؤكدين على أن من بين أبرز أسبابها، نمو نباتات خطيرة شكلت حواجز مائية، غير مستبعدين اتساع رقعة هذه الكارثة وتفاقم مخاطرها في حال فيضان الوادي، زيادة على توسع النسيج العمراني بمشاريع ارتجالية زرعت على عجل، ولم تأخذ مخططاتها خصوصيات المنطقة السياحية، بالإضافة إلى الشلل السياحي الذي لازالت تعرفه المنطقة منذ سنين، فيما غابت في المقابل أي مبادرة من طرف الجهات المعنية لرفع أسباب الكارثة، وإنقاذ الواحة التي باتت تموت ببطء أمام أعين الجهات المسؤولة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مواطن

    الرزق السايب يعلم السرقة. أين وزارة السياحة؟ أين الحراسة؟ في البلدان الأخرى المواقع السياحية والآثار دائما تكون محروسة كي لا تخرب ولا تنهب.