-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"أرملة" تنام على الرصيف مع الكلاب الضالة

شاب يلقي بأمه التسعينية في الشارع بالمسيلة

أحمد قرطي
  • 1926
  • 4
شاب يلقي بأمه التسعينية في الشارع بالمسيلة
ح.م
مدينة المسيلة

على مقربة من شهر رمضان، شهر الرحمة والغفران والتآزر الاجتماعي، الذي تتضاعف فيه الحسنات وتزداد فيه اللحمة والتسامح والأخوة بين الناس، تعيش أرملة تسعينية بولاية المسيلة، من دون مأوى، ومن دون سند أو معين بعدما قضت سنوات عمرها، تكد وتجتهد لإدخال البسمة في قلوب أبنائها رفقة شريك حياتها الذي فارقها إلى دار البقاء.
هي ليست مقدمة لواقع اجتماعي أليم أو نتيجة ظروف قاهرة، بل حتمية تخلي الأبناء عن الذين بذلوا زهرة شبابهم في خدمة فلذات أكبادهم، ورموا بهم في متاهات الشوارع والطرقات يلتحفون السماء ويفترشون الأرض، كنا نسمع بهم عبر وسائل الإعلام في دول غربية فقط.
هي قصة حقيقية ومأساة تعيشها الأرملة “ب، فاطمة” بمدينة سيدي هجرس شمال غرب المسيلة، من مواليد 1925 أم لأربعة أبناء، كانت تقيم بالبيت العائلي الواقع بالحي القديم منذ قرابة 5 عقود من الزمن، وجدت نفسها بين عشية وضحاها في الشارع، بعدما تم منعها من ولوج البيت من طرف ابنها حسب ما أكدته الأرملة الشهيرة باسم “حرملة” في مدينة سيدي هجرس، والتي التقتها “الشروق” داخل مسجد النور بالمدينة المذكورة، تقضي معظم يومها هناك هروبا من لفحات الشمس وبرودة الطقس.
حتى إنها في بعض المرات اضطرت إلى المبيت في الشوارع برفقة الكلاب الضالة التي تتردد عليها من حين إلى آخر وكأنها تقوم بحراستها من أي أخطار قد تحوم بها من طرف خفافيش الظلام، وأضحت تلك الحيوانات وفية لها أكثر من وفاء من أنجبتهم من بطنها بعد 9 أشهر من المخاض والعذاب والشقاء ليصبحوا رجالا ونساءً، رغم إلحاح أحد هؤلاء على مبيتها في مسكنه، إلا أن طلبه قوبل بالرفض من طرف المعنية التي تتمسك بالعودة إلى مسكنها.
الأرملة تعيش ظروفا قاهرة وأوقاتا عصيبة، وحالة من التوتر والانهيار النفسي، أصبحت حديث العام والخاص بمدينة سيدي هجرس، لم تجد سوى رفع يديها إلى السماء ومناجاة خالق السموات والأرض، من أجل تحقيق غايتها الوحيدة وهي العودة إلى المسكن وقضاء آخر ما تبقى من عمرها بين أرجائه والوفاة فيه، مع طرق أبواب الجهات الأمنية والقضائية لعل وعسى يتم إنصافها، بعدما باءت كل محاولات الصلح وإعادتها إلى البيت بالفشل في ظل رفض من كان ذات يوم في بطنها ويرتوي من حليب ثدييها ويأكل من طعام يديها، ويلبس وينعم من شقائها بعدما عملت لسنوات في العاصمة ومقر الولاية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • عادل

    لا يحق لاحد منا الحكم على الطرف الآخر دون سماعه لأنني اعيش حالتين تشبه هذه القصة فحماة اختي تبيت خارج منزلها مدعية انها ضربت وطردت من منزلها من طرف زوجة ابنها حتى أنها ادعت بأنني انا شخصيا ضرباتها والله شاهد على أنني لم المسا قط والقصة الثانية هي لأمي التي أصبحت لا تطيق البقاء في البيت وكم من مرة ارجعناها إليه حملا وهي تدعي بأننا تخلينا عليها أمام الناس والله شاهد اننا نبذل جهدنا على رعايتها رغم أنني لا أقيم معها في البيت فأنا إخوتي حريصون عليها وكم مرة طلبت منها الإقامة معي لكنها ترفض ذلك لذلك ارجو التحري قبل إلقاء الاحكام

  • جزائرية

    حسبي الله و نعم الوكيل .
    وش راه يستنا فاولادها في هذيك الدار.
    دنيا مش دايما

  • محمد

    ربي يهدي اولادها

  • أنا أنا

    اسمحولي لو كانت قاطنة بسطيف لأخذها أي مواطن أو مواطنة الى وكيل الجمهورية ، يأمر هذا الأخير أي شرطي باصطحابها الى بيتها بالقانون وستجد في بيتها انشاء الله جميع أولاد سطيف ينتظرونها و يخدمونها الى الممات.