شاهد ما تبقى لأم غزية من رضيعين أنجبتهما بعد عقم 11 عاما!
تداولت مواقع إخبارية وصفحات عبر شبكات التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لأم غزية تظهر ما تبقى لها من رضيعيها التوأم اللذين أنجبتهما بعد عقم 11 عاما، وأيضا زوجها الشهيد.
وبحسب ما أفادت وكالة الأناضول فقد أنجبت الفلسطينية رانيا أبو عنزة، البالغة من العمر 35 عاما توأمين بعد 11 عاما من الزواج والأمل والمعاناة والدعاء، وظلت تحلم بتزيينهما بملابس جديدة في أول عيد لهما ولكن في إحدى ليالي الشهر الماضي ارتقى الرضيعين نعيم ووسام (5 أشهر) ووالدهما في غارة إسرائيلية، لتبقى وحيدة تفتش عن سلوى لقلبها المكلوم.
لماذا قتلوا أطفالي وزوجي؟ لقد حرموني من سماع ماما!”
حسرة وألم رانيا أبو عنزة، على طفليها التوأم وسام ونعيم أبو عنزة وزوجخا الذين قتلهم الاحتلال في غارة جوية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة. pic.twitter.com/U6YYDhNNs1
— الشؤون العالمية (@mjrdzayr337191) March 4, 2024
ووسط ركام منزلها المدمر في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تبحث رانيا عن أي ذكريات من رضيعيها اللذين قتلهما الاحتلال الإسرائيلي ضمن حرب يشنها منذ 7 أكتوبر 2023.
تغطية صحفية: بقي لها منهم بعض المقتنيات… الفلسطينية رانيا أبو عنزة ارتقى زوجها وطفليها التوأم اللذين رزقت بهما بعد 10 سنوات من الانتظار pic.twitter.com/rZ11A95iST
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 4, 2024
وبيديها العاريتين ظلت الأم تبحث طويلا بين الركام، في محاولةً لإنقاذ ملابس كانت تحلم بأن يرتديها نعيم ووسام، ليظهرا في أبهى حلة خلال عيد الفطر المقبل.
وبعد ساعات من بحث شاق ومؤلم نفسيا، عثرت أخيرا على ملابس صغيريها الجديدة، وقد كُتب اسم كل منهما على ثوبه.. فهذه ملابس نعيم، الملقب بـ “أبو الورد”، وتلك ملابس شقيقته وسام.
وهي تحمل حزنا كالجبال، عرضت الأم الملابس، قبل أن تتابع رحلة بحثها عن آخر ما تبقى من رضيعيها.
الأم المكلومة استعادت ذكريات معاناتها خلال 11 عاما من عدم الإنجاب، خضعت فيها لعمليات تلقيح صناعي فاشلة، وتلقت علاجات طبية عديدة، في ظل وضع مادي صعب لزوجها.
تحملت رانيا وزوجها وسام تكاليف مالية باهظة، وفي النهاية رزقهما الله بالتوأمين نعيم ووسام، لتفيض حياتهما فرحا بعد صبر طويل. وفي إحدى ليالي الشهر الماضي، قضت الأم والأب وقتا ممتعا في مداعبة الطفلين، قبل أن تخلد الأسرة السعيدة للنوم. وبينما هم نيام، قصفت مقاتلة حربية إسرائيلية منزلهم، فقتلت الرضيعين ووالدهما، بينما نجت الأم من الغارة، لتحاصرها الأحزان وتطاردها ذكريات أكثرها إيلاما هو رؤيتها طفليها وزوجها بين الركام.
فُجعت باستشهاد توأمين لها قتلتهُما غارة الاحتلال على مدينة رفح.. ما قصة الشابة الفلسطينية رانيا أبو عنزة؟#حرب_غزة pic.twitter.com/AUco1acgXf
— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 4, 2024
بأعلى صوتها، صرخت الأم: «أولادي.. أولادي» عسى أن يسمعها فريق إنقاذ أو جيران أو أقارب، فيتمكنوا من إخراجهم، على أمل أنهم ما زالوا على قيد الحياة. وهي فوق أطلال منزلها المدمر وعينيها تتلألأ بالدموع، قالت: «هذا بيتي المدمر، كنا نائمين عندما تم قصف المنزل».
وبحسرة، أضافت: «لم أتخيل أبدا أن أرى زوجي وأولادي يستشهدوا، فقد قضينا (أنا وزوجي) سنوات ممتعة وجميلة مليئة بالذكريات السعيدة».
وتابعت: «لم أسمع دوي انفجار عند القصف، لكن وجدت نفسي تحت الركام الذي سقط على زوجي وأولادي أيضا».
الأم شددت على أنها لم تتمكن من الاستمتاع بوقت كافٍ مع طفليها، اللذين أنجبتهما بعد 11 عاما من الشوق والانتظار. ولطالما تمنت أن يمر أول شهر رمضان وأول عيد فطر ورضيعيها في حضنها، وأن يرتديا الملابس الجديدة في براءة وفرح.
والرضيعان نعيم ووسام هما بين أكثر من 13 ألف طفل قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على غزة، والتي خلفت إجمالا عشرات آلاف الضحايا المدنيين، ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، حسب بيانات فلسطينية وأممية.