شباب ربانيون لا رمضانيون
بعد انقضاء النصف الأول من رمضان، لا يزال الإقبال على المساجد كبيرا، وصفوف المصلين مكتظة أين تحولت العديد من الشوارع والساحات العمومية المحاذية لبيوت الله قبلة للوافدين على صلاة التراويح، وهذا ما يعبّر، حسب الأئمة، على خيرية المجتمع الجزائري وانبعاث الوازع الديني للكثير من الشباب الذين استغلوا رمضان لتجديد توبتهم وتصالحهم مع الله.
وأمام هذه الصحوة الشبابية على المساجد، هناك شريحة من المصلين، أطلقوا العنان في إطلاق الأحكام على الرواد الجدد لبيوت الله في رمضان، واصفين إياهم بمصطلح “الرمضانيين” أي الذين يعبدون الله في رمضان فقط، وهو الأمر الذي انتقده العديد من الأئمة بشدة، بسبب هذه النظرة الأنانية للتائبين والعائدين إلى الله، حيث أكد إمام مسجد واد الرمان بالعاصمة الداعية طاهر ضروي، أن إطلاق الأحكام على المصلين “الجدد” والعائدين لحضن المساجد في رمضان، يعبّر عن ضيق الأفق لبعض المطلقين لهذه الأحكام، قائلا: “من المفروض أن نفرح بكل شاب يتوب ويصلي في المسجد، يجب أن نعانقه ونفرح بتوبته ونشجعه ونرافقه للثبات بعد رمضان، وإطلاق الأحكام على هذه الشريحة من المواطنين العائدين إلى الله بمختلف شرائحهم وأعمارهم هو سبب لتنفيرهم من بيوت الله، وإفساد النيات والدخول في متاهات من الحسد والبغضاء والرياء..”.
وأضاف ضروي، أنه يقابل في رمضان الكثير من الشباب التائبين والعائدين إلى الله، خاصة بعد الجلسات الدعوية التي يقوم بها مجموعة من الأئمة في الأحياء الشعبية بعد صلاة التراويح، وقال: “نفرح بهؤلاء الشباب ونتأثر لحالتهم والكثيرون يلتزمون ويثبتون على الطاعة والعبادة، ومنهم من يتحول إلى داعية للخير وقدوة في حيه..”.
