-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الفايس بوك" يتحوّل إلى بيت للعزاء...!

شباب يصورون الجنائز للتسلية فقط

الشروق أونلاين
  • 4825
  • 1
شباب يصورون الجنائز للتسلية فقط

وصل استعمال “الفايس بوك” وشبكات التواصل الاجتماعي عند الكثير منا درجة غير عادية، وحل محل الصديق والأب والأخت، بل أصبح العديد منا في عزلة عن الأشخاص وعن كل المجتمع، وفيه من جعله فضاءً لنشر الصور من غير حدود، خاصة في حضور التكنولوجيات الحديثة، لذا أصبحت الصورة في وقتها والحدث في أوانه. استغل الكثير من الأفراد هذا “الفايس” اليوم لتقديم التعازي ونشر صور المرضى سواءً الأقارب أو الأهل وهم على فراش المرض، بل حتى وهم موتى بمجرد أن تلحق روح المريض بمولاه حتى تنزل أول صورة له.

 لعل السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن عندما تجد صورة منشورة لمريض فارق الحياة مند فترة قصيرة تصل حتى ساعتين أو أقل، هو كيف استطاع أو استطاعت من أنزل هذه الصورة على حسابه الخاص في هذا المقام الحزين؟ وأن يأخذ له هذه الصورة؟ وينشرها في هذا الجو الذي يسوده الحزن، ويتوقف التفكير عند الكثير منا نتيجة لهذه الحادثة المؤلمة، ويبقى التفكير ماعدا في الموت وضيق القبر، غير أنه ظهر فينا من له القدرة والوقت على فتح الحساب الخاص به في كل شبكات التواصل الاجتماعي، وتلقي التعازي ودعوات الرحمة على الميت، وهو مازال لم ينقل إلى قبره بعد، فبدل الإسراع والتواجد في أماكن غير هذه، والاهتمام بأمور أخرى، يقبع العديد من الأشخاص أمام شبكات التواصل من أجل التواصل مع الأفراد، وهم ينظرون إلى واحد من أهلهم أو أحد أقربائهم، قد قطع التواصل مع أهل الدنيا عامة، فأي جرأة هذه؟.

 شباب يتنافسون على نشر فيديوهاتلشجارات مميتة اختاروا التصوير على فك النزاع

كثيرا ما نشاهد شجارات عنيفة بين الأفراد في الشوارع والطرقات من كلا الجنسين على حد سواء، منشورة على شبكات التواصل الاجتماعي، شجارات دامية بأدوات حادة أمام الناس يتداولون الضرب المبرح وشد الشعر، في لقطات تهز القلوب لعنفها، تسفك فيها الدماء بين المتنازعين لمدة طويلة، فيديوهات تصل إلى دقائق طويلة، والغريب أنها تكون محاطة بالكثير من الشباب وهم يحملون الهواتف النقالة يسجلونها ويصورنها عن قرب مباشرة، ثم يلقونها في هذه الشبكات من أجل الإعجاب والنشر، وكأن الأمر لا يعنيهم، أم أن الصورة أو الفيديو أصبح أهم من دم يراق في الطرقات بين الشباب. فيديوهات حققت أعلى المشاهدات والنشر في شبكات التواصل الاجتماعي بين الأفراد، بالرغم من أنها دامية وكان من الواجب فك النزاع بين الأفراد، غير أنه يوجد منا من لا يعينه الأمر أو هذا الشجار بقدر ما يهمه ما يحققه من مشاهدة عبر حسابه الخاص وكأنه حقق السبق الصحفي حتى على حساب الأرواح والأشخاص.

نعم هو حال ما وصل إليه الكثير منا في زمن التكنولوجيا الحديثة، التي أتت على الأخضر واليابس من دون مراعاة في الكثير من الأحيان لقيم خلقية كانت بالأمس، لكنها زالت اليوم.

هذا ما جنيناه اليوم من شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت حاضرة في كل حياتنا حتى مع موتانا، يعلل الكثير من الأفراد نشر صورهم من أجل طلب الرحمة لهم والمغفرة من أكبر عدد ممكن من الأشخاص عبر هذه الشبكات، وكأن تعزية أرض الواقع ضاقت بهم أو افتقدوا لهذه التعزية فيها، حتى ذهبوا لطلبها هنا عبر هذه الشاشات، وينشر الكثير ما لا يجب النشر من صور وفيديوهات تعكس واقع الارتباط الكبير والتخدير الذي مس العديد منا جراء قضاء ساعات طويلة أمام هذه البرامج، حتى أصبحت من أجل التسلية والرقص حتى على دماء تراق أو اشتباكات مميتة، من أجل الوصول إلى أكبر مشاهدة وإعجاب، وهم يفتخرون بهذا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • mere

    c est 1 sujet important et la solution c par le ministere mon enfant fallit quiter l ecole a cause des insultes du prof de maths mais dieu soit loue c lui quia quite l ecole

  • الطيب

    ارجو من كاتب المقال ان يصحح عبارة " شبكات التواصل الاجتماعي " الى عبارة " شبكات قطع التواصل الاجتماعي " لكي يصل الهدف من مقاله ...

  • فريدة

    كل حسب قدراته الفكرية و الأخلاقية و الضمير الميت قبل موت المريض و لم يعزي صاحبه نفسه فيه و لم يلقط صورة له
    هل تعلم يمكن أن تلتقط صورة لضميرك

  • العباسي

    السلبي فقط مكانش الايجابي واحد يقتل في ثعالب والاخر يضرب حمير الله غالب هادا ما حلبت

  • m.ammouche

    سبحان الله ان الموت لحظة تفكر و اخد العبر لا لاخد الصور مهما كانت الدريعة و الافضل هو الدعاء بالرحمة .